23-مايو-2017

إسماعيل حميش تحدى المرض بالابتسامة (فيسبوك)

يتم تعريف مرض السرطان بذلك المرض الخبيث، الذي يتسلل خفية في جسد الإنسان حتى ينقض عليه، ويربطه المغاربة مباشرة بالموت. إلا أنه دائمًا ثمة استثناء، أشخاص أعلنوا حربهم على المرض الخبيث ببسالة وقوة إيمان. نجحوا في التغلب عليه وعدم الخضوع لآلامه، شاركوا تجاربهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر لقاءات إعلامية، شعارهم هو أن المرض لا يقتل بل الأجل وحده. هذه نبذة عن مشاهير مغاربة انتصروا على مرض سرطان، وأصبحوا قدوة لكل المرضى.

يقدم البعض صورة عن قوة الشخصية والإرادة لدى بعض مرضى السرطان، ويتحولون بعد هزمهم المرض الخبيث إلى رموز في مجتمعاتهم

اقرأ/ي أيضًا: تضامن واسع مع الأطفال مرضى السرطان في تونس

إسماعيل حميش.. حرب على المرض بابتسامة

إسماعيل حميش، واحد من الشباب الذي رفض الاستسلام إلى مرض السرطان، أصيب به على مستوى الرأس منذ ثلاث سنوات، حينها لم يتجاوز عمره 18 سنة. وبالرغم من حداثة سنه، إلا أنه رفض نظرات الشفقة بين المحيطين به، وأعلن حربه على مرضه، كان عليه الخضوع إلى جلسات العلاج الكيميائي، ولا أحد يفهم ألم هذا العلاج، إلا مرضى سرطان وحدهم.

إلا أن "سلطان" وهو لقب إسماعيل حميش، الذي أطلقه عليه متابعوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استطاع التعايش مع مرضه وتحديه بابتسامته العريضة، التي لم تفارقه مهما اشتد الألم، كما تمكن سلطان أيضًا من مشاركة مرضى السرطان ليس في المغرب فقط، بل حول العالم تجربته الفريدة.

بعد تحسن حالته، سافر إسماعيل حميش باتجاه مدن عديدة نحو مراكز لعلاج السرطان، وساند المرضى وحاول التخفيف من حدة آلامهم، شجعهم ومنحهم الأمل في البقاء، وشاركهم تجربته. وتغيرت حياة إسماعيل عندما قرر إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نشر من خلالها قصة معاناته مع السرطان، الأمر الذي لقي تعاطف الآلاف من المغاربة ومن العرب، بالإضافة إلى مساندة العديد من الفنانين والمشاهير حول العالم.

اقرأ/ي أيضًا: فتح النور بن إبراهيم.. اخرس أيّها السّرطان

منال الصديقي ورحلة الشفاء

تشتهر منال الصديقي، الممثلة المغربية بأدوارها الفنية في الدراما والسينما المغربية، إلا أنها أيضًا تشتهر بتحديها مرض السرطان، فقد فاجأت المغاربة بنشر صور لها وهي في صالون الحلاقة تتخلص من بقايا شعرها بعد الانتهاء من حصص العلاج الكيميائي، الذي تسبب في سقوطه.

كان لمنال الصديقي الممثلة الجميلة، الشجاعة الكافية لتواجه جمهورها الذي اعتاد رؤيتها بشعرها الطويل، نشرت صورها وهي بالشعر القصير، تملأها القوة وعدم الخضوع إلى المرض، غير مكترثة بنظرات الآخرين، المشجعة تارة والمشفقة تارة أخرى. منال الصديقي مثال للسيدة التي واجهت السرطان ببسالة، إلى أن أعلنت بعد شهور شفاءها من سرطان الثدي.

قررت منال الصديقي أيضًا أن تحول معاناتها مع السرطان إلى عمل سينمائي، وهو العمل الذي كتبت تفاصيل السيناريو الخاص به، فيما تكفلت إدارة مهرجان الحسيمة الدولي للفيلم بإنتاجه. وقالت منال في إحدى حواراتها للصحافة المحلية، إن "مرض السرطان يساعد الإنسان على اكتشاف طينة من يحيط به من أصدقاء وإخوة وعائلة، الأزمة أكسبتها حباً جديدًا وعلاقات جميلة مليئة بالحب والإخلاص، كما جعلتها أيضًا تضع حدًا لبعض العلاقات".

منال الصديقي

بهيجة كويمي.. من مريضة إلى رئيسة جمعية

بهيجة كويمي، إحدى المغربيات اللواتي لم يستسلمن إلى سرطان الدم، بل انتصرت عليه وأسست جمعية تساعد مرضى سرطان الدم

بهيجة كويمي، واحدة من السيدات المغربيات اللواتي لم يستسلمن إلى العقبات والعراقيل، حتى لو تعلق الأمر بسرطان الدم. تتذكر بهيجة كويمي اليوم الذي أخبرها الطبيب فيه أنها مصابة بسرطان الدم، كانت حاملًا في تلك الفترة. بكت، انهارت لكنها في النهاية واجهته بكل الإيمان بقضاء الله، حتى أعلنت عن شفائها وتأسيسها جمعية خاصة بمرضى سرطان الدم، وأطلقت عليها اسم "الأمل".

بهيجة كويمي تعلم جيدًا أن الإنسان عمومًا، سواء كان معافًا أو مصابًا، لا بد له من أن يترك بصمته في الحياة. رسالة بهيجة بعد مرضها، هي وصول جمعية "أمل لمرضى اللوكيميا" إلى مكانة عالية، حتى تستطيع أن تحارب هذا الداء الفتاك، والذي ينتشر بشكر كبير بين فئات المجتمع، ومحاولة الحد من الإصابة به، عن طريق التحسيس بخطورته والكشف المبكر الذي تحث عليه بهيجة دومًا، فضلاً عن المساهمة في توفير الأدوية لكل مريض.

فيصل باشي.. من السرطان إلى الفكاهة

أصيب فيصل باشي، وهو كوميدي مغربي، بمرض السرطان في فترات مبكرة في حياته، إذ عانى من هذا المرض وهو في مرحلة الإعدادي. لم يستسلم فيصل أبدًا، بل بالعكس، تحداه إلى أن شفي، كان صغيرًا جدًا حين اكتشف ألم المرض من نظرات أسرته وأقربائه الحزينة، فالمرض مزمن ومكلف ماديًا، في نظرهم.

يقول فيصل باشي إن جمعية "أجير" ساندته كثيرًا، وقدمت له المساعدة المطلوبة، سواء كانت نفسية أو غيرها من المساعدات. وفرت له الدواء وعن ذلك يقول أن لا شيء أصعب من عدم قدرة المريض على تأمين الأدوية اللازمة أحيانًا. مشوار فيصل باشي في الكوميديا جاء صدفة أيضاً، حين نجح في اجتياز إحدى المسابقات الفكاهية بالمغرب، ليصبح كوميديًا معروفًا عند المغاربة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شموع المفرقعات النارية.. خطر خفي يهدد أعيادنا

الوقاية من سرطان الثدي:توعية نيوليبرالية استهلاكية