20-فبراير-2017

إسطنبول لـ أنستاسيا ماك/ أوكرانيا- أمريكا

في البيتِ يا أمّي مساءَ السبتِ
لا يحتلني أحدٌ
فلا أنثى تشاغبُ كالفراشةِ في الرحيقِ العاطفيّ
ولا حنينَ يبثّهُ نايُ الحقولِ بنارِ أوردتي
لدي من الحمامةِ حنطةٌ تكفي دمي
ولدي أسئلةٌ تؤخّرُ رغبتي في الموتِ.
يومَ السبتِ يزدادُ الخيالُ خصوبةً
لا الصبحُ يصرخُ بالمنبّهِ، ثمّ يلدغني 
بسمّ الاحتلالِ
أعدُّ كأسَ المتّةِ الخضراء 
أسمعُ باخَ أو موزارتَ
أقفلُ هاتفي وأقولُ لإسطنبولَ
نامي واتركي التفكيرَ يسمعني دبيبَ النملِ في قلبي 
ويتركني أحلّقُ في فضاءِ قصيدتي أعلى من الأحلامِ
يومَ السبتِ 
أنفضُ عن رؤايَ غبارَ طـلْعكِ 
أغسلُ الصورَ التي اصطبغتْ بكحلكِ
أختفي كي لا تراني نجمةٌ تسقينها ضوءَ الكلامِ
أغارُ من ماضيّ فيكِ
أغارُ من ذكرى اشتعالِ البرقِ من غيمي على مسرى يديكِ
أغارُ من صوتٍ يهزُّ عرائشَ الأعنابِ فيكِ
أغارُ من بَرْفانيّ الشتويّ حينَ يفرّ من مطري إليكِ
أغارُ منْ قدرٍ يخطُّ لكِ الطريقَ
ولا يرافقني إليكِ
أغارُ من غرقِ السماءِ بمقلتيكِ
أغارُ من حبّي
ومن قلبي 
عليكِ/
في البيتِ يومَ السبتِ أربطُ صورتي
فوق الجدارِ بخصلةٍ من شعرها
لتميتني فيها، وتنشرَ نعوتي
بينَ الظلالِ الأنثويّةِ تحتَ رمشيها
مساءَ السبتِ أجمعُ ما حفظتُ وما نسيتُ
وما رأيتُ وما حلمتُ وأحملُ الدنيا
إلى رمشينِ من نغمِ الكمان.
أنا لا أريد قصيدةً لا تكتبُ اسمكِ فوقَ إكليلِ الندى والأقحوانْ.
أنا لا أريدُ كريّةً دمويةً لم تستحمّي في لظاها حين يحرقني اللهيبْ
أنا غارقٌ في مقلتيكِ ومتعبٌ حتى انتحارِ الضوءِ في شفةِ الغروبْ
وأنا أراكِ أريدُ أنْ أبكي ليسبحَ وجهكِ الزهريّ في مطرِ الدموعْ 
وأنا أراكِ أريدُ أهذي لأنسى أنني ضيّعتُ أشرعةَ الرجوعْ
وأنا أراكِ أريدُ أنْ أمتصّ منكِ أشعةً تهبُ انتحاري قوةً
في قمّةِ الحبّ الوديعْ.
أعرفتِ كيفَ يموتُ دوريٌّ أمامَ بزوغِ سوسنةِ الربيعْ؟
سبتٌ وأنتِ مسائي الخالي من الساعاتِ
صوتُ بكائي الخالي من الكلماتِ
جرحُ رجولتي العاري أمامَ الذاتِ
أنتِ
وما أنا إلاّ مناخٌ للعواصفِ ترسلين رياحهَا
نحوَ القصيدةِ حينَ يهزمُ عزلتي شوقُ المحبّ
إلى حكاياتِ الغرامْ
السبتُ ليمونُ الزكامِ
السبتُ منديلٌ لتجفيفِ الدموعِ 
السبتُ خلوةُ عاشقٍ ليخلّصَ الجملَ البسيطةَ من كناياتِ الكلامِ
السبتُ نشفي الجرحَ من أثرِ السهامْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عزف في أثينا

رسالة طفيلية في عيد الحب