03-مارس-2017

سيمتثل فرنسوا فيون لمطالب المدعي العام المالي بالرغم من تمتعه بحصانة برلمانية (أ.ف.ب)

وقت حرج يعيشه المرشح الرئاسي الفرنسي فرنسوا فيون. فبعد الفضيحة التي هزّت الأوساط السياسية في باريس، المتعلقة بوظائف رسمية وهمية بأفراد عائلته، تشهد حملته سلسلة انشقاقات، جاءت في شكل استقالات، يرجح أنها ستزداد مع الأيام المقبلة وقبل البدء بالمرحلة الأولى من انتخاب رئيس للجمهورية الفرنسية.

كما توالت الاستقالات بعد إصرار فيون على المضي في ترشحه، على الرغم من استدعاء تلقاه للاستماع إلى أقواله في قضية "بنيلوب غيت"، وهو ما يضعه في حالة عزلة داخل أسرته السياسية الجمهورية ويعقّد إمكانية مواصلته لحملته الانتخابية.

يقف فيون في زاوية حرجة وحالة من العزلة داخل أسرته السياسية الجمهورية نتيجة الملف القضائي الموجه إليه

ومن ابرز الاستقالات التي اعلنت اليوم، استقالة الناطق باسم حملته، تييري سولير واستقالة الوزيرة السابقة نادين مورانو المقربة من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وواكب هذه الاستقالات تحركًا يبدو عفويًا وتمثل بإقدام العديد من النواب ورؤوساء البلديات اليمينية على ملء بيانات تؤيد ترشيح رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه للرئاسة بهدف تقديمها إلى المجلس الدستوري في حال عدول فيون، مخيّرًا أم مسيّرًا، عن ترشحه.

أقرأ/ي أيضًا: تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر

وعلى الرغم من خطورة ما يحصل في محيطه الضيق والانحسار الفادح في نسبة مؤيديه، ابدى فيون إصرارًا يمكن وصفه بالأرعن، على المضي في ترشحه، إذ وصف نفسه خلال مهرجان أقامه في مدينة نيم بأنه "مقاتل" لن يتخاذل ولن يكترث باللذين يطالبونه بالانسحاب، إنما يحتكم للشعب الفرنسي.

ويذكر أن حملة فيون انحرفت إلى هذا المنحى الدراماتيكي كون الاستدعاء الذي تلقاه قد يؤدي لوضعه قيد التحقيق، وليس فقط تدوين الأقوال، في قضية الوظائف التي يعتقد أنها وهمية لصالح زوجته بنيلوب واثنين من أولاده، وهذا ما يهدد بخروجه من السباق الرئاسي في الدورة الأولى في 27 نيسان/ ابريل المقبل.

تمسك فيون منذ بداية القضية بكون ترشحه يستمد شرعيته من الانتخابات التمهيدية لحزبه الجمهوري التي حقق خلالها فوزًا ساحقًا، وهو الثالث في الاستطلاعات على مستوى الجمهورية بعد كل من ماكرون ولوبان، معتبرًا أن ما حصل من تطورات قضائية هو مؤامرة و "اغتيال سياسي" يستهدف من أدلوا بأصواتهم لمصلحته وفق تصريحاته وتغريداته المتعاقبة. ومن هذا المنطلق دعا فيون أنصاره للتظاهر يوم الأحد في باريس للتنديد بما يصفه بتدخل القضاء لتقويض حملته، وهو ما لا يلقى استحسان العديدين في أوساط اليمين الفرنسي.

وفيما اكتفى آلان جوبيه، الذي كان حل ثانيًا في الانتخابات التمهيدية، بالتعبير عن جاهزيته لخوض المعركة شرط انسحاب فيون، ما يبدو خطوة حريصة على عدم تشتيت الصوت اليميني من جوبيه الذي يلقى إجماع حتى في أوساط الجاليات، لزم الرئيس السابق نيكولا ساكوزي الصمت حيال المستجدات، خاصة أنه لا يحبذ ترشح جوبيه، لكن ليس خافيًا أن مساعي حثيثة تبذل في الكواليس للالتفاف على فيون والحؤول دون نحره لأسرته السياسية.

سكوت ساركوزي عن فيون ما هو إلا تحاشيًا لدعم جوبيه الذي يبدو رجل اليمين الجمهوري المقبل

وتندرج في هذا الإطار البيانات التي تجمع تأييدًا لترشيح جوبيه وتقابلها مطالبة مؤيدي ساكوزي الذي اعترض حتى الآن بإصرار على هذا الاحتمال بالالتفاف حول ترشيح محتمل للوزير السابق فرنسوا باروان. وبانتظار ما ستؤول إليه الاتصالات بين أركان اليمين من توافق أو اختلاف، أفادت آخر الاستطلاعات بأن جوبيه في حال ترشحه سيبقى في المعركة حتى الدورة الثانية من الانتخابات بحصوله على نسبة 26% من الأصوات.

وكانت الشرطة الفرنسية قد فتشت منزل فيون، الخميس، في إطار التحقيقات التي تتناول وظائف شغلتها بينلوب، زوجة فيون كملحقة برلمانية لزوجها ولمن انتخب مكانه، طوال أكثر من خمسة عشر عامًا، وذلك مقابل نحو 680 ألف يورو، وكذلك كمتعاقدة مع مجلة ثقافية يملكها شخص مقرب من رئيس الوزراء السابق. كما يشمل التحقيق وظائف مساعدين برلمانيين مُنحت لولديه شارل وماري فيون، حين كان عضوًا في مجلس الشيوخ من 2005 إلى 2007.

أقرأ/ي ايضًا:

السباق نحو الإليزيه.. انشقاقات وفضائح فساد وشعبوية

"بلال".. الحصان الأسود في انتخابات فرنسا المقبلة؟