27-يناير-2017

لقطة من الفيلم

في حُكم المؤكَّد أن العواطف الحادة بين الأشقاء من الثيمات التي عَمل عليها فرانسيس فورد كوبولا من قبل، حيث نجد هذا في الجزئين الأولين من "The Godfather"، بما تضمنا من رمزيّة وفعليّة قتل الأخ لأخيه، وفي فيلم "Rumble Fish" المحوَّر سير-ذاتيًا، الذي أهداه إلى أخيه الأكبر، أغسطس.

يشير كوبولا إلى أن أفلام إيليا كازان من قبيل "On the Waterfront"، كانت أحد مصادر إلهام بصريات فيلمه Tetro

يروي فيلم "تيترو (Tetro)" العلاقة بين "بيني" البالغ من العمر 17 عامًا (ألدن إهرنريش)، وشقيقه الأكبر سنًا بكثير (فنسنت غالو)، الذي فرَّ من موطنه (موطن والده) إلى وجود بوهيمي في مدينة "بوينس آيرس" الأرجنتينية، حيث تعرف على حبيبته التي يعيش معها حاليًا، "ميراندا" (ماريبيل فيردو)، بوجودها الغامض والدافئ الذي يجسِّد الشهواني والأمومي في آن.

يتعثَّر "بيني" في عالم "تيترو" كما لو أنه في حلم، على نحو جسَّده كوبولا بجمال بصري عظيم. فقد صوِّر الفيلم بالأبيض والأسود مع دفقات قليلة ملونة (أيضًا صوِّر "Rumble Fish" بالأبيض والأسود وقليل من الملون). أشار كوبولا إلى أن أفلام "إيليا كازان"، من قبيل "On the Waterfront"، كانت أحد مصادر إلهام بصريات فيلمه عالية التباين بين الأبيض والأسود (high-contrast)، وهو التأثير الذي تتردد أصداؤه أيضًا في التوترات الكئيبة بين الأخوين التي تذكِّر بنظيرتها في فيلم كازان "East of Eden".

اقرأ/ي أيضًا: كل ما تريد معرفته عن ترشيحات أوسكار 2017

تنطلق الزاوية الأوديبية في "تيترو" في اللحظة التي يدخل فيها "بيني" شقة "تيترو"، حيث ثمّة صورة لـ "روبرت ميتشوم" من فيلم "The Night of the Hunter" - وكلمتا "حب" و"كراهية" موشومتان على يديه - تحدِّق من الجدار. حتى ثيمة العائلة تتردد هنا؛ في هذا الفيلم الكلاسيكي غير النمطي الذي يعود إلى عام 1955، يلعب "ميتشوم" دور واعظٍ يتعقَّب طفلي امرأة كان متزوجًا منها وقتلها. أما الضرر الباترياركي في فيلم كوبولا فقد تمثل في كارلو تتروتشيني (كلاوس ماريا برانداور)، الذي شلَّ أحلام أخيه، وهو ملحن أيضًا (يلعبه متنكرًا برانداور)، وأعاق الصحة العقلية لابنه الأكبر.

يأتي فيلم Tetro كعمل انتقالي، ينطلق فيه كوبولا، الذي وصل مؤخرًا السبعين من عمره، نحو مغامرة جديدة تتطلب من جمهوره الكثير

من بين ثيمات الفيلم الأخرى، والتي تتكرر في الملاحم الأسرية لكوبولا، الضغط الذي تمارسه العائلة على ابنها العبقري أو ربما العكس. تيترو، كما نكتشف عبر الفيلم، عبقري أو هو سيكون كذلك إذا أكمل أيًا من أعماله، الأدبية أو السينمائية، وللأمر جانبه الهزلي والمأساوي على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان قد قُصِد أن يكون الاثنين.

كما هو الحال مع "Youth Without Youth"، يأتي هذا الفيلم كعمل انتقالي، وملهم أيضًا، ينطلق فيه كوبولا، الذي وصل مؤخرًا السبعين من عمره، نحو مغامرة جديدة تتطلب من جمهوره الكثير، كما تعبر عن حيوية كبيرة.

*هذا تلخيص مقالة مانهولا دارغس عن فيلم تيترو (Tetro)، التي نشرت في صحيفة "ذي نيويورك تايمز" بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2009*

اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "الأبرياء".. صناديق الأديرة البولندية السوداء
أفعال بريّة ترسم فيلم "حكايا طائشة"