09-أغسطس-2016

خلال مناقشة الفيلم

دعي المخرج السوري الشاب غطفان غنوم، الذي يشغل حاليًا منصب مدير المهرجان السينمائي الدولي في فنلندا، لكي يكون عضوًا في لجنة تحكيم الأفلام الوطنية التونسية المشاركة في "مهرجان قليبية السينمائي للهواة" في تونس بدورته 31.

يعالج فيلم "قمر في سكايب" قضية اللاجئين السورين العالقين في اليونان

هذا المهرجان الذي استضاف عبر دوراته أسماء مهمة جدًا سينمائيا من المخرجين العرب والعالميين، وكان فيلم افتتاح الدورة الواحدة والثلاثين هو "قمر في سكايب" للمخرج غنوم، وهو الفيلم الحائز على جائزة التميز في "مهرجان هوليوود للأفلام الوثائقية المستقلة".

اقرأ/ي أيضًا: غطفان غنوم.. متوجًا في "هوليوود للأفلام المستقلة"

شهد حفل الافتتاح حضورًا غفيرًا من الشباب التونسي، وتم تقديم الفيلم والمخرج في مسرح الهواء الطلق، حيث أعرب غنوم عن سعادته بالتواجد في هذه التظاهرة التونسية الكبيرة، وشرح باقتضاب ظروف صناعة فيلمه. قوبل الفيلم في عدة مواقع بالتصفيق من قبل الجمهور، بحسب بعض الأشخاص الموجودين في حفل الافتتاح. وتمت مناقشة الفيلم في اليوم التالي صباحًا في ندوة كبيرة جمعت الكثير من المهتمين بالشأن السينمائي، حيث ظهرت انقسامات حادة جدًا في تلقي الجمهور التونسي لمادة الفيلم، التي تعالج مسألة اللاجئين السورين العالقين في اليونان نتيجة هروبهم من الحرب الدائرة في بلدهم الأم سوريا، وقد اعترض البعض على أن الفيلم يلقي بشكل رئيسي بالمسؤولية على عاتق النظام السوري الذي تسبّب بهذه المأساة، وتجاهل ما تقوم به الفصائل الإسلامية، خصوصًا تنظيم داعش. 

ولدى سؤال مدير مهرجان قرطاج السينمائي إبراهيم اللطيف عن رأيه، قال بأنه لا يستطيع تقييم الفيلم فنيًا لأن لكل مخرج رؤيته، لكن الفيلم لم يتسم بالحيادية لذات الأسباب السابقة، ولأن مخرجه يعيش بفنلندا وليس على اضطلاع بما يجري في بلاده، بل إنه لا يعرف ما يعانيه اللاجئون السوريون في أوروبا، وكان ذلك التصريح كما قد نشر في اليوتيوب قد أُخذ بعد حفل الافتتاح مباشرة. 

أنجز غطفان غنوم فيلمه "بورتريه مدينة ثائرة" تحت القصف، وفي ظل الحصار الخانق لمدينة القصير في حمص قبل سقوطها

اقرأ/ي أيضًا: غطفان غنوم: أفضل وثائقي في هوليود للأفلام المستقلة

غير أن غنوم قد نوّه في صفحته الخاصة على الفيسبوك، بأن مدير قرطاج السينمائي لا يعرف بأن بطل فيلمه الأساسي قمر في سكايب هو شقيقه، كما أنه لا يعرف أيضًا بأنه من الأشخاص القلائل الذين عاشوا ظروف الحرب وأنجزوا أفلامهم تحت القصف وفي ظل الحصار الخانق لمدينة القصير في حمص قبل سقوطها، مثل فيلم "بورتريه مدينة ثائرة" الذي نشر مترجمًا إلى الفنلندية على اليوتيوب، كما أن المخرج نفسه قد عانى الأمرين في رحلة مغادرته من سوريا إلى لبنان مشيًا على الأقدام عبر الجبال بعد تدمير مدينته. 

ولدى سؤال المخرج عن انطباعه الشخصي حول الأجواء العامة في المهرجان التونسي قال: "المهرجان فسحة سينمائية جميلة ورائعة، مهرجان يذكر بالسينما الحرة المنفلتة من عقالات التكلف والضوابط، والجمهور المتوافد جمهور مثقف وذكي ومحب للسينما ومتفاعل بشكل مثير للإعجاب، جمهور يمتلك آلية النقاش الإيجابي. أنا فعلًا سعيد لتواجدي هنا، وأشعر بأنني في بلدي الذي لم أزره سابقًا".

اقرأ/ي أيضًا:

كريستيان بيل: لا أعتقد أنّي خلقت من طينة المشاهير

مارلين مونرو.. طوبى للجمال الخالد