05-أغسطس-2017

تلجأ النسوة في الكاميرون إلى كي أثداء بناتهن لتمنع صدورهن من النمو (هبة خميس/ نيوز ويك)

كانت بالكاد قد أتمت 28 سنة من عمرها وحسب، ولكنها مع ذلك جدّة لها أحفاد، ولها بنات خمسة أكبرهنّ حملت وهي في لم تبلغ 14 سنة. لقد كانت تريد أن تحمي بقية بناتها مما حدث معها، فجلبت ابنة العشرة أعوام، وابنة السبعة أعوام وبدأت معهن عملية شاقة تدعى "كيّ الأثداء" وذلك لتمنع صدورهن من النمو ولا يكن هدفاً للتحرش والزواج المبكر. كانت هذه الأم تستخدم حجرًا بحجم اليد، كذلك المستخدم في طحن الأعشاب، وكانت تفرك به أثداء بناتها وتدلكها بقسوة بشكل دائري، لمدة 10 دقائق لكل جانب. لم يكن ذلك عقابًا للبنات بقدر ما كان وسيلة يائسة لحمايتهن.

تلجأ النسوة في الكاميرون إلى كي أثداء بناتهن لتمنع صدورهن من النمو ولا يكن هدفاً للتحرش والزواج المبكر

ذهبت المصورة المصرية هبة خميس إلى الكاميرون وأمضت شهرًا كاملًا هناك، وتنقلت بعدد من القرى والمدن للتحدث مع بنات وسيدات حول تجاربهن مع "كيّ الأثداء". واكتشفت هبة أن لهذه الممارسة أشكالًا عديدة، فالبعض يستخدم حجارة صلبة مسطحة، وآخرون يستخدمونها بعد تحميتها على النار قليلًا، بينما يستخدم آخرون ملاعق خشبية كبيرة مسطحة ويضعونها على النار ويبدؤون عملية التدليك للأثداء بشكل متواصل لمدة 10 أو 15 دقيقة لكل شق. أما الضحية فتكون عادة بين 8 سنوات و12 سنة.

اقرأ/ي أيضًا: قاصرات اليمن على مائدة الزواج المبكر

وفقًا للأطباء فإن "كي الأثداء" لم يخضع لدراسات جادة تبين الأثر الصحي على المدى القصير أو الطويل، إلا أن عددًا منهم أخبروا الباحثة ريبيكا تابسكوت من جامعة تفتس الأمريكية أن كيّ أو تسطيح الأثداء قد يسبب بعض الالتهابات أو التقرحات وغيرها من المشاكل، والأهم من ذلك أن هذه المعاناة التي تمر بها الفتاة لن تمنع الثديين من النمو.

يؤكد بعض الأطباء أن كي الأثداء قد يسبب بعض الالتهابات أو التقرحات وغيرها من المشاكل، كما أنه لا يمنع الثديين من النمو

وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي ربع النساء في الكاميرون، التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، قد تعرضن من أهاليهنّ لممارسة "كي الأثداء"، وذلك في محاولة لحمايتهنّ، كي لا تخطف البنت للزواج المبكّر وتحرم من الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل، على أمل أن تساعد هذه العملية في تأخر بروز الثديين لدى البنات الصغار.

اقرأ/ي أيضًا: المغرب..منقطعات عن الدراسة لأنهن فتيات!

وقد أشار مسؤول في وزارة التعليم في الكاميرون للباحثة تابسكوت أن 65 في المئة من حالات مغادرة المدارس لدى البنات هي نتيجة الحمل في عمر مبكر، ومعظمهن لا يعدن مجدداً للدراسة. كما تعد هذه الممارسة محاولة لتجنيب البنت التعرض للاغتصاب، وهو أمر لو حدث سيحد من فرص البنت للزواج، خاصة إن تسبب ذلك في حملها.

وتقول هبة خميس: "لو تنظر إلى الأمر من الخارج قد تظن أنّه إجرام بحق البنت، ولكن الأمر أكثر تعقيدًا مما قد يظنّه المراقب أو الباحث الغربيّ، إنها محاولة من الأم التي تحب ابنتها وتحرص عليها لحمايتها، لقد رأيت الحبّ في أعين الأمهات، رغم أني أعرف أن ما يفعلنه مؤلم لبناتهنّ".

وجدير بالذكر أن ممارسة "كي الأثداء" تنتشر كذلك في دول أخرى مثل بينين وتشاد وتوغو وغيرها من الدول في غرب ووسط أفريقيا.

المصدر

 

اقرأ/ي أيضًا:

المطلقات في الجزائر.. حقوق مهدورة وتحرش جنسي

ليس قسمةً ولا نصيبًا.. الزواج هنا تقليد!