11-مايو-2023
Getty

تعمل إسرائيل بشكلٍ منهجي على إخفاء أدلة التحقيق في كل الحالات (Getty)

تتزامن الذكرى الأولى لاستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، مع عدوان إسرائيلي جديد يستهدف قطاع غزة منذ ثلاثة أيام، أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا، من بينهم 10 أطفال ونساء، فيما تستمر إسرائيل في ارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، دون أية إدانة فعلية وحقيقية توقف هذه الجرائم.

تتزامن الذكرى الأولى لاستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، مع عدوان إسرائيلي جديد يستهدف قطاع غزة منذ ثلاثة أيام

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "الواشنطن بوست"، تحليلًا يتناول عدم محاسبة إسرائيل في عمليات قتل طالت العشرات من العاملين في الصحافة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه من المستبعد محاسبة أي جندي من جيش الاحتلال في استشهاد الصحفية أبو عاقلة. واستندت في ذلك إلى تحقيق أجرته لجنة حماية الصحفيين، ومقرها نيويورك، والذي استند لاستشهاد 20 صحفيًا، على يد جنود جيش الاحتلال، دون محاسبة أي جندي في الجيش.

Getty

وتوضح الصحيفة الأمريكية أن اللجنة وجدت "تشابهات منهجية في سلوك إسرائيل تجاه قتل الصحفيين"، مشيرةً إلى أن "النقطة الجوهرية، هي عدم توجيه الاتهام لأي جندي في كل الحالات".

وبحسب التحقيق، فإن سلوك إسرائيل المتكرر دار حول عمليات إنكار منهجية، مع استبعاد الأدلةورواية الشهود، وإجراء تحقيقات غامضة، كلها انتهت بدون توجيه أي اتهامات.

ويتكرر ما سبق، في استشهاد شيرين أبو عاقلة، ويقول مدير المشاريع الخاصة بلجنة حماية الصحفيين وأحد محرري التقرير روبرت ماهوني، إن كل ما سبق تكرر في حالة أبو عاقلة، فيما تم التراجع بشكلٍ بطيء عن الرواية الإسرائيلية، دون الإقرار بشكلٍ واضح في تحقيقات جيش الاحتلال بقتل أبو عاقلة، حيث رجح التحقيق الداخلي الإسرائيلي الأخير أن استشهاد أبو عاقلة جاء نتيجة نيران صادرة من جيش الاحتلال لكن عن "طريق الخطأ"، وفق زعم إسرائيل.

وتحدث التحقيق عن 20 جريمة قتل، نفذها جنود من جيش الاحتلال بحق الصحفيين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مدار 20 عامًا، من 13 حالةً كانت خلال عمل صحفي ميداني، مع الالتزام بارتداء علامات واضحة.

ويورد التحقيق، حالةً مشابهة وهي استشهاد مصور وكالة رويترز فاضل شناعة، في قطاع غزة بقذيفة مدفعية عام 2008، رغم وجوده بالقرب من مركبة تابعة للطواقم الصحيفة وارتداء السترة الواقية، وفي وقت لاحق، برأت محاكم الاحتلال، جنود الدبابة الذين نفذوا عملية إطلاق القذيفة.

وحول الرواية الإسرائيلية عن استشهاد أبو عاقلة، فهي تتشابه مع النمط الذي استخدمته سابقًا مع كافة الحالات التي استشهد فيها صحفييون. وفي حالة أبو عاقلة، اتهمت إسرائيل المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين، قبل أن تتراجع عن هذه الرواية بشكلٍ تدريجي، نتيجة روايات الشهود والأدلة المصورة والتحقيقات التي عقدت من قبل مؤسسات حقوقية وإعلامية دولية.

وفي أيلول/سبتمبر 2022، وبعد تحقيق أجرته الولايات المتحدة ومراجعات للطب الشرعي من قبل العديد من المؤسسات، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود "احتمال كبير بأن الرصاصة أطلقت عن طريق الخطأ من قبل أحد جنوده"، وفق تعبيره. مما يعني عدم محاسبة أي جندي على ما حصل.

بحسب التحقيق، فإن سلوك إسرائيل المتكرر، دار حول عمليات إنكار منهجية، مع استبعاد الأدلةورواية الشهود

وأكد التحقيق، على أن دولة الاحتلال تفتقر للشفافية في كافة التحقيقات، ولا تحمل أي جندي المسؤولية، مما يعني إدخاله في مسار للمحاكمة والمحاسبة.