09-فبراير-2017

لقطة من الفيلم

يقال إن الأصل دائمًا مرتبط بالطفولة، لهذا اختار المخرج المغربي سعيد خلاف التطرق إلى تيمة "أطفال الشوارع" كموضوع رئيسي في فيلمه "مسافة ميل بحذائي"، الذي حاز على العديد من الجوائز الدولية والعربية.

لقد اختار مخرج الفيلم تسليط الضوء على قضية تشغل المجتمعات العربية عمومًا والمغربية خصوصًا، وهي قضية "أطفال الشوارع"، وما يتعرضون له من اعتداءات جسدية ونفسية وجنسية أيضًا، عبر وجهة نظر ضحية، والذي يسمى "سعيد" والذي يلعب دور شخصيته الممثل "محمد ناجي". سعيد مر بظروف قاسية دفعته للشارع، ليواجه الكثير من التحديات قصد العيش بكرامة دون الخنوع لأي أحد.

يقال إن الأصل مرتبط بالطفولة، لهذا اختار المخرج المغربي سعيد خلاف التطرق لأطفال الشوارع كموضوع رئيسي بفيلمه "مسافة ميل بحذائي"

سعيد في فيلم "مسافة ميل بحذائي"، هو فتى غادر بيت أهله بسبب قسوة والده، الذي كان يمارس عليه كل أنواع التنكيل، والده الذي لم يكتفِ بالمعاملة القاسية لأبنائه وزوجته بل قام باغتصاب ربيبته، ما أغضب سعيد وجعله يثور أمام هذه الأحداث، فهو لم يستطع تحمل كل هذا الألم فقرر الهروب إلى جحيم آخر، والذي يمثل الشارع.

لتتوالى الأحداث بعد اعتداء عصابة أطفال عليه يقودها "نمرود"، والذي يطلب منه تقبيل يده. هذا أول تحدٍّ سيواجه سعيد، بالإضافة إلى تعرضه إلى الاغتصاب، وهذه من ضمن الأحداث المؤلمة التي تعرض إليها ليجد نفسه يخوض معركة العيش بكرامة وشرف دون الخضوع لأحد.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Split": هل يستحق المشاهدة؟

لكي يبقى سعيد على قيد الحياة كان عليه أن يلجأ للسرقة، لكن بعد القبض عليه بدأ يروي قصته للمعالجة الاجتماعية التي أشفقت عليه، واكتشفت روحه الطيبة التي يمتاز بها، بالرغم من كل الظروف التي مرت عليه، مع قسوة المجتمع.

اختار مخرج الفيلم توظيف تقنية "الفلاش باك"، ووفقًا للنقاد فإن حسن خلاف وفق في استعمال هذه التقنية بطريقة احترافية. إذ وأنت تشاهد الفيلم سترى سعيد وهو يسترجع مجريات الأحداث المحكية عبر الانتقال في الأزمنة من الماضي للحاضر، وحوارات لم تخلُ من الخطاب الأخلاقي للمضي قدمًا حتى النهاية، والتركيز على وجه البطل مباشرة، وأيضًا الشخصيات الأخرى التي تداخلت مع الأحداث في طريق سعيد.

بالنسبة للحوار فقد قدم مخرج فيلم "مسافة ميل بحذائي" لغة سهلة الفهم وواضحة وسط أدوار مركبة يقدمها البطل

لقد كان اختيار الموسيقى التصويرية صائبًا أيضًا كونه مزج بين الحزن والتحدي، وبالنسبة للحوار فقد قدم المخرج لغة سهلة الفهم وواضحة وسط أدوار مركبة يتقدمها دور سعيد.

قدم المخرج نماذج مختلفة لأطفال تعرضوا لأشد أنواع الانتهاكات لطفولتهم جسديًا ونفسيًا، وذلك بعد أن مارسوا التشرد والسرقة وعمالة الأطفال. وتطرق أيضًا إلى استغلالهم جنسيًا، وتحولهم إلى قتلة، فوفقًا لتصريحات المخرج الصحفية، فإنه اختار أن يقدم هؤلاء الأطفال كضحية وليس كمجرمين، حاول أن يتطرق إلى معاناتهم لفهم ما يقدمون عليه من أفعال قد تكون إجرامية. فماذا ننتظر من أطفال تعرضوا لكل أنواع التعذيب؟

ومن بين الجوائز التي حصل عليها الفيلم هي الجائزة الكبرى بمهرجان الفيلم العربي والأوروبي بالأقصر في العام 2016، والجائزة الكُبرى بالمهرجان الوطني للسينما بطنجة-المغرب العام 2016، وحاز تنويها خاصًا في المسابقة الرسمية في بهرجان الفيلم العربي في سيول-كوريا الجنوبية العام 2016، ونال أيضًا جائزة أحسن دور رجالي في المهرجان الدولي للسينما والذاكرة بالناظور– المغرب العام 2016. وأيضًا جائزة الإخراج في مهرجان الحسيمة-المغرب العام 2016. كما شارك الفيلم في مهرجان وهران في الجزائر العام 2016.

اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "السلحفاة الحمراء" والواقعية السحرية
فيلم "Nocturnal Animals" كائنات ليلية تحبس الأنفاس