31-يناير-2017

لقطة من الفيلم

"ربك وقف ذات يوم أمام احتمالات لامتناهية: وذلك هو ما فعل بها، تقول أني أريد حب الله، ولكني لا أريده، ربما أرغب بالغفران ولكن لا أحد هنالك لأطلبه منه، لا عودة هنالك إلى الوراء، لا مكان لتسوية الأمور، هناك فقط الأمل بالعدم وأنا متعلق بهذا الأمل. والآن، افتح الباب".

بهذه الكلمات، ينهي البروفيسور كلامه في فيلم "ذا سانسيت لميتيد"، مترجيًا الرجل الأسود لينهي ذلك الفيلم الكئيب، ويدعه يذهب لمصيره كما أراد منذ البداية، بادئًا ذلك الحوار الذي امتد على مدى 90 دقيقة في واحد من أعظم الحوارات الفلسفية في تاريخ السينما. في غرفة صغيرة في إحدى ضواحي نيويورك المعدمة، بين رجل كان على وشك أن يرمي نفسه تحت القطار، مقتنعًا بأن "العالم ليس سوى معسكر للعمل الإجباري"، ورجل آخر، أنقذه، ليقنعه بما يعرف أن العالم ليس سوى مرحلة العبور إلى الحياة الأبدية، وأن الإنجيل ليس سوى الكتاب الذي هو بحاجة إليه، وآخرون من "مريضي القلوب والحيارى".

إيمان الرجل الأسود في فيلم The Sunset limited هو غاية يستمد منها وجوده، حيث يرى في نفسه جزءًا من مشروع كونيّ

يبدأ الفيلم بسؤال الرجل الأسود للرجل الأبيض، عما عليه أن يفعله به، ويجيب الآخر مرهقًا، لماذا عليه أن يفعل أي شيء، في أي وقت، في أي مكان، تجاه أي أحد؟

الرجل الأسود يؤمن أنه "منقذ أخيه الإنسان"، وأن المسيح "جزء لا يتجزأ"، من هذا العمل اليومي الذي يبدو أنه يحتل جزءًا كبيرًا من الحياة اليومية للرجل الأسود، منذ أن كان في السجن، وحصل على "الرؤيا"، التي فيها يسمع الله يقول له أنه لولاه، لولا الله، لما نجى بأعجوبة من اقتتال في السجن، ومنذئذ، يبدأ الرجل الأسود، بجعل حياته كلها عبارة عن "رعاية" للآخرين من السكارى، ومدمني المخدرات، والسجناء وغيرهم الكثيرين.

يتساءل الرجل الأبيض، البروفيسور، لماذا يختار هذه الحياة، لماذا يختار أن يكون في هذا المكان، في هذه البناية تحديدًا التي تشبه "مستعمرة للمجذومين أخلاقيًا"، مستعيرًا العقيدة الدينية في شرح وجهة نظره، عن أنه إذا كان الرب لا يملك الوقت الكافي، وإذا كان ساكني هذه الأماكن، ليسوا سوى مجموعة من المجذومين أخلاقيًا الميؤوس من شفائهم من عللهم وحيواتهم الفارغة، لماذا سيكلف الرب نفسه للمجيء إلى هنا؟ ما الفرق بالنسبة إليه سيكون بين مبنى فارغ تمامًا، ومبنى فارغ أخلاقيًا؟

اقرأ/ي أيضًا: مهنة الصحافة في عيون السينما الأمريكية

في هذا الحوار البسيط، الأولي، يكون كل منهما، قد صور لنا نفسه. فالرجل الأسود لا يملك من الأفكار الخاصة به شيء، كما يقول، ولا يملك من الأفكار إلا تلك التي تحمل "رائحة الألوهية العذبة"، أي تلك التي يستنبطها من قراءته اليومية للإنجيل، وهو الكتاب الوحيد الذي يملكه في غرفته الصغيرة. ويتساءل إذا لم يكن في مكان يحتاج إلى المساعدة الحقيقية، فلماذا عليه أن يكون في مكان لا يحتاج أحد فيه مساعدته، وربما يكون فيه غريبًا أيضًا.

 بكلمات أخرى، إن إيمان الرجل الأسود بالمسيح والإنجيل، ليس فقط إيمانًا، بل هو غاية يستمد منها ضرورة وجوده، يرى في نفسه جزءًا من مشروع كوني أكبر حجمًا وأكثر أهمية من مجرد مجرم سابق خرج لتوه من السجن، فالمسيح لديه ليس إيمانًا وحسب، إنه غاية، هو بصورة أو بأخرى، إحدى أسباب وجوده التي تمنحه شعورًا بالأهمية الدائمة.

في المقابل، الرجل الأبيض، البرورفيسور، هو الشخص الذي لا يبحث عن أي غاية، ولا عن أي مبرر وجودي، بل يرى في كل شيء نقيض لضرورة وجوده، أو حتى لأهميته، ومنذ أن كان العالم بالنسبة إليه "مسألة شخصية"، فهو لا يرى مبررًا لوجود العالم، ولا يجد سببًا لاستمرار هذه الطبيعة البشرية الفائضة عن الحاجة والتي يؤمن بحتمية زوالها، كما كان الأمر مع كل ما سبق في التاريخ. أما عن الرب، فليس سوى "الوهم الذي يغذي النقص الكامن في النفس البشرية"، وحاجة البشر الدائمة للشعور بالأهمية الكامنة في وجودهم.

عندما تقرأ تاريخ العالم، تقرأ تاريخًا مليئًا بالدم والجشع والمجازر، ومع ذلك، فإننا نتصور أن المستقبل  بصورة ما، سيكون مختلفًا

الغرب "غد لا ممكن له" على حد تعبير سيوران والبروفيسور، في عقل البروفيسور تتقاطع الأسباب الكامنة وراء اقتناعه بضرورة الانتحار كحل نهائي لكل شيء على الأقل بالنسبة إليه هو. يكتب سيوران عن الغرب: "الغرب يتقدم، ها هو يرفع خرفه بخجل مثل من يرفع راية، حتى أني صرت أقل حسدًا لأولئك الذين شاهدوا روما تغرق، فظنوا أنهم يستمتعون بخراب فريد غير قابل للنقل أو التوريث".

ويقول البروفيسور/ الرجل الأبيض عن الغرب:" الحضارة الغربية أخيرًا تختنق في مداخن داكاو، وأنا كنت مفتونًا لأراها هكذا، وها أنا أراها الآن.."، ويكمل قائلًا عن التاريخ بشكل عام، وبصورة أو باخرى عن التاريخ الغربي أو لنقل الظاهر أو المكتوب:"عندما تقرأ تاريخ العالم، فأنت تقرأ تاريخًا مليئًا بالدم والجشع والمجازر، حيث لا يمكنك أن تتجنب رؤية هذا كله، ومع ذلك، فإننا نتصور أن المستقبل بصورة ما، سيكون مختلفًا، ليس لدي فكرة عما نفعله الآن، وفي كل حال، فإننا لن نكون هنا في أي إمكانية لوقت طويل".

اقرأ/ي أيضًا: أفضل 10 مشاهد لأفلام شاهدتها

لدى بعض المثقفين في أوروبا والغرب عمومًا، وآخرين أيضًا، يبدو الهاجس بالغرب، أو الحضارة هو هاجس الخيبة الدائمة، في حاضر لم يستطع سوى أن يحطم نفسه، بقوى الحضارة الأكثر تدميرًا وقوة. كل ما ملكه الغرب والحضارة من قبل من "أشياء رقيقة" على حد وصف البروفيسور، هي الثقافة ومكوناتها، الموسيقى، الكتب، الشعر، المسرح، وكل شيء آخر هو مدمن عليه وآمن به من قبل. ليست رحلة هذا البروفيسور، سوى رحلة بدأها بالإيمان بهذه الأشياء الرقيقة، ومضى يبحث فيها طوال حياته وتبحث فيه بدورها، وتؤرقه طوال الوقت.

كيف تؤمن بما هو رقيق وضعيف لهذا الحد أمام أكثر قوى الحضارة تواضعًا في التدمير؟ هذا ما قد يكون السؤال الذي بدأ به إيمان البروفيسور يترنح أمام عتو الحضارة وفسادها، وربما أيضًا انحرافها عن مسار الرقي إلى مسار التدمير والفقر والصراع الدائم والمجازر والدم والحديد والصناعات والأدخنة المتصاعدة من مداخن داكاو، وغيرها من المداخن المنتشرة في كل أرجاء الأرض.

لا يمكن لك أن تكون سعيدًا إذا كنت في ألم متواصل، وليست حياة الإنسان سوى ألم متواصل، هذا إذا رأى الحقيقة كما هي دون أية أوهام

من هنا، هذه المرحلة الأولى في وعي البروفيسور، يبدأ اقتناع آخر في الظهور، وهو انعدام السعادة، وأن "المعاناة هي ومصير الإنسان وجهان لعملة واحدة، وأن كل واحدة ليست سوى وصفًا للآخرى ولذا: "لا يمكن لك أن تكون سعيدًا إذا كنت في ألم متواصل، وليست حياة الإنسان سوى ألم متواصل، هذا إذا رأى الحقيقة كما هي دون أية أوهام". ويجيب الرجل الأسود بتساؤل، يتجاهل البروفيسور الإجابة عليه: "كيف تعرف متى تكون سعيدًا، إذا لم تكن متألمًا؟".

في مقالة له يتحدث فرويد عن قلق الزوال، تحت عنوان: "عن الزوال"، يكتب فيها محادثة قصيرة بينه وبين الشاعر ريلكه، يخبره فيها الشاعر بما يجعله على وشك البكاء، وهو اقتناعه بأن كل ما يراه حوله من جمال وخضرة وروعة، حتمًا هو زائل بلا شك. ويكتب فرويد، فيما بعد في كتابه "قلق الحضارة" عن هذا القلق بصورة متعاظمة أكثر، عن قلق الإنسان من زوال الحضارة، عن قلق الإنسان من الفقدان، من هاجس التدمير، من هاجس أن الحضارة أية حضارة، تحمل في أحشائها ما سوف ينهيها ويدمرها. وهذا ما يمكن وصفه بالمرحلة الثانية من بؤس البروفيسور، وليس بؤسًا وحسب، بل طوق النجاة أيضًا.

يتساءل الرجل الأسود غاضبا، حانقا، لماذا على البروفيسور أن يسير في "أرض الله الخضراء"، ولا يرى سوى البؤس والشقاء في كل مكان، يتساءل عن جدوى هذا الأمر، عن جدوى كل هذه الأفكار التي لن يكون بإمكانها حتى أن تبقيه واقفًا على قدميه عندما يمر القطار من أمامه بسرعة 60 كيلو مترًا في الساعة، ولماذا لا يثبت ياقته تحت عنقه ولا يعلق بشيء، ويسير، ويظل يسير، ويبدأ من جديد، وينسى كل شيء، أو يتجاهل كل شيء، ويبدأ من جديد بصورة جذرية. لماذا لا يفعل هذا كله؟

ويجيب البروفيسور، متحدثًا، عن أحد أسباب الشقاء والنجاة معا: "لا أستطيع فعل ذلك، الاستسلام هو المكان الأخير الذي وصلت إليه، وقد تطلب مني جهدًا عظيمًا للوصول إلى هنا، وإذا كان هناك ما لن أتخلى عنه، فهو استسلامي". يتساءل الرجل الأسود عن معنى هذا الكلام، وببضع كلمات قليلة وأخرى كثيرة، يجيب البروفيسور: "أنت تستطيع أن تؤقلم نفسك على الفقدان، عليك أن تفعل هذا".

هذا الاقتناع بحتمية الزوال الذي يعبر عنه البروفيسور بقوله: "أنت تحب الموسيقى، أليس كذلك؟"، يجيب:"أجل"، "من هو أعظم الموسيقيين لديك؟"، يجيب الرجل الأسود: "جون كولترين"، ويقول البروفيسور: "هل تعتقد أن أعماله ستبقى إلى الأبد؟"، ويجب الرجل الأسود: "للأبد وقت طويل بروفيسور عليّ أن أقول لا".

ويقول البروفيسور وكأنه قد وصل أخيرًا إلى مبتغاه: "أنت تتخلى عن العالم سطرًا بسطر، وتصبح متواطئًا في فنائك الذاتي، لا شيء بإمكانك فعله تجاه هذا الأمر، كل ما تقوم به يغلق بابًا في وجهك. وفي النهاية، يبقى لديك باب واحد فقط"، وهو الموت، أو العدم الذي يتوق إليه الرجل الأبيض.

اقرأ/ي أيضًا: لالا لاند بين التأثر بالكلاسيكيات والروح الخاصة

بهذه الصيغة، يتحدث البروفيسور عن الزوال الحتمي، عن زوال كل الأشياء الرقيقة التي آمن بها ذات يوم، وهذا الإيمان بهذا الزوال، هو ما يحمله وما حمله حتى الآن لعبور حياته الخاصة وسط الحياة المرعبة التي يراها كما هي، والتي لا يرى أنه يراها من خلال وجهة نظر تشاؤمية، بل يراها كما هي، والتي يعتقد أن "التطور" الذي يدفع الإنسان في الحاضر إلى عبور مراحل ضمن أخرى، سيدفعه في النهاية، من خلال المخلوقات الذكية التي يصنعها إلى الوصول إلى حقيقة واحدة وحيدة أبدية وهي: "اللاجدوى".

 لا يخوض الفيلم في نقاش حول إذا ما كان الله موجودًا أم لا، البروفيسور نفسه بصورة أو بأخرى لا يعنيه هذا الأمر، بل إنه في مكان ما، يتحدث عنه كما لو أنه موجود. لكن النقاش كله يدور حول العالم نفسه، حول شكل هذا العالم تحديدًا، الذي إذا شاء الرجل الأسود، فليكن صانعه هو الله، وليكن كذلك. فإذا كان هذ العالم على هذا الشكل، وضمن هذه الصيرورة التاريخية المستمرة، من الجشع والقتل والصراع والسقوط والعلو للإمبراطوريات، واستبدال العبيد القدامى بآخرين جدد، وإذا كان العالم هذا ليس سوى: "معسكر للعمل الإجباري، حيث العمال بريئين تمامًا، يتم اختيارهم عن طريق اليانصيب بعشوائية مطلقة، ليتم إعدامهم"، على حد وصف البروفيسور، فلماذا الشقاء؟ ولماذا تحمل مشقة البقاء في هذا العالم، حتى ولو كان صانعه الله؟

أنت تتخلى عن العالم سطرًا بسطر، وتصبح متواطئًا في فنائك الذاتي، لا شيء بإمكانك فعله تجاه هذا الأمر

وكأن البروفيسور هنا، يعيد صياغة كلمات إيفان كارمازوف، بطل رواية "الإخوة كارمازوف" للروائي العظيم دوستويفسكي، حينما يقول: "أنا لا أكفر بالله، بل إنني أرفض العالم كما صنعه هكذا، وأوطن نفسي على أنني لو استيقظت ذات يوم بعد موتي ورأيت الله، على أن أرفضه مرة أخرى حينما أراه"، ويرد إيلوشيا أخوه وهو جالس قبالته على الطاولة: "ولكن هذا تمرد!"، أجل، هو تمرد. البروفيسور هنا متمرد ليس على الله وحسب، بل على الحضارة التي تاق طوال حياته أن يكون جزءًا منها، وعلى رعايا الرب من البشر الخاطئين والصالحين على حد السواء، ولا يجد سببًا واحدًا للبقاء.

أما لماذا رجل أسود ورجل أبيض؟ ولماذا الرجل الأسود هو السجين السابق، الخاطئ، المؤمن، ضعيف العقل، قوي الإيمان، والرجل الأبيض هو البروفيسور الذي يحمل على أكتافه أعباء العالم ويبدو ضاجًا بالثقافة، ولديه أسبابه الراقية المترفة للانتحار، على حد وصف الرجل الأسود، والتي لو توفرت للآخرين الفقراء لانتحروا بمزيد من البهجة في قلوبهم؟

اقرأ/ي أيضًا: مانشستر على البحر: لحظات الصمت

فنستطيع القول أن الرجل الأسود ليس إلا باطن الحضارة الغربية، وماضيها وتاريخها وحاضرها، الذي جرته معها طوال الوقت، ليلقى حتفه في المجازر والسجون والعبودية والعنصرية، وليس إلا عقدة ذنب الرجل الأبيض ماثلة أمامه، وبصورة أو بأخرى، اعتنقت طريقًا أخرى للوجود لا علاقة لها بالعقل وهمومه الثقافية وأزماته الوجودية، وترى العالم مرحلة للعبور وحسب.

والرجل الأبيض ها هو يجلس قبالة هذا التاريخ المستمر من الاضطهاد والفقر والعبودية، يراه يجادله في مصيره الذي اختاره لنفسه. ربما، ولكن، هذا مجرد تأويل، نابع أصلًا من حقائق تاريخية، ولا علاقة له بحادثة قد تحدث في أي محطة قطار. ربما كان هناك رجل أسود وآخر أبيض يحاول الانتحار، هذا فقير وذلك مثقف، هذا أبيض وذلك أسود، وربما لا.

أن العالم لا يأبه بفرد مأزوم، مهما حاول فلسفة الأزمة وتأويلها واستنباط أسباب للزوال وضرورة للانتحار

ولكن، ماذا لو كان التأويل حقيقيًا، على رغم سخافة فكرة أن هناك ما هو حقيقي في تأويل أي عمل فني. ولكن، على رغم ذلك، فليكن حقيقيًا للحظات، هذا يحيلنا إلى تساؤل حول "انتحار الحضارة"، وحول عبء الرجل الأبيض القديم، وتحوله إلى "عقدة ذنب الرجل الأبيض" أمام أحفاد كان أسلافهم عبيدًا ذات يوم، أو قبور هي الأسلاف في حد ذاتها.

قد يكون في الفيلم مبالغة لصورة المثقف الذي وصل إلى قناعة تقول بأن "لا حلول ثقافية لهموم وجودية"، على حد تعبير درويش، وأن العالم لا يأبه بفرد مأزوم، مهما حاول فلسفة الأزمة وتأويلها واستنباط أسباب للزوال وضرورة للانتحار، هذا كله قد يكون مبالغ فيه بالنسبة للبعض، ولكن بعضًا آخر، قد يستطيع أن يدمن على هذه الأسباب وهذه التأويلات، دون أن يشعر حتى بثقل الكلمات، لأنه كما وصفه البروفيسور، صار قادرًا على أن يؤقلم نفسه على الفقدان، دون حتى أن يجادل فيما إذا كان الرجل الأسود عقدة ذنب، أم كان هذا ترفًا ثقافيًا أم لا، لا يهم، فالعالم سيء بقدر أسوأ مما وصفه البروفيسور، وهذه حقيقة، للبعض، أكثر ثباتًا من أي شيء آخر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم تيترو (2009): الأبناء والأب في أفلام كوبولا

فيلم "الأبرياء".. صناديق الأديرة البولندية السوداء