14-فبراير-2017

لقطة من الفيلم

في المرحلة الفاصلة ما بين عرض الفيلم في دور السينما وانتقاله إلى الشاشات الصغيرة في المنازل أين "ترقد" الأفلام؟ ولمَ يطول تكدّس الغبار على بعضها قبل عرضه على التلفزيون؟

مؤخرًا عرضت إحدى القنوات المصرية الفضائية فيلم "جدو حبيبي" الذي تم إنتاجه في العام 2012. مع نهاية العام 2016 وصل إلى المشاهدين ما كان قد تم تصويره قبل ما يزيد عن أربعة أعوام. وتلك مدة تراكم إنتاج الأفلام فيها ولم يتراجع، وبالتالي طُبعت آلاف الآفيشات وتهافت الملايين إلى شبابيك التذاكر في مختلف الدول العربية. ولاحقًا امتلأت الرفوف بأقراص الـDVD وتسابقت المحطات التلفزيونية إلى عرض أوّل لأفلامٍ لم يمضِ على عرضها في السينما الكثير.

"جدو حبيبي" نام طويلًا في الأدراج حتى أن أزياء الممثلين بطلت موضتها وأظهرت طول المدة التي غاب فيها الفيلم قبل عودته الخجولة

"جدو حبيبي" نام طويلًا في الأدراج، حتى أن أزياء الممثلين وأبرزهم البطلة بشرى بَطُلت موضتها وأظهرت طول المُدّة التي غاب فيها الفيلم في العتمة قبل عودته الخجولة إلى الأضواء.

لِمَ تأخر عرض الفيلم كل هذه المدّة؟ ولمَ بدا أن محطة واحدة انفردت في عرضه وبثّته على امتداد نحو أربعة أشهر مرتين في وقت متأخر من الليل؟

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "حريق في البحر".. مزيج من الحالات الإنسانية

تلك مسألة يعود تحديدها إلى المعنيين، البائع والشاري بين طرفي صناعة وعرض الأفلام. لكن للمشاهد الذي سينبهر عند مشاهدة الفيلم، حقه أيضًا في السؤال عن حجب تلك المادة الغنيّة كل هذه المدة عن أبرز القنوات التي تعرض الأفلام. القديم منها والجديد. لاسيما وأن "جدو حبيبي" سيجذب المشاهدين بقصّته البسيطة والشيّقة في آن، ألوانه وديكوراته الدافئة والفرحة في الوقت نفسه، وتلك الكوميديا السلسة المعتمدة على الموقف وليس على الافتعال عبر لغة الجسد ونبرة الصوت والتي ملّ منها المشاهد بعد تكاثر "الكوميديين" وتشابههم.

القيمة المضافة على نصّ زينب عزيز ورؤية المخرج علي إدريس برزت على مستوى الممثلين في العمل. فمحمود ياسين هامة فنّية لن يكون ظهورها عابرًا في أي فيلم. خصوصًا وأنه يؤدي دور الجد حسين بما يمنحه بطولة شبه مطلقة. وبُشرى، التي تخسر أموالها في البورصة في لندن بسبب الأزمة المالية وتسعد لإعلامها بأن لها جد في القاهرة على سرير الموت ما يعني أن بانتظارها إرثًا سينقذها من الإفلاس والعوز، تلعب دور الحفيدة وتُظهر في المساحة الواسعة الممنوحة لشخصية "فيكي" أو "فكرية" براعتها في التمثيل والغناء.

لم تأخر عرض فيلم "جدو حبيبي"؟ ولمَ بدا أن محطة واحدة انفردت بعرضه وبثته خلال أربعة أشهر مرتين في وقت متأخر من الليل؟

في مرحلة لاحقة من الفيلم تَظهر الفنانة لُبنى عبدالعزيز لترسم في قصة الحب التي تجمعها مع محمود ياسين في سنوات الشباب أحد مشاهد زمن الرومانسية الجميل. كما يظهر حفيدها الفنان أحمد فهمي الذي سيرتبط في الختام بـ "فيكي". وبين كل ما تقدّم الكثير من المشاهد والكادرات الجميلة في شكلها ومضمونها، خصوصًا في ما يعكسه الجدّ من بُخل وما ستُبديه حفيدته من مكر.

أما النهاية، فهي معاكسة لكل المحطات السابقة وستكون درامية نسبة لكل السرور الذي يبعثه الفيلم في معظم مشاهده، ولن نكشفها للقراء الذين لم يُشاهد عدد كبير منهم الفيلم بانتظار إعادة عرضه بعد فترة من الزمن. مع ضرورة الإشارة إلى أن الفيلم غير متوافر على youtube بـ"الصورة" الأصلية و"المشبعة" بالألوان والمفعمة بالحياة، والتي تجعل الفيلم ككل واحدة من قصص "ديزني" المصوّرة للصغار والكبار.

اقرأ/ي أيضًا:
"A Monster Calls" وفانتازيا الحكايات غير التقليدية
نسخة جديدة من فيلم "سكارفيس" يخرجها الأخوان كوين