19-أبريل-2016

من حملة كلنا مي فتيحة (فيسبوك)

يتابع المغاربة هذه الأيام قصصًا عن بعض رجال السلطة وقد استغلوا نفوذهم لابتزاز المواطنين. آخر هذه القصص كانت قصة وفاة "مي فتيحة"، التي أحرقت نفسها الأسبوع المنصرم بسبب إحساسها "بالظلم" من قبل قائد مقاطعة، أحد رجال السلطة في إحدى المقاطعات بمنطقة "أولاد امبارك" بمدينة القنيطرة، غرب المغرب.

يتابع المغاربة هذه الأيام قصصًا عن بعض رجال السلطة وقد استغلوا نفوذهم لابتزاز المواطنين وآخرها قصة "مي فتيحة"

عبر عدد من المغاربة عن تضامنهم مع هذه السيدة التي أضرمت النار في جسدها، خاصة وهي بائعة حلوى فقيرة، منعها القائد من مزاولة مهنتها وحجز سلعتها، وبعد شجار وإحساسها بالغبن والظلم، أحرقت جسدها أمام العيان دون أن يتدخل أحد لإنقاذها، إلى أن توفيت بالمستشفى.

اقرأ/ي أيضًا: اغتصاب الأطفال في المغرب في ارتفاع.. إلى متى؟

وأقدم عدد من رواد المواقع الاجتماعية على إطلاق هاشتاج: "كلنا مي فتيحة"، للمطالبة بفتح تحقيق مع المسؤول الترابي الذي خاطب الراحلة، حسب مواقع إعلامية مغربية: "إلى كان علي أنا غير حرقي راسك"، بمعنى "لو كان الأمر بيدي إحرقي نفسك"، وذلك عندما هددته بإحراق نفسها إذا لم يتم إنصافها، وأيضًا إثر حرمانها من الدواء الذي جلبته لها ابنتها.

وقبل حادثة "مي فتيحة"، تفجرت قضية أخرى بالمغرب وهي المعروفة بـ"قائد غرفة النوم"، بمنطقة "الدروة" بإقليم برشيد، شرق الدار البيضاء، والتي أعلنتها سيدة متزوجة تدعى سهام، تتهم القائد في منطقتها بمقايضتها، بين تمكينها من اعتراف وقعه زوجها بتسليم رشوة لعون سلطة وقبولها أن يضاجعها، فاتفقت بمعية زوجها على استدراجه لغرفة نومها. وتسرب فيديو، على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر القائد محتجزًا بملابس داخلية بمنزل السيدة المتزوجة، الفيديو انتشر بسرعة ليدفع وزارة الداخلية إلى شطب القائد من الداخلية.

ويشار إلى أنه وبعد ضبط القائد في بيت غرفة نوم سهام، قدم شكاية بمركز الشرطة بمنطقة "الدروة" مفادها أنه تعرض للاحتجاز والابتزاز من طرف زوجين، بعد أن استدرجاه إلى منزلهما ونزعا ملابسه قبل أن يسجلا له فيديو تحت التهديد، ثم قرر اللجوء إلى القضاء، معترفًا أنه ذهب فعلًا إلى بيت السيدة سهام لكنه لم يشعر كيف أقدم على هذا الفعل، حسب تصريحاته في محاضر الاستماع، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام وزارة الداخلية التي أصدرت بلاغًا يفيد بعزله.

اقرأ/ي أيضًا: المساواة بين الجنسين في الميراث..قريبًا في المغرب؟

يوظف المواطنون في المغرب مواقع التواصل الاجتماعي لفضح ما يتعرضون له من ممارسات فساد واستغلال نفوذ

قصة أخرى بطلها عون سلطة برتبة "شيخ" في عقده الخامس يقطن بمدينة "ابن أحمد"، إقليم "سطات"، خلال هذا الأسبوع، والذي اعتقل بسبب شكاية وضعتها زوجته ضده تتهمه فيها بالإهانة والظلم، جراء تعرضها للتعنيف من طرفه، حيث أشبعها ضربًا على مستوى كل أنحاء جسدها ووجهها، قبل أن يعمد إلى حلق رأسها بواسطة شفرة حلاقة.

وحسب الشكاية التي تقدمت بها الزوجة، فهي تؤكد "تعرضها للعنف لأنها مارست حقًا من حقوقها التي منحتها لها مدونة الأسرة، بعدما رفضت طلب زوجها الرامي إلى عقد قرانه من امرأة ثانية". وعلى إثر الشكاية، قرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمدينة ذاتها إعطاء أوامره لعناصر الدرك الملكي إيقاف "الشيخ" والاستماع إليه وإيداعه السجن المحلي إلى أن يتم مواجهته مع زوجته والاستماع إليهما.

ويرى محمد بنعيسى، الناشط الحقوقي، ورئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في تصريح لـ"الترا صوت": أن "الحالات الأخيرة التي هزت الرأي العام المغربي، ما هي إلا الشجرة التي تخفي الغابة. فالعديد من النساء تعرضن للاغتصاب داخل مكاتب بعض "القياد"، ممثلين للسلطة في عدة محافظات مغربية، لكنهم يخشون من البوح، لعدم ثقتهم في القضاء".

لكن محمد بنعيسى يؤكد أننا "أمام تحول نوعي في تعامل المواطنين البسطاء مع ما يتعرضون له من طرف رجال السلطة أو غيرهم من خلال توظيف تقنيات التوثيق عن طريق الفيديو وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي لفضح ممارساتهم بعدما أصبحت تلك الشبكات الافتراضية وسيلة فعالة للضغط من خلال تشكيلها للرأي العام".ويضيف أن "الممارسات التي يقوم بها العديد من رجال السلطة ترجع إلى الصلاحيات الكبيرة التي يتمتعون بها ونتيجة غياب المراقبة من طرف سلطة الوصاية المتمثلة في وزارة الداخلية وتغاضيها عن ممارساتهم رغم الشكايات التي يتقدم بها المواطنون ضدهم".

اقرأ/ي أيضًا:

مصر.. "الحوادث الفردية" لأمناء الشرطة مستمرة

أسماء أمازيغية ممنوعة في المغرب!

المغرب.. دعوات إلى يوم وطني للخصوبة