16-مارس-2017

لقطة من الفيلم

وحشٌ على هيئة شجرة يتحدث، طفلٌ يريد لأمه الشفاء، أمٌ تواجه مرضًا خطيرًا، هذه هي مفردات فيلم الفانتازيا "وحشٌ ينادي A Monster Calls"، أما النتيجة الإجمالية فستأتي مختلفة عن أي تخيل مبدئي، مختلفةٌ تمامًا، فقد تظنه فيلمًا خياليًا مُوجّهًا للأطفال في البداية، لكن النهاية ستجبرك على تغيير رأيك.

نشاهد الطفل "كونور أومالي" الذي يرى في أحلام يقظته شجرة تتحرك من مكانها لتتحول وتصبح وحشًا يتحدث معه، على خلفية اضطرابه بسبب مرض أمه، يجذبك الفيلم سريعًا بنمطه الغريب والجاذب، ولا يدعك تلتقط أنفاسك إذ يطُل علينا الوحش ليُجبِر الطفل على سماع قصصه الثلاثة، وإخباره أنه عليه الاستماع حتى النهاية لكي يحكي له الطفل قصة هو الآخر. يرفض الطفل في البداية ثم ينصاع له، لا نفهم المغزى من وراء القصص في البداية قبل أن تتكشف الأمور فيما بعد.

اقرأ/ي أيضًا: "باترسون".. أغنية هادئة عن النثر

إخراج الفانتازيا بصورة أشبه بالواقعية هو أحد أهم التحديات التي تحظى بالإعجاب لدى محبي السينما، وهو التحدي الذي فاز به "A Monster Calls"، ونقصد هنا أن يشعر المشاهد أن ما يحدث أمامه حقيقي على الرغم من كل الإشارات التي تقول عكس ذلك، لكن الفيلم يصل إلى نقطة عميقة في نفوس المشاهدين حتى يؤثر عليهم ويزرع رسالته بداخلهم.

وحش على هيئة شجرة يتحدث، طفل يريد لأمه الشفاء، أم تواجه مرضًا خطيرًا، هذه هي مفردات فيلم الفانتازيا "وحشٌ ينادي A Monster Calls"

كذلك مزج الفيلم، بصورة بارعة، بين الرسوم المتحركة التي سرد فيها القصص الثلاثة التي قصَّها الوحش وبين مشاهد الطفل والوحش وبين المشاهد العادية، فكان التنقل بين الثلاثة بارعًا، إذ بدا التنقل بين عالم الخيال والعالم الواقعي مهمة شاقة على المخرج الذي أتمَّها بنجاح.

فيما جاءت الناحية التمثيلية في غاية الجمال بين كل من الطفل Lewis MacDougall والممثلة الشابة التي ظهرت في دورٍ رائع Felicity Jones، كذلك كان لصوت Liam Neeson الدور الأكبر في نجاح مشاهد الوحش، حتى جاء مشهد ما قبل النهاية الذي جمع ثلاثتهم ليجسد أوج تفاعل الثلاث شخصيات، قبل أن يأتي المشهد الأخير ليُلقي بنغمة حزينة تترك أثرها في نفس المشاهد بعد الانتهاء من الفيلم، ولفترة طويلة.

تقييم سينماتجي (4.5\5)

اقرأ/ي أيضًا:
"أدور".. سينما المغرب بالأمازيغية
الإنسانية المأزومة بين ميلر وفرهادي