29-نوفمبر-2022
الكاميرون

"Getty" فينسنت أبو بكر

كشف موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، عن رقم مميز حققه الكاميروني فينسنت أبو بكر، بعدما قاد منتخب بلاده لتعادل ثمين أمام صربيا 3/3 ممددًا بذلك حظوظ بلاده في التأهل للدور الثاني.

الموقع الرسمي للاتحاد الدولي، قال إن أبو بكر هو أول لاعب إفريقي يحل بديلًا في تاريخ بطولة كأس العالم، ويسجل ويصنع في مباراة واحدة، وكان فينسنت شارك كبديل في مباراة الكاميرون وصربيا بالدقيقة 55، والنتيجة وقتها تشير إلى تقدم صربيا 1/3، قبل أن يقلص أبوبكر النتيجة في الدقيقة 64، ثم يمنح تشوبوموتينج عرضية في الدقيقة 66 جاء عن طريقها هدف التعادل

فينست أبوبكر من شوارع غاروا إلى قائد مونديالي

 تفتحت عينا أبوبكر  في الـ22 من كانون الثاني/يناير 1992، بالضواحي الشمالية لمدينة غاروا الكاميرونية المتاخمة للعاصمة ياوندي، ولد أبوبكر لعائلة تعيش تحت خط الفقر، كعادة أي طفل ولد بمدن الكاميرون، عانى أبوبكر من طفولة صعبة جدًا، حرم فيها حتى من يسير الحاجيات وقليل المتطلبات الضرورية، والتي غالباً ما كان أبوه - باعتباره المعيل الوحيد للعائلة من بيع بعض الوجبات المتواضعة التي يطبخها - بعجز عن توفيرها.

الكاميرون

وسط عائلة فقيرة تضم 8 أبناء، نشأ ابن حي رومدي أدجيا في ظروف قاسية، جعلت وعيه على العالم يتفتح بشكل مختلف عن أقرانه، فكان ذو طابع جدي منذ حداثة سنه، وكأن معاناة والديه انعكست على شخصيته، ورسمت في قلبه شعلة من التحدي والتغيير لواقع أهله البائس.

الكاميرون

ورث أبوبكر حب كرة القدم من أبيه الذي لم تنصفه أوضاعه المادية الصعبة في متابعة حلمه باحتراف اللعبة، فكانت شوارع رومدي أدجيا مسرحاً لموهبة أبوبكر، فقد اعتاد من عامه السادس على لعب الكرة كل يوم في الشارع مع أبناء حيه، حثه والداه على التركيز أكثر على دراسته بدلاً من كرة القدم، لكن الصبي عرف ما يريده في الحياة ولم يفكر أبدًا في الاستسلام.  

من حارس مرمى إلى أفضل مهاجم في الكاميرون

على الرغم من بعض التردد من والديه، حافظ فينسنت على أحلامه العالية جدًا،  وقد نجح في تلبية رغباته وتوقعات والديه من خلال التدريب قبل الذهاب إلى المدرسة ولعب كرة القدم كثيرًا بعد المدرسة، طول قامة فينسنت ورشاقته ساهما في أن تكون حراسة المرمى هي المركز المحبذ له في بداية عهده مع اللعبة، فقد كان المميز من بين أصدقاءه في القفز والتصدي للكرات الصعبة.

بدلًا من أن يظل لاعبًا متعدد الصفقات، قرر الشاب أن يفعل ما هو ضروري فيما يتعلق بمنصبه كلاعب، حيث ترك فينسينت أبو بكر منصبه كحارس مرمى والذي بدأه في الشوارع، وتحول إلى مهاجم، كان هناك سبب معين لإجراء هذا التغيير، بالنسبة لفنسنت، فإن اللعب كمهاجم بدلاً من حارس مرمى سيعطي مزيدًا من التعبير عن صفاته. كما شعر أنها ستجذب انتباه المدربين والكشافة، خاصة عندما علم أن مسابقة توب كاب لاكتشاف المواهب الصغيرة التي طمح أن يشارك فيها، ستسعفه أكثر في مركز المهاجم.

الكاميرون

خطوة فارقة في مسيرة حلم فنسنت، وهي المشاركة في مسابقة توب كاب التي توج بها كأفضل مهاجم، والتي أتاحت له فرصة الانضمام لأكاديمية بريوري الأكبر آنذاك في البلاد، وعلى الرغم من أن والد فنسنت كان يكافح من أجل الانفاق على أسرته بالكامل كي يعيشون فوق خط الفقر، إلا أنه رفض أن يضحي صغيره بحلمه في كرة القدم، من أجل مساعدته في عمله المتواضع كطباخ، وتركه ينضم للأكاديمية.

الكاميرون

  أثناء وجوده في الأكاديمية، التي لها كشافة في جميع أنحاء البلاد، رأى مدرّبه العلامات الأولى على أن الصبي سيجعله كبيرًا في هذه الرياضة، نظرًا لأن فينسنت كان جيدًا جدًا، كانت هناك علامات واضحة على أنه كان يجذب المزيد من أكاديميات كرة القدم الأكبر في الكاميرون، وفعلا سرعان ما اختطفته أعين كريستوف أوسمانو رئيس قطاع الشباب في نادي قطن سبور، أكبر نادي في البلاد، ليأخذه لأكاديمية النادي في سنة 2006.

الكاميرون

ارتقى فنسنت أبو بكر في صفوف شباب قطن سبور بسرعة، قبل انضمامه إلى الفريق الأول، وتكيف المهاجم بسرعة مع متطلبات كرة القدم المحترفة، حيث أصبح هداف البطولة الوطنية - النخبة الأولى -، في وقت وجيز، ثم حصد كأس النخبة ولقب الدوري للمرة العاشرة في تاريخ نادي المزارعين.

الكاميرون

مايو 2010 هو كان موعد الخطوة الأولى لتحقيق الأحلام والأهداف المنشودة بالنسبة للكاميروني فنسنت أبوبكر، في موسم 2009/2010، عندما ساعد فينسنت فريقه على اللقب المحلي وكان هداف المسابقة، بدأت الصحافة المحلية وقادة كرة القدم الوطنية الكاميرونية في رؤيته خليفة جديرًا لصمويل إيتو، وبالفعل أتت الدعوة للتمثيل المنتخب من قبل المدرب الفرنسي بول لوغوين، هذا الأخير فضله كبير على فنسنت، فلن ينسى فينسنت وجميع أفراد أسرته شهر مايو 2010، بعد أسبوعين فقط من تلقي استدعاء للمنتخب الوطني، وقع أبو بكر أول عقد احترافي له في أوربا مع نادي فالنسيان في فرنسا، بتوصية من مدرب المنتخب بول لوغوين.

مسيرة حافلة

 بعد نادي فالنسيان الفرنسي، وقع فنسنت مع  لوريان الفرنسي ليكمل معه الموسم كثاني هداف في الدوري ب16 هدف، لينتقل بعده لبورتو البرتغالي الذي تألق معه بتسجيل عدة أهداف، واختار في 2016 خوض تجربة في تركيا مع نادي بشكتاش، قبل أن ينتقل للنصر السعودي، وكانت مسيرة أبوبكر تحتوي على عددا من الألقاب المهمة في مشواره، وكانت البداية مع نادي القطن الكاميروني عبر الفوز بالدوري عام 2010، وفي 2017 توج بطلا لكأس أمم أفريقيا، وبطلا للدوري التركي في نفس الموسم، كما حمل كأس البطولة مع بورتو وكأس البرتغال ومعهما كأس السوبر.