06-يوليو-2020

كشفت السلطات الإيرانية عن امتلاكها قواعد صاروخية تحت الأرض على ساحل الخليج (وكالة تسنيم)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشفت السلطات الإيرانية عن امتلاكها قواعد صاروخية تحت الأرض على ساحل الخليج ستكون بمثابة "كابوس" لأعدائها، في أحدث رد للسلطات الإيرانية على الحريق الذي نشب في منشآة نظنز للطاقة النووية وسط البلاد قبل بضعة أيام، وجاء برفقة سلسلة من التفجيرات التي استهدفت مواقع إيرانية خلال الأسابيع الماضية.

كشفت السلطات الإيرانية عن امتلاكها قواعد صاروخية تحت الأرض على ساحل الخليج ستكون بمثابة "كابوس" لأعدائها، في أحدث رد للسلطات الإيرانية على الحريق الذي نشب في منشآة نظنز للطاقة النووية

ونقلت مجلة صادق الأسبوعية المحلية على لسان قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأميرال علي رضا تنكسيري قوله إن طهران أقامت قواعد صواريخ بالبر والبحر على امتداد سواحل الخليج وخليج عُمان "ستكون كابوسًا لأعداء إيران"، لافتًا إلى أنه "بعد الثورة (الإسلامية الإيرانية) بدأ العمل في القوات المسلحة ووزارة الدفاع، وكذلك في البحرية نفسها، وتم بناء هذه المنتجات بسبب العقوبات القمعية".

اقرأ/ي أيضًا: جواد ظريف: الاتفاق النووي ليس علاقة غرامية!

يأتي إعلان طهران عن امتلاكها قواعد صاروخية تحت البحر، بعد أيام من نشوب حريق في منشآة نظنز للطاقة النووية، أكبر منشآة لتخصيب اليورانيوم في البلاد على بعد 250 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران، وبحسب المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز وندي فإن الحريق نشب في مكان مخصص لإنتاج أجهزة طرد مركزية متطورة، الأمر الذي قد يتسبب "في إبطاء مؤقت لعملية إنتاج أجهزة الطرد المركزية".

كما أكد وندي في تصريحاته على أن بلاده قادرة على تجاوز الخسائر في المحطة النووية، مشيرًا إلى أنها ستبدأ بإعادة "بناء الجزء المتضرر بشكل أوسع لإنتاج أجهزة طرد أكثر تطورًا"، وأضاف موضحًا أن الحريق نشب في "أحد المستودعات الصناعية التي ما زالت قيد الإنشاء"، فيما قامت وكالة الطاقة النووية الإيرانية بنشر صورة لمبنى محترق بصورة جزئية، علّق عليها محللون أمريكيون بالقول إنها لـ"ورشة جديدة لتجميع أجهزة الطرد المركزي".

وفيما رفضت السلطات الإيرانية الكشف عن الأسباب التي كانت وراء نشوب الحريق في المنشآة النووية لأسباب أمنية، فإن رئيس الدفاع المدني الإيراني غلام جلالي ألمح في حديث للتلفزيون الرسمي على أن الحريق قد يكون سببه هجوم سيبراني، مشيرًا لذلك بقوله إن "الرد على الهجمات الإلكترونية جزء من قوة الدفاع في البلاد.. إذا ثبت أن بلادنا استُهدفت بهجوم إلكتروني فسنرد"، بينما اتهمت وكالة الأنباء الإيرانية واشنطن وتل أبيب بالوقوف وراء الحريق رغم أنه "لم يصل إلى حد اتهام أي منهما بشكل مباشر".

وشهدت إيران خلال الأسابيع الماضية وقوع سلسلة من الانفجارات والحرائق، كانت بدايتها الشهر الماضي بإعلان الجيش الإيراني مقتل 19 شخصًا وإصابة 15 آخرين بعد تعرض سفينة حربية كانت تجري تدريبات للقوات البحرية الإيرانية في خليج عمان لقصف صاروخي، وأوضحت السلطات الإيرانية أن الصاروخ أطلق من سفينة حربية إيرانية كانت تشارك في التدريبات، غير أنها أشارت في وقت لاحق إلى أن توقعاتها تحوم حول تنفيذ تل أبيب لهجوم سيبراني استهدف السفينة خلال التدريبات.

قبل أقل من أسبوع على حادثة مجمع نظنز، كشفت السلطات الإيرانية عن أن الانفجار الذي وقع قرب مجمع بارشين العسكري شرقي العاصمة طهران سببه "تسريب في خزانات للوقود" في الموقع، إلا أن محللين اطلعوا على الصور التي رصدتها الأقمار الصناعية تحدثوا عن أن الانفجار وقع في منشأة قريبة من مجمع لإنتاج الصواريخ في خوجير على الرغم من إصرار السلطات الإيرانية على الرواية الرسمية للانفجار.

وأعلنت طهران في العام الماضي تراجعها عن التزاماتها المرتبطة بإيقاف أنشطتها النووية في إطار تنفيذها للاتفاق النووي الإيراني، وذلك في ردها على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده أحادي الجانب من الاتفاقية، وإعادة فرض حزمة من العقوبات الاقتصادية المشددة على طهران لإجبارها على العودة للمفاوضات بشروط جديدة، وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أكدت طهران مضاعفتها لأعداد معدات الطرد المركزي المتطورة في نطنز، وبدء شحن غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو للطاقة النووية في مدينة قم.

وفي إشارة لإمكانية وقوف تل أبيب وراء الهجمات التي تعرضت لها طهران مؤخرًا، قالت قناة كان العبرية نقلًا عن مسؤول أمني إسرائيلي إن الهدف من الهجوم على المنشأة النووية يتمثل بإعاقة قدرة طهران على خرق الاتفاق النووي الموقع مع الدول العظمى فيما يخص استمرارها بتخصيب اليورانيوم، غير أنه لن يؤثر على قدرات طهران النووية لأنه سيكون محدودًا، مما يعني عدم إعاقتها عن مواصلة تخصيب اليورانيوم لفترة طويلة.

ووفقًا لمدير المعهد الإسرائيلي لخدمات الأمن القومي آموس يادلين فإنه يوجد جهتان تقفان وراء الهجوم الذي تعرضت المنشأتان النوويتين له خلال الأسبوعين الماضيين، فيما يبدو أنه إشارة لواشنطن وتل أبيب، لافتًا إلى أنه على تل أبيب الاستعداد لأي ردة فعل إيرانية، بالأخص في حال قامت طهران بتوجيه الاتهام لها بالوقوف وراء الهجمات.

ورجح يادلين بأن يكون هناك ثلاث احتماليات للرد الإيراني بأن يكون على شكل هجوم سيبراني، أو إطلاق صواريخ على العمق الإسرائيلي، أو من خلال هجمات على أهداف إسرائيلية في الخارج، فيما تحدثت تقارير منفصلة مرجحة مسؤولية تل أبيب عن الهجوم السيبراني الذي استهدف منشأة نظنز، واستهداف واشنطن لمنشأة الصواريخ في خوجير بمقاتلات حربية من طراز F-35.

أعلنت طهران في العام الماضي تراجعها عن التزاماتها المرتبطة بإيقاف أنشطتها النووية في إطار تنفيذها للاتفاق النووي، وذلك في ردها على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاقية

وكان وزير الدفاع ورئيس الحكومة الإسرائيلية البديل بيني غانتس قد أشار لاحتمالية وقوف تل أبيب وراء الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية، بعدما أجاب على سؤال مرتبط بالانفجارات بالقول: "ليس بالضرورة أن ترتبط كل حادثة في الداخل الإيراني بنا"، قبل أن يضيف مستدركًا "نواصل عملياتنا في جميع المضامير بهدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومن إرسال أسلحة عبر الشرق الأوسط، وسنواصل القيام بذلك لأنه جزء من حماية أمننا".