28-أكتوبر-2017

لقطة من الفيلم

غريب بدرجة كبيرة أن يكون اسم الفيلم "قصة شبح A Ghost Story" ويكون فيلم دراما، بعيدًا كل البعد عن الرعب وسينما الرعب. أو يكون حتى -رغم كون بطله مجرد شبح- بعيدًا عن الكوميديا، ومحاولة استغلال ذلك في صنع مشاهد ساخرة لطيفة. لكن هذا هو حال فيلمنا "قصة شبح" الفيلم الذي رغم بطولة الشبح لمعظم أحداثه فإنه يصنف كفيلم دراما، وإن كان يميل إلى حالة بعد الدراما، فستكون "الرومانسية" وليست الرعب أو الكوميديا.

فيلم A Ghost Story بطولة كل من كيسي أفليك، وويل أولدهام، وكتابة وإخراج ديفيد لوري. وقد عُرض لأول مرة بمهرجان "صندانس" السينمائي

فيلم "قصة شبح A Ghost Story"، بطولة كل من كيسي أفليك، وويل أولدهام، وسونيا إسفيدو، وروني مارا، وليز فرانك، وكتابة وإخراج ديفيد لوري. وقد عُرض لأول مرة بمهرجان "صندانس" السينمائي كانون الثاني/ يناير الماضي، ليلقى الفيلم نجاحًا كبيرًا منذ عرضه في أوساط المشاهدين والنقاد. الأمر الذي انعكس على إيراداته التي وصلت إلى 2 مليون دولار رغم أن إنتاجه لم يكلف أكثر من 100 ألف دولار.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "The Big Sick".. كوميديا رومانسية تصلح لإجازة نهاية الأسبوع

وانعكس أكثر من حساب الإيرادات، على مشاعر كل من تحدثوا وكتبوا عن الفيلم، وتأثروا به، وجعلهم يتأملوا في أفكار الحياة والموت والفقدان والوحدة والذكريات والفراق، والسؤال: "هل سيتذكرنا أي أحد بعد موتنا؟ وهل يبقى لنا أي تأثير في العالم بعد رحيلنا؟" تلك الأسئلة الفلسفية العميقة، التي تحدث عنها الفيلم كما لو كانت خواطر منسابة في دفتر شاعر، وليس صانع أفلام.

هذا الفيلم الذي تبدأ قصته ربما باعتياديه، حيث زوجان معاصران محبان يقرران الانتقال من منزل لآخر، ويستعدان لذلك بجمع وإعداد كل ما في المنزل لعملية الانتقال، ثم نفاجأ بعد ربع الفيلم تقريبًا بتحوله للفانتازيا وعالم الخيال، وذلك برحيل البطل -الحائز على أوسكار العام الماضي كيسي أفليك- وتحوله لشبح يرتدي ملاءة بيضاء في ثلاث أرباع مدة الفيلم تقريبًا.

حيث يظل الشبح مراقبًا ومتابعًا لزوجته في كل تفاصيل حياتها بعد رحيله، ومحاولًا من فترة لأخرى مواساتها، ثم بعد رحيلها عن المنزل يظل هو، ويعاصر كل من سيعيشون فيه وتفاصيل حياتهم.

وفي هذه الحلقة من قناة "شريط فيديو" على يوتيوب، لصاحبها "جاسم النوفلي"، يقوم جاسم بتقديم عرض ونقد للفيلم، مؤكدًا أن بعض المشاهد التي اعتبرها المشاهدون بطيئة مثلًا ومتكلفة، ليست كذلك على الإطلاق، وأن مخرج العمل كان يقصد بهذه المشاهد الطويلة الثابتة حول البطلة إيصال مشاعرها، وإظهار تأثير الحزن والفقد على كل تفاصيل حياتها الاعتيادية، مهما كانت هذه التفاصيل شديدة الاعتيادية أو دالة على استمرارها بالحياة.

موسيقى فيلم A Ghost Story لعبت دورًا جميلًا في الحفاظ على إيقاعه، وفي ربطها للمشاهد والأحداث، خصوصًا في ظل قلة الجُمل الحوارية

يرى جاسم أيضًا أن المخرج كان يقصد من التركيز على هذه التفاصيل الحياتية التي تقوم بها البطلة إيصال روح المراقبة والتلصص لمشاهدي الفيلم، وهو ما أكدته طريقة تقديم المخرج للفيلم: داخل "Frame" أو إطار يشبه "فريمات" الأحداث القديمة. ولهذا يعتبر جاسم أن الإخراج ورؤية ديفيد لوري للفيلم هي أهم عناصره.

كذلك يرى جاسم أن موسيقى الفيلم لعبت دورًا جميلًا في الحفاظ على إيقاعه، وفي ربطها للمشاهد والأحداث، خصوصًا في ظل قلة الجُمل الحوارية بالفيلم. إلا أنه يعطى نصيحة في آخر عرضه وتقييمه للفيلم بالمتابعة الجيدة للأحداث، كون الفيلم يلعب على المشاعر الداخلية للمشاهدين، لذلك فإنه يحتاج إلى تركيز ومتابعة دقيقين، فهو ليس فيلمًا تجاريًا أو للتسلية ويصعب متابعته والشعور بالمتعة البصرية وبما يقدمه إن لم يكن المُشاهد بالحالة المزاجية الملائمة. أما عن تقييمه النهائي للفيلم فيعطيه 9\10.

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "The Imitation Game".. أن تعيش متنكرًا لميولك ليس حلًا

فيلم "The Beguiled".. حكاية من الحرب الأمريكية بطلتها النساء