06-مارس-2017

لقطة من الفيلم

حزن يتملك بطل خارق..عقل عبقري يفقد السيطرة..طفلة تنتظر مستقبل مظلم..هل تتخيل أن هذه التوليفة هي ما يدور حوله أحدث أفلام شركة مارفل "لوجان logan"؟!

تتسم معظم أفلام القصص المصورة "كوميكس" بالحركة والإبهار وظهور الأبطال بشكل مثير ومحبب للمشاهِد، ويختلف عالم أبطال شركة "مارفل" المبهر بألوانه وأزياءه، وحتى الكوميديا التي تصاحبه عن عالم شركة "DC-  Detective Comics" التي تأخذ طابع جاد قد يصل إلى السوداوية.

إلا أن فيلم "لوجان" جاء مغايرًا لسابقيه من أفلام "مارفل"، حتى أن البعض شبَّهه بثلاثية "DC" الرائعة The Darknight، من حيث إتقانها حد الواقعية، على الرغم من القوى الخارقة التي يراها المشاهد على الشاشة، هذه الواقعية التي سيطرت على فيلم "لوجان"، حتى أن بطل الفيلم  "هيو جاكمان" كان يسخر من مطبوعات الـ"كوميكس" داخل أحداث الفيلم ولا يصدقها!

فيلم "لوجان" جاء مغايرًا لسابقيه من أفلام "مارفل"، حتى أن البعض شبَّهه بثلاثية "DC" الرائعة The Darknight

وعلى ذلك ظهر الفيلم بمظهر كلاسيكي بحت، درامي بالدرجة الأولى، دموي وصادم إلى حد الإرهاق، يستطيع المتابع لأفلام "مارفل" تمييزه عن سابقيه واختلافه على كافة المستويات، من التصوير والأزياء والإضاءة والإخراج بصفة عامة.

هنا نجد احتفاءًا كبيرًا من جانب متابعي أفلام الـ"كوميكس" والأبطال الخارقين بالفيلم، إذ يميزون بينه وبين ما سبقه بسهولة، وهو ما يمكن ألا يدركه غير المتابعين لهذه النوعية من الأفلام.

اقرأ/ي أيضًا: 10 من أجمل الأفلام الحربية الأمريكية

لكن من المؤكد لدى أيٍ ممن سيشاهد الفيلم هو ملاحظته للأداء التمثيلي القوي الذي ظهر على الشاشة، لاسيما النجم هيو جاكمان الذي تفوق على نفسه وختم تجسيده لشخصية "لوجان – ولفرين" على مدار 17 سنة بأفضل طريقة، هذا إلى جانب القدير باتريك ستيوارت "بروفيسور شارلي إجسافير"، والطفلة دافني كين "لورا".

الناحية التمثيلية هي الأبرز في الفيلم، نرى ثلاث شخصيات رئيسية خارقة، ومع ذلك يواجهون معاناة عظيمة، لوجان الذي عاش كثيرًا ورأى كثيرًا والحياة أرهقته إلى أن وصل للتفكير في إنهاء حياته بنفسه، بروفيسور شارليز إجسافير الذي امتلك قوة العقل، هذا العقل الذي خانه وانقلب عليه ولم يَعُد يملك السيطرة عليه، والطفلة لورا التي تظهر بنفس قوى لوجان الخارقة، وترى في أعينها نظرات البراءة والدموية في آن واحد، خارقون قتلهم الزمن وأعياهم الحزن، هذا هو أفضل توصيف لأبطال الفيلم.

تتسم معظم أفلام القصص المصورة "كوميكس" بالحركة والإبهار وظهور الأبطال بشكل مثير ومحبب للمشاهِد

هنا يصارع الأبطال أنفسهم بالأساس، فعلى الرغم من وجود من يقوم بدور الشرير إلا أنه لم يكن على القدر الكافي من القوة التي يتطلبها البطل كي يبني أسطورته، بل اعتمد الأبطال على دوافعهم الذاتية كي يبنوا بطولتهم، هم يحملون بداخلهم الخير والشر، هذا بعد جديد في تناول شخصيات الأبطال الخارقة لا شك.

وكما سار الحزن جنبًا إلى جنب مع أبطال الفيلم طيلة أحداثه، ينجح الفيلم في زرع الحزن في نفوس المشاهدين خلال وبعد أحداثه، لتكن هي الصفة الغالبة على أجواء الفيلم بخلاف عادة أفلام "مارفل"، لا الإبهار، ولا القوة، ولا الدماء المتناثرة، فقط الحزن هو ما سيتبقى بداخلك.

تقييم سينماتجي 4.5/5

اقرأ/ي أيضًا:
أفلام كلاسيكية لن تصدق أنها لم تحصل على الأوسكار
"إريك رومير" الذي عرف السينما الفرنسية