11-فبراير-2021

ملصق الفيلم (مهرجان البندقية)

ألترا صوت – فريق التحرير

يواصل فيلم "الرجل الذي باع ظهره" (The man who sold his skin)، للمخرجة التونسية كوثر بن هنية (1977)، إنتاج "Tanit Films" و"ميتافورا للإنتاج"، لفت الانتباه وإثارة الاهتمام محليًا وعالميًا، وسط احتفاءٍ نقدي واسعٍ ومستمر، يُبرهن على تميزه الفني وعمق الحكاية التي يُقدّمها.

يُضيء فيلم "الرجل الذي باع ظهره" على مأساة اللاجئين من زاوية مختلفة، ويستعرض الطريقة التي يتحول عبرها الفرد إلى سلعة

ويعود الفيلم الذي حصد عددًا من الجوائز الإقليمية والدولية، منذ إصداره في نيسان/ أبريل من العام الفائت، إلى الواجهة الإعلامية مُجددًا، عبر حدثين متتالين يتمثلان في وصوله إلى القوائم القصيرة والنهائية للأفلام المشاركة في "الأوسكار" والـ "غولدن غلوب"، إذ أعلنت "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" الأمريكية المانحة لـ "الأوسكار"، قبل يوم أمس الثلاثاء، 9 شباط/ فبراير الحالي، ترشيحه إلى القائمة القصيرة لجائزة "أفضل فيلم أجنبي"، ليكون بذلك الفيلم العربي الوحيد الذي ينافس على هذه الجائزة، في الدورة الـ 93 من "الأوسكار".

اقرأ/ي أيضًا: الأب ميشيل صباح في فيلم "بطريرك الشعب".. أمل وبقاء ومقاومة

ويأتي ترشيح "الرجل الذي باع ظهره" للقائمة القصيرة لجائزة "أفضل فيلم أجنبي"، بعد أقل من أسبوعٍ على إعلان "رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية"، مشاركته في الدورة الـ 78 من حفل توزيع جوائز الـ "غولدن غلوب" التي ستُقام في 28 شباط/ فبراير الحالي، في تقليدٍ جديد فرضته الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة تفشي وباء كوفيد – 19، والتي حالت دون إقامتها في موعدها المعتاد مطلع كانون الثاني/ يناير الفائت.

يُعالِج فيلم "الرجل الذي باع ظهره" مواضيع مختلفة وقضايا إنسانية، منها "اللجوء"، بما ينطوي عليه من تفاصيل وحكاياتٍ مؤلمة، و"الفن المعاصر"، بأزماته وعثراته وواقعه المتأزم. ويربط الفيلم بين هذين الموضوعين عبر حكاية سام علي، الشاب السوري الذي يفر من بلاده وجحيم الحرب الدائرة فيها إلى لبنان، ومنها نحو بلجيكا التي سيحاول الوصول إليها بعد عقده صفقة غريبة مع فنانٍ تشكيلي، تقضي بأن يبيعه ظهره بهدف تحويله إلى لوحةٍ فنية مُتحركة، يستطيع التجول بها في معارض عالمية مختلفة، مقابل مبالغ مالية معينة، تتيح له الوصول إلى بلجيكا.

يُضيء الفيلم الذي شاركت في بطولته الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، على مأساة اللاجئين من زاويةٍ مختلفة محملة بالرسائل والدلالات، تستعرض الطريقة التي يتحول عبرها الفرد إلى سلعة، والكيفية التي يُجرَّد من خلالها من صفته الإنسانية، وهو ما يتجسد بوضوحٍ وبشكلٍ مؤلم لحظة وقوف البطل، سام، أمام الآخرين في المعارض والمزادات العالمية باعتباره لوحة، وليس فردًا بشريًا فقد روحه وحريته بحثًا عن نجاةٍ ستكون مشروطة بـ "النقص".

يُعالِج فيلم "الرجل الذي باع ظهره" مواضيع مختلفة وقضايا إنسانية، منها "اللجوء" بما ينطوي عليه من تفاصيل وحكاياتٍ مؤلمة

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "الليل الطويل".. أزمنة السجن وأزمنة الحرية

وبحسب أحد التصريحات الصحفية لكوثر بن هنية، مخرجة الفيلم، يستمد "الرجل الذي باع ظهره" فكرته الرئيسية المثيرة للجدل، من تجربة الفنان البلجيكي المعاصر ويم ديلفوي الذي رسم على ظهر شخص لوحة فنية، وقام فيما بعد بعرضها في معارض عالمية مختلفة، في خطوةٍ مفاجئة ومثيرة للاهتمام، لكونها تسائل العلاقة بين الفن والبشر، وتسخر بشكلٍ صريح من الفن ومؤسساته وأسواقه وعوالمه، وهو بالضبط ما يفعله الفيلم في جانبٍ منه، إلى جانب اهتمامه ومسعاه بإظهار ما يخسره الفرد في سبيل الحصول على حياةٍ أفضل.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "إبراهيم إلى أجل غير مسمى".. العائد إلى دير أبو مشعل

فيلم "Druk".. كاميرا سكرانة تصور ما لا يمكن السيطرة عليه