12-فبراير-2017

لقطة من الفيلم

تلخيص لمقالة الناقد السينمائي روبي كولن (Robbie Collin) في صحيفة "ذي تيلغراف" بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير 2017.

ليس هذا هو فيلم الرعب والسيكولوجيا الأول للمخرج الأمريكي الهندي م. نايت شيامالان (M Night Shyamalan)، فقد سبق له أن قدَّم، ضمن هذا النمط، أعمالًا حظيت باهتمام نقدي: الحاسة السادسة (The Sixth Sense) عام 1999؛ الَّلامنكسِر (Unbreakable) عام 2000؛ علامات (Signs) عام 2002؛ القرية (The Village) عام 2004.

فيلم الأخير Split، الذي يأتي بعد سكون 10 سنوات من المخرج م. نايت شيامالان، يمتلك حس مراوغة وساسبنس شديد الحبكة إلى آخر مشهد فيه

فيلمه الأخير (2016)، مُشقَّق (Split) -الذي يأتي بعد سكون إبداعي امتدَّ لعشر سنوات- يمتلك حسَّ مراوغة و"ساسبنس" شديد الحبكة إلى آخر مشهد فيه، وتستحق كل تفاصيله الانتباه، كما يتمايز عن أعماله السابقة.

اقرأ/ي أيضًا: "A Monster Calls" وفانتازيا الحكايات غير التقليدية

يلعب جيمس ماكافوي (James McAvoy) دور كيفن، الذي يُعاني اضطراب الهوية الفصامي (Dissociative Identity Disorder - DID)، ممتلكًا 24 شخصية تختلف كل واحدة منها عن الأخرى بشكل حاد: باري؛ دينيس؛ الآنسة باتريسيا؛ هيدوغ ذو التسع سنوات، من بين شخصيات أخرى. وقد أمدَّ اضطراب الهوية الفصامي، أو ما يُعرف أحيانًا باضطراب تعدد الشخصية، شاشة السينما بشخصيات نعرفها عن ظهر قلب: السيدة بيتس في فيلم (Psycho) لألفريد هيتشكوك (1960)، وبوبي في فيلم (Dressed to Kill) لبريان دي بالما (1980).

نظَّم كلٌ من دينيس الوسواسيّ والآنسة باتريسيا العدوانية -وكلاهما من الشخصيات غير المرغوب فيها داخل النظام النفسي والعصبي عند كيفن- انقلابًا لتمهيد الطريق نحو ظهور شخصية الوحش (The Beast)، الشخصية الـ24. يقوم بناء هذا الوحش على رغبة عميقة في أكل لحم الأجسام البريئة والطاهرة، التي لم تعرف الألم، من بني البشر. من ثمَّ، يبدأ الفيلم باختطاف ثلاث فتيات مراهقات وحبسهم في مخبأ خفيّ، من المألوف رؤية نظائر له في أفلام الرعب، انتظارًا لساعة التضحية بهم.

اقرأ/ي أيضًا: نسخة جديدة من فيلم "سكارفيس" يخرجها الأخوان كوين

على نحو رائع، لعبت أنيا تايلور جوي (Anya Taylor-Joy) دور كيسي، إحدى المراهقات الثلاث، والوحيدة التي ستتعامل مع حالة الاختطاف بشكل مختلف ومميز عن قرينتيها، والتي سنعرف، من خلال "الفلاش باك"، الكثير عن ماضيها الشخصي. ويمثِّل هذا الدور خطوةً أخرى مهمة على طريق صعود النجمة الشابة، بعد مشاركتها في فيلم الرعب (The Witch) لروبرت إيغرز (2016). يأتي هذا بينما كانت كلير وصديقتها مارسيا -على التوالي، هالي لو ريتشاردسون (Haley Lu Richardson ) وجيسيكا سولا (Jessica Sula)- أكثر تهورًا وسطحية وإثارة لحنق شخصيات كيفن.

على نحو رائع، لعبت أنيا تايلور بفيلم Split دور كيسي، إحدى المراهقات، والوحيدة التي ستتعامل مع حالة الاختطاف بشكل مختلف ومميز

يذهب الأخير إلى الدكتورة كارين فليتشر (تلعب دورها بكل حيوية وإلهام بيتي بوكلي Betty Buckley)، التي تقوم، فضلًا عن محاولة علاج كيفن، بعمل دراسات معمَّقة والمشاركة في مؤتمرات علمية عبر "سكايب" حول حالته وحالات أخرى مشابهة له. وقد استقرَّ تشخيصها على أن حالة كيفن تتغير فيها كيمياء الجسم بمجرد تغير طبيعة ومسار الأفكار، أي بتبدله من شخصية إلى أخرى. وهو التشخيص الذي يمثِّل مبررًا أكاديميًا لكثير من أحداث الفيلم الخارقة.

إلى ذلك، يدور العمل حول الاضطراب النفسي وعلاقاته بالطفولة -حيث، مع مضي الفيلم، نعرف الكثير من طفولة كيفن-، والانتقام، ومحاولات الهروب من وحش مرتقب، نخاف منه ونشفق عليه.

اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "مانشستر على البحر": ما نفقده ولا نعود بعده
أفضل الأفلام لمشاهدتها في شهر التاريخ الأسود