23-أغسطس-2017

ديمة قندلفت وغسان مسعود في لقطة من الفيلم

عيون غسان مسعود التي بكت على شاشة إحدى الفضائيات حزنًا على الوطن ووقوعه في براثن الإرهاب، وحينها صار غسان مسعود نكتة المذهولين بصمت الرجل الطويل وظهوره دامعًا فجأة، وهو الممثل العالمي الذي شارك كأول ممثل سوري في هوليوود بفيلم "مملكة السماء" عام 2005، حيث أدى دور صلاح الدين الأيوبي.

"الاعتراف" فيلم سوري يؤرخ لسوريا بين زمنين وفق رؤية نظام الأسد 

الممثل العالمي لم ينصت إلى أوجاع بلده إلا متأخرًا بضع سنوات بعد أن بدأت الدفة تميل باتجاه البحر، اليوم العيون نفسها ترى المشهد السوري في فيلم لباسل الخطيب بعنوان "الاعتراف" كأول تجربة سينمائية سورية لغسان مسعود العالمي.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "طعم الإسمنت" أفضل وثائقي في مهرجان فيزيون دو رييل

الفيلم من إخراج باسل الخطيب، ومشاركة تأليف السيناريو مع ابنه مجيد، كما نقلت صحيفة "الوطن" السورية التي يملكها رامي مخلوف.

تورد الصحيفة بعض التفاصيل عن الدور الذي يؤديه غسان مسعود في الفيلم: "يؤدي في الفيلم شخصية أبو جاد، وهو رجل يعيش في منطقة ريفية، يعمل في مساحة الأراضي، يشهد على أحداث حقبتين زمنيتين من تاريخ سوريا المعاصر: مطلع ثمانينيات القرن الماضي والحرب التي تواجهها سوريا اليوم".

أما غسان مسعود فيصف شخصيته: "يقوم أبو جاد عندما كان شابًا بواجبه الوطني ويؤدي خدمته العسكرية شأنه شأن أي مواطن سوري، وينتمي إلى جيل يفهم معنى الوطن بطريقة مغايرة عما يسود حاليًا من ترويج لمفاهيم وطنية".

ثم تبدأ الحكاية بعض التأريخ لشخصية البطل عندما يلتقي بزوجة الإخونجي الممثلة ديمة قندلفت: "يضع القدر خلال فترة الثمانينات في طريقه امرأة غريبة، نهلة (ديمة قندلفت)، وهي امرأة عانت ظلم زوجها المنضم إلى تنظيم الإخوان المسلمين آنذاك، ورفضت أن تكون شاهدًا على الجرائم التي يرتكبها، فيحاول أبو جاد إنقاذها، ويصطدم بسبب موقفه الإنساني تجاهها مع زوجها، صدام له دلالات حول المواجهة بين عقليتين مختلفتين".

يُظهر فيلم "الاعتراف" الصراع في سوريا كامتداد لصراع النظام مع الإخوان المسلمين في الثمانينيات

فيلم "الاعتراف" من إنتاج "المؤسسة العامة للسينما"، حيث يشتكي معظم الفنانين السوريين من التعامل الروتيني في الأجور ومواعيد العمل والعرض، كونها مؤسسة حكومية بيروقراطية فاسدة لذلك توجهت الصحيفة بسؤالها عن تقويض المشاكل مع المؤسسة في هذا الفيلم فيجيب غسان مسعود: "ربما تم إيجاد حل لجزء منها، والذي شجعني فعليًا للمشاركة في الفيلم أن هناك مشروعًا مشتركًا قديمًا بيني وبين الصديق باسل الخطيب عن ضرورة التعاون في فيلم سينمائي، وبالتالي هذا محفّز قوي لي كي أعمل من دون الالتفات إلى الأجر، لأننا إذا فكرنا بمستوى الأجور في سوريا فلن نعمل أبدًا".

اقرأ/ي أيضًا: 9 وثائقيات تناولت الحرب السورية

الفيلم كما هو متوقّع يُظهر الصراع في سوريا كامتداد لصراع النظام مع الإخوان المسلمين بداية ثمانينات القرن الماضي، حيث انتهى بهزيمتهم وإعلاء راية الدولة "العلمانية"، كما يفهمها النظام الحاكم، وصولًا إلى الحقبة الحالية التي تعيشها البلاد اليوم في حرب دموية، إذ يميل القائمون على "مؤسسة السينما" والعاملين في الفيلم، بحسب توجهاتهم السياسية ورؤيتهم للأحداث، إلى تقديمها في منظور قسريّ لكي تظهر على أنها استمرار لذلك الصراع.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "العبور".. اللاجئ السوري في المختبر الغربي

فيلم The Other Side of Hope.. الاغتراب ليس بحالة طارئة