05-يوليو-2017

لقطة من الفيلم

في عام 2014 قدم لنا الثنائي المخرج مروان حامد والروائي وكاتب السيناريو أحمد مراد فيلم "الفيل الأزرق" عن رواية أحمد مراد التي تحمل نفس العنوان. كان "الفيل الأزرق" بكل ما يحمل من مميزات وعيوب فيلمًا جيدًا إلى حد ما، وبُشرى لوجود انتعاش سينمائي قد يظهر تأثيره حقًا في المستقبل.

سيناريو فيلم الأصليين من أسوأ ما يكون، وهُناك فجوات ضخمة في الحبكة

وكانت التوقعات أن التجربة القادمة للثنائي ستكون عبقرية، لكن توقعات المُشاهد دائمًا خاطئة. ففي البداية كانت الدعاية الممتازة، دعاية مُبهمة لبوستر به عين، والذي جعل الجميع يتكلم هل الفيلم يتحدث عن الماسونية أو عن المراقبة..، لكن كيف كان فيلم الأصليين خيبة كبيرة للآمال؟ 

يحكي فيلم الأصليين قصة "سمير" (ماجد الكدواني) المحاسب في بنك كبير والذي يتم رفده من البنك بعد أن جاء مدير جديد له قرر تغيير العاملين به، وفي اليوم التالي يجد عُلبة أمام باب بيته فيها هاتف فيه صور وتسجيلات لسمير في أوقات مُختلفة على مدار حياته، وكأن شخصًا ما كان يراقبه طوال الوقت.

اقرأ/ي أيضًا: كل شيء مُتوقع في فيلم "جواب اعتقال"

نتعرف في فيلم الأصليين على "رشدي أباظة" (خالد الصاوي) الذي يعمل في مؤسسة تُدعى "الأصليين" والتي مهمتها هي أن تراقب الفئة العمرية الفعالة في المجتمع، وأيضًا تراقب نفسها، فكل شخص يعمل في المؤسسة يراقبه شخص آخر، أي أن الجميع مُراقب. يتم تعيين "سمير" في المؤسسة ويتلقى مهمة وحيدة أراد السيناريو أن يقول من خلالها أنها ستغير حياة "سمير".

عيوب فيلم الأصليين كثيرة، ربما كانت الحسنة الوحيدة في الفيلم هي "خالد الصاوي" الذي يجعلك تستمتع بمشاهده برغم سخافة الحوار الذي على لسانه. الفترة الزمنية التي أخذها السيناريو ليقدم لك شخصياته، ويقدم لك فكرته، ويصل "سمير" فعليًا إلى المؤسسة فترة طويلة جدًا، نصف الفيلم تقريبًا هي مجرد مقدمة لمَا تلا ذلك.

عيوب فيلم الأصليين كثيرة، ربما كانت الحسنة الوحيدة هي "خالد الصاوي" الذي يجعلك تستمتع بمشاهده برغم سخافة الحوار الذي على لسانه

ثانيًا، سيناريو فيلم الأصليين من أسوأ ما يكون، وهُناك فجوات ضخمة في الحبكة، إذ لماذا تريد المؤسسة أن تُعين محاسبًا بروح طفولية مثل "سمير" لكي يُراقب الناس وهو شخص بلا أي خبرات في موضوع المراقبة ذلك؟ أمر غير منطقي على الإطلاق.

بجانب ذلك "أحمد مراد" كان بشكل ما يريد أن يستطرد في أحداث الفيلم بأي طريقة، اتباعًا لفكرة أن السينما الأمريكية الآن قد تصل أفلامها إلى 3 ساعات. فنجد مثلًا في مشهد من 3 دقائق يحكي فيه "رشدي" قصة النداهة إلى "سمير"، وهي قصة ليست لها أي أهمية على الإطلاق.

أيضًا مُحاضرات "منة شلبي" وتسجيلاتها التي يستمع إليها "سمير" كانت في اتجاه آخر، مُحاضراتها كانت مجرد تجميع لبعض المقالات من الإنترنت، وخلطها بشكل غريب يوهمك أنها أصبحت جذابة -وهي مُحاضرات عن نفس المواضيع التي تناولها مراد في آخر روايتين له- أما تسجيلاتها فحدث ولا حرج، كلمات طفولية لن يقولها طفل يحبو.

اقرأ/ي أيضًا: كلاسيكيات: فيلم "5 أصابع".. تجسس وكوميديا وأموال مزورة

مجرد كلمات رنانة متضادة منها مثلًا: أنا القديسة وأنا المومس، أنا الخير وأنا الشر، أنا الفاضلة وأنا العاهرة. كلمات كانت تجعلني أردد: هذا الخراء مرة أخرى؟

فيلم الأصليين كان بالنسبة لي مُخيبًا للآمال، وسطحيًا تمامًا فلا يُقدم لك دواخل كل شخصية، والخطوط العريضة للفيلم ما هي إلا نفس الخطوط العريضة الموجودة في أفلام الإثارة الأمريكية. حتى نهاية الفيلم كانت كليشيه لدرجة تثير الضحك.

يمكننا أن نعتبرها تجربة فاشلة وانتهت، وأن أحمد مراد حتى لم يثبت نفسه ككاتب سيناريو جيد، لكني مازلت انتظر الفيلم الجديد لمروان حامد، لأني بشكل ما نسيت فيلم "الأصليين" حالما خرجت من السينما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "الأصليين": هل يستحق المشاهدة؟

نهاد علاء الدين.. بطلة الإغراء السورية التي نسيتها الأضواء