24-مايو-2022
فيلم "العنكبوت المقدس"

فيلم "العنكبوت المقدس"

استقبل المشاركون في مهرجان كان السينمائي فيلم المخرج الإيراني علي عباسي "العنكبوت المقدس" بحفاوة شديدة، نظرًا لقوته الفنية ولأهمية القصة التي يطرحها، فالفيلم مستند إلى وقائع قصة حقيقية حدثت في إيران، حيث ظهر السفاح سعيد حنائي في مدينة مشهد وراح يطارد الفتيات الفقيرات اللواتي يمارسن الدعارة ويقتلهن.

يطرح فيلم "العنكبوت المقدس" معالجة سينمائية لقصة سفاح نساء حقيقي، ظهر في مدينة مشهد في بداية الألفية الثالثة، وراح يقتل الفتيات العاملات في الدعارة

عن فيلمه، قال المخرج عباسي: "إنه من الأفلام المظلمة كما هي الحياة في إيران التي تنتشر فيها الجريمة"، وأضاف: "فيلم أسود لا يتحدث عن سفاح واحد فقط بل عن مجتمع أصبح سفاحًا في إيران، ويدافع عن السفاح الذي جعله بطلًا في الإعلام".

يأخذنا الفيلم السينمائي الذي صوّرت مشاهده في الأردن إلى ضواحي مدينة مشهد، وإلى مشاهد قتل السفاح لضحاياه، اللواتي يقوم بمطاردتهن بحجة فتاوى توجب القضاء على الفساد والانحلال الأخلاقيين، بالتوازي مع ذلك تُلاحق هذا المجرم صحافية استقصائية تستطيع بسبب تقاريرها عنه أن تدفع السلطات إلى القبض عليه ومحاكمته، إلا أنه رغم ثبات إدانته يجد السفاح دعمًا وتأييدًا شعبيين، لأنه كان يقضي على الفساد والسقوط والخطيئة، بحسب زعمه.

يعرض الفيلم مجتمعًا لا يرحم من يخرج عن قواعده الدينية، وهو ما حدث فعلًا على أرض الواقع عندما أُلقي القبض على السفاح الحقيقي عام 2001، إذ وجد من يناصره شعبيًا ويساعده على الهرب أو الاختباء، إلا أنه تمت إدانته وإعدامه في العام التالي.

قال المخرج، الذي يعيش في الدنمارك وينتج أفلامه من هناك، إنه كان مشغولًا بفكرة الفيلم لـ20 عامًا، حيث راح يفكر ويبحث عن الشكل الأنسب لمعالجة هذه القصة وتقديمها ضمن مضمون أخلاقيّ، كونها تجسد جانبًا مؤلمًا من الحياة الإيرانية.

ولم يخف عباسي شعوره بالقلق، كون الفيلم يجلب مخاطر جدية على حياة طاقم العمل الإيراني، خاصة أنه اختار الممثلة المنفية زار أمير إبراهيمي لبطولته، وهي التي كانت ذات يوم نجمة تلفزيونية شهيرة في إيران قبل تعرضها لفضيحة شريط إباحي عام 2006 دفعتها للهجرة إلى فرنسا.

وشهد المهرجان تنظيم مجموعة من النسويات مشهدًا دراميًا، على هامش عرض الفيلم، حملن فيه لائحة بها 129 اسمًا لنساء قُتلن بسبب التحيّز الجنسي ضدهن.