11-فبراير-2022

تأتي ذكرى الثورة اليمنية مع مزيد من الانقسام تواجهه البلاد (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

تحل الذكرى الحادية عشر لثورة شباط/فبراير اليمنية وسط انقسام يهدد وحدة البلاد، إذ لا تزال الثورة محل اتهام وشيطنة من الأطراف المتصارعة في الساحة اليمنية.

تحل الذكرى الحادية عشر لثورة شباط/فبراير اليمنية وسط انقسام يهدد وحدة البلاد، إذ لا تزال الثورة محل اتهام وشيطنة من الأطراف المتصارعة في الساحة اليمنية

فالثورة السلمية التي استطاعت توحيد اليمنيين وأن تفتح الآفاق نحو المستقبل، لأن عمودها ارتكز على قاعدة شبابية كانت لديها إرادة سياسية للمشاركة في قيادة البلاد، وهو ما لم يعهده التاريخ اليمني الحديث، لم تصمد طويلًا أمام ثورة مضادة  قادها الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، دفعت بالبلاد نحو حرب أهلية دامية تعددت أطرافها، وأدت جنبًا إلى جنب مع التدخلات الخارجية، إلى نتائج كارثية.

لم تمنع هذه الأوضاع الصعبة أنصار الثورة الشبابية من الاحتفال بذكراها، فقد شهدت مدينة تعز معقل الثورة خروج المئات من أنصارها، الذين أوقدوا الشعلة الحادية عشرة للثورة أمام مقر السلطة المحلية بالمدينة، وأطلقوا الألعاب النارية ابتهاجًا بالمناسبة، كما رفع المحتفلون العلم اليمني ورددوا هتافات "جمهورية جمهورية بنحميها بالشرعية"، و"ثوار أحرار، سنواصل المشوار".

وأكد المحتفلون أن الشباب متمسكون بالثورة السلمية حتى تحقيق أهدافها كاملة، واعتبروا أن أهداف ثورة 11 فبراير لن تتحقق إلا بإسقاط الانقلاب الحوثي الذي جاء بهدف إعاقة الثورة وإجهاض مشروعها، مؤكدين أن موضوع استعادة الدولة اليمنية خيار لا رجعة عنه للعيش بكرامة ولتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.

بالمقابل يبدوا المشهد الحالي في اليمن بعد إحدى عشر عامًا من اندلاع الثورة السلمية أكثر تشرذمًا مع   حرب مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات. وازداد الوضع تعقيدًا مع تحوّل البلاد إلى مناطق مقسمة تسيطر عليها تشكيلات مسلحة مدعومة من قوى وأطراف خارجية.

وأصبحت تتربع على المشهد اليمنى أربعة قوى رئيسية تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد وتتصارع فيما بينها، وهي الحكومة المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي وتسيطر على محافظات اليمن الشرقية وتمثل محافظة مأرب مركز تواجدها، وجماعة أنصار الله أو جماعة الحوثي المدعومة من إيران وتسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق واسعة من شمال البلاد، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات والذي يسيطر على المحافظات الجنوبية، والمؤتمر الوطني العام وأنصار الرئيس السابق على عبد الله صالح الذي يقودهم طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق وتنتشر قواتهم على امتداد الشريط الساحلي في الجنوب الغربي من البلاد.

وتتصارع في هذا المشهد مشاريع عديدة ورؤى مختلفة لمستقبل البلاد. إذ تسعى جماعة الحوثي لتثبيت حكمها في شمال البلاد، ويقوم مشروع المجلس الانتقالي على الدعوة لانفصال الجنوب، وهو المشروع الذي يبدو الأكثر حضورًا حاليًا بسبب سياسة الدعم الإماراتي اللامحدود، الذي أفضى إلى انشاء كيانات مسلحة ذات توجه انفصالي. وأصبحت هذه الكيانات قوة نقيضة وأضعفت سلطة الحكومة، ما أدى إلى غياب أي قوة رسمية تقف بوجه مشروع الانفصال الذي يهدد وحدة اليمن، على غرار ما حدث حين  فشلت الحكومة اليمنية في مواجهة انقلاب المجلس الانتقالي بعدن في آب/ أغسطس 2019.

يجمع المحللون أن المشهد أصبح أكثر تشابكًا وتداخلًا، وأن مستقبل اليمن مرهون بالتحالفات والاستقطابات الخارجية والإقليمية

يجمع المحللون أن المشهد أصبح أكثر تشابكًا وتداخلًا، وأن مستقبل اليمن مرهون بالتحالفات والاستقطابات الخارجية والإقليمية المتدخلة في عمق الصراع، فأصبحت المتحكم في سلطة القرار لا الاطراف اليمنية الداخلية. وهو ما يعطى انطباعًا بأن مسالة انتهاء الحرب في اليمن تبدو صعبة في الوقت الراهن ما لم تكن هناك مصلحة إقليمية ودولية بإنهائها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

 القمامة.. كل ما تبقى لنازحي "الحديدة" في اليمن

في الذكرى الثامنة لثورة فبراير اليمنية.. أين ذهب شبابها؟