28-أكتوبر-2021

كريستوف فارنو (Politico)

ألتراصوت- فريق التحرير

أقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل مفاجئ مدير إدارة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو من منصبه. وقد تسببت الإقالة، حسب تقرير لصحيفة بوليتيكو، بصدمة كبيرة في أوساط الدبلوماسيين الفرنسيين، في حين رأى فيها بعض المتابعين محاولةً من الرئيس الفرنسي ماكرون تأكيدَ سلطته على وزارة الخارجية وإحكام قبضته على سلوك كبار الدبلوماسيين فيها.

 فسر البعض إقالة فارنو بأنها محاولة من الرئيس الفرنسي ماكرون تأكيدَ سلطته على وزارة الخارجية وإحكام قبضته على سلوك كبار الدبلوماسيين فيها

ولم تقدم الخارجية الفرنسية ولا الإليزيه تفسيرًا لأسباب الإقالة، لكن صحيفة بوليتيكو نقلت عن دبلوماسيين فرنسيين، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية القضية، أن قرار إقالة فارنو جاء بشكل شخصي من الرئيس ماكرون الذي توصف علاقته بمسؤولي الخارجية الفرنسية بالمضطربة. هذا بالإضافة أن كريستوف فارنو كان صريحًا في التعبير عن اختلافه في الرأي، داخل إدارته، مع بعض سياسات ماكرون الخارجية، ولاسيما منها تلك المتعلقة بدول عربية بعينها حاول ماكرون قيادة مبادرات دبلوماسية رفيعة المستوى فيها مثل لبنان والعراق وسوريا وليبيا والجزائر، وهي ملفات كان أداء الخارجية الفرنسية فيها متباينًا ومثيرًا للجدل.

يعد كريستوف فارنو (يسار) من أبرز الدبلوماسيين الفرنسيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (Getty)

صحيفة بوليتيكو نقلت عن المسؤولين الفرنسيين قولهم إن فارنو كان مترددًا في تنفيذ مبادرات ماكرون، وذكر ثلاثة مسؤولين أنه في الأسابيع الأخيرة قُدّم تقرير في شأن فارنو يتضمن أكثر من 12 شكوى بشأن سلوكه في الإدارة التي يرأسُها، وأن ذلك قد يكون السبب وراء إقالته. إلا أن دبلوماسيين آخرين رفضوا تلك الفرضية، مشيرين إلى أن فارنو تم تعيينه مديرًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تموز/يوليو 2019، تحت رئاسة ماكرون ، على الرغم من أنه واجه اتهامات مماثلة في منصب سابق. كما سلط هؤلاء الدبلوماسيون الضوء على أن ماكرون لم يُقِل بعض مستشاريه الدبلوماسيين، الذين اتهموا بالبلطجة والمضايقة وكانوا موضوع مراجعة في عام 2020.

 وحين توجّهت صحيفة بوليتيكو  إلى فارنو بسؤال حول أسباب إقالته "رفض فارنو التعليق، مشيرًا عبر البريد الإلكتروني إلى أنه لم يُسمح له بالتحدث إلى الصحافة بصفته موظفًا حكوميًا كبيرًا"، محيلًا الأسئلة - التي أرسلتها بوليتيكو بالبريد الإلكتروني - إلى الخدمة الصحفية بوزارة الخارجية ، التي لم تبد هي الأخرى بدورها أي تجاوب، كما امتنع قصر الإليزيه حسب بوليتيكو أيضًا عن التعليق على موضوع إقالة فارنو.

إضافةً إلى ما سبق ذكره اعتبر المسؤولون الذين تحدثوا لبوليتيكو أن عدم الوضوح بشأن الإقالة، إلى جانب عنصر المفاجأة فيها، يعدّ سلوكًا قاسيًا من قبل ماكرون تجاه مسؤولي الخارجية بغية تأكيده على تحكّمه في نظام الوزارة، ومن شأن إعادة انتخاب ماكرون لعهدةٍ ثانية في نيسان/إبريل المقبل أن يعزز من نفوذه في مفاصل الخارجية بفرض أسماء بعينها تؤمن برؤيته في الوظائف العليا داخل وزارة الخارجية الفرنسية.

يشار إلى أن الرئيس الفرنسي عيّن آن غيغين مديرةً للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية، محل كريستوف فارنو، وتعتبر المديرة الجديدة هي المرأة الأولى التي تتقلد هذا المنصب، علمًا بأنها عملت سابقًا في دول عربية عدة حيث كانت مستشارة في السفارة الفرنسية في تونس ومصر، كما عملت سابقًا في البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة، ثم مساعدةً للأمين العام للخارجية الفرنسية فرانسوا دولاتر.

 توصف علاقة ماكرون بمسؤولي الخارجية الفرنسية بالمضطربة

وذكرت صحيفة بوليتيكو أن غيغين تتولى منصبها، قبل أسابيع من استضافة فرنسا للقمة الدولية حول ليبيا في 12 من تشرين الثاني/نوفمبر، وفي خضم أزمة دبلوماسية حادة مع الجزائر.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

محادثات بين تل أبيب وباريس لطي أزمة التجسس على ماكرون بواسطة "بيغاسوس"

خطة استثمار "جامحة" يضعها ماكرون لتعزيز تنافسية فرنسا في قطاع الطاقة والتقنية