04-نوفمبر-2021

من الفيلم

ألترا صوت - فريق التحرير

ابتداءً من مساء يوم غد الجمعة، الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وعلى مدار شهرٍ كامل، تعرض منصة "Aratok" فيلم "السجناء الزرق" للمخرجة اللبنانية زينة دكّاش، وهو وثائقي طويل من إنتاج المركز اللبناني للعلاج بالدراما "كثارسيس"، وتمثيل مجموعة من سجناء "سجن رومية" الواقع في قضاء المتن، شرق العاصمة اللبنانية بيروت. 

يروي فيلم "السجناء الزرق" حكاية السجناء ذوي اﻷمراض والاضطرابات النفسية، ويسلط الضوء على معاناتهم وأوجاعهم وجرائمهم التي أوصلتهم إلى السجون

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى في الدورة الخامسة من "مهرجان الجونة السينمائي"، التي أُقيمت في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، صوِّر خلال جلسات العلاج بالدراما والمسرح التي أقامتها زينة دكّاش بين عامي 2015 - 2016 داخل سجن رومية، وتحديدًا في ما يُعرف بـ "المبنى اﻷزرق" الذي يضم مساجين ذوي أمراض واضطرابات نفسية مختلفة تعمل دكّاش، ومنذ سنواتٍ طويلة، على مساعدتهم عبر تنظيم أنشطة وعروض فنية ومسرحية تساهم في تخفيف حدة معاناتهم. 

اقرأ/ي أيضًا: العرض الأول لفيلم "فرططو الذهب".. رحلة عجيبة إلى الداخل

ويُعتبر هؤلاء السجناء المحور الأساسي للفيلم الذي يروي حكاياتهم، ويسلط الضوء على معاناتهم وأوجاعهم وحتى جرائمهم التي أوصلتهم إلى السجون، التي أمضى بعضهم فيها أكثر من 35 عامًا بسبب طبيعة الأحكام المجحفة الصادرة ضدهم، والتي تستند إلى قانون العقوبات اللبناني الصادر عام 1943، وينص على أن كل مجنون، أو ممسوس، أو معتوه ارتكب جرمًا، يبقى في السجن إلى حين الشفاء.

في حديثها لـ "ألترا صوت"، تقول زينة دكّاش إن هذا القانون يعد جريمة بحد ذاته: "لأنه، أولًا، لا يسمي المريض النفسي باسمه الطبيعي "مريضًا نفسيًا"، بل بمسميات وصفات أخرى، مثل مجنون، وممسوس، ومعتوه. وثانيًا، لأنه يحكم على السجناء ذوي الأمراض النفسية بالسجن المؤبد حين يربط إطلاق سراحهم بشفائهم، وهذا أمر غير منطقي لأنهم لن يشفوا".

وتضيف المخرجة اللبنانية: "المشروع الذي أعمل عليه منذ عام 2015، وبتمويلٍ من الاتحاد الأوروبي، ضم مسرحية أُقيمت داخل سجن رومية سنة 2016 بعنوان "جوهر في مهب الريح"، الهدف منها نقل صوت السجناء ذوي الأمراض النفسية، عبر رفاقهم من غير المرضى". 

وباﻹضافة إلى ما سبق، يسعى المشروع إلى: "الضغط من أجل تعديل قانون العقوبات الحالي، بحيث يضمن العناية بقضية هؤلاء السجناء المرضى حتى لا يبقوا داخل السجن إلى حياء الشفاء. والفصل كذلك بين المحاكم، بمعنى أن تتولى محكمة أخرى غير تلك التي أصدرت الحكم بالسجن إلى حين الشفاء ضدهم، متابعة أوضاعهم ودراستها وإصدار أحكامٍ جديدة بحقهم". 

وتلفت ضيفتنا في حديثها إلى أنها لا تقوم باختيار شخصيات أفلامها، وأن من يظهر داخلها هم أولئك الذين شاركوا في جلسات العلاج التي كانت تنظمها داخل السجون، والتي تشمل التدريب على التمثيل، وإقامة العروض المسرحية. 

وحول سؤالنا لها عما إذا كان نشاطها داخل السجون، يترك تأثيرًا إيجابيًا على السجناء ذوي الأمراض النفسية، تجيب زينة دكّاش: "التأثير واضح حتى في طريقة كلامهم وتواصلهم مع بعضهم البعض ومع الآخرين، لا سيما خلال جلسات العلاج، وذلك على العكس تمامًا مما كانوا عليه قبلها".

"السجناء الزرق" هو جزء من مشروع تسعى زينة دكّاش عبره إلى نقل أصوات السجناء ذوي اﻷمراض النفسية واﻹضاءة على معاناتهم

جديرٌ بالذكر أن "السجناء الزرق"، هو الفيلم الوثائقي الثالث الذي يصوّر داخل السجون اللبنانية، في رصيد زينة دكّاش بعد "12 لبناني غاضب" (2009)، و"يوميات شهرزاد" (2013). وجميع هذه الأفلام، في مضمونها، هي توثيق للجلسات العلاجية والتدريبات التي انتهت إلى ثلاثة أعمال مسرحية قُدّمت في سجني "رومية" و"بعبدا". باﻹضافة إلى كونها وثيقة بصرية تسلط الضوء على قضية هؤلاء السجناء وأوضاعهم المزرية داخل السجون، حيث اﻹهمال والفوضى واللامبالاة التي تعمّق من مأساتهم. 

اقرأ/ي أيضًا: "أوروبا" لحيدر رشيد.. فيلم عراقي عن تراجيديا المهاجرين ينافس في الأوسكار

أما زينة دكّاش، فهي مخرجة مسرح وأفلام وثائقية من لبنان. حائزة على شهادة البكالوريوس في الدراسات المسرحية، وشهادة الماجستير في علم النفس السريري، وتعمل في مجال المعالجة بالدراما والمسرح، باﻹضافة إلى أنها المؤسِّسة والمديرة التنفيذية للمركز اللبناني للعلاج بالدراما "كثارسيس".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"أيام فلسطين السينمائية" في دورتها الثامنة.. برنامج زاخر وأفلام تُعرض لأول مرة

انطلاق مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ 32