02-أغسطس-2019

سعت الإمارات والسعودية بشكل ممنهج إلى التلاعب بالرأي العام العربي (فيسبوك)

أعلنت شركة فيسبوك في بيان لها نشره ناثانييل غليشر، رئيس سياسة الأمن السيبراني في الشركة على موقع فيسبوك، أنها حذفت مئات الحسابات من الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية، لكونها حسابات مزيفة تناقش الأخبار والأمور السياسية.

 أزال فيسبوك هذا الأسبوع عددًا من الصفحات والمجموعات والحسابات المتورطة في سلوك زائف منسق على فيسبوك وانستغرام، تديرها جهات تابعة للحكومة السعودية

جاءت هذه الخطوة ضمن الحملة التي يشنها فيسبوك ضد "السلوك المنسق الزائف" على منصاته، وذلك بعد تعرض الشركة لنقد حاد يتهمها بتسهيل التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

اقرأ/ي أيضًا: تويتر والسعودية.. العالم قرية صغيرة بيد الاستبداد

وقالت الشركة في بيانها إن هذه الحسابات المحذوفة شاركت في حملتين، انطلقت إحداهما من الإمارات ومصر، وحملة أخرى منفصلة بدأت من المملكة العربية السعودية. وبلغ عدد الحسابات المحذوفة 476 حسابًا بالإضافة إلى صفحات ومجموعات وأحداث وحسابات على انستغرام. 

وذكرت الشركة في بيانها أنها أزالت هذا الأسبوع "عددًا من الصفحات والمجموعات والحسابات المتورطة في سلوك زائف منسق على فيسبوك وانستغرام. ووجدنا عمليتين منفصلتين إحداهما انطلقت من الإمارات العربية المتحدة ومصر والأخرى من المملكة العربية السعودية. الحملتان منفصلتان ليس بينهما رابط، لكن كلاهما صنع شبكات من الحسابات الزائفة التي تضلل الآخرين. وشاركنا النتائج التي توصلنا إليها مع قوات الأمن، وشركائنا في مجال شبكات التواصل الاجتماعي ومع صناع القرار السياسي".

وأضاف البيان أن الشركة حذفت ضمن هذه الحملة  "259 حساب فيسبوك و102 صفحة و5 مجموعات و4 أحداث فيسبوك و17 حسابًا على انستغرام، لانخراطها في سلوك زائف منسق، انطلق من الإمارات العربية المتحدة ومصر وركز على عدد من الدول في الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا، من بينها ليبيا والسودان وجزر القمر وقطر وتركيا وسوريا والأردن والمغرب".

وتابع البيان: "استخدم الأشخاص الذين يديرون هذه الشبكة مجموعة من الحسابات المزيفة لإدارة الصفحات ونشر محتواهم والتعليق في المجموعات وزيادة التفاعل اصطناعيًا. كما أنهم انتحلوا صفات شخصيات عامة وأداروا صفحات تدعي أنها وكالات أنباء محلية في الدولة المستهدفة وتروج لمحتوى عن الإمارات العربية المتحدة. نشر مالكو هذه الحسابات ومديرو الصفحات، محتوى لا يتعلق بدولة معينة مثل الموضة والحيوانات والفكاهة والحرف اليدوية. ونشروا بانتظام محتوى عن الأخبار المحلية والسياسية والانتخابات ومواضيع تشمل دعمًا قطريًا وتركيًا مزعومًا للإرهاب والنشاطات الإيرانية في اليمن والصراع في ليبيا ونجاحات التحالف السعودي في اليمن واستقلال صوماليلاند. ورغم محاولة صانعي هذه الشبكة إخفاء هويتهم، قادتنا تحقيقاتنا إلى شركتي تسويق، واحدة تدعى  New Waves في مصر، والأخرى Newave  في الإمارات العربية المتحدة".

وحسب البيان جمعت هذه الشبكة أكثر من 13.7 مليون حساب متابع يتابعون صفحة أو أكثر من هذه الصفحات، و9 آلاف حساب مشترك في مجموعاتهم وأكثر من 65 ألف متابع لحساباتهم على انستغرام. وأنفقوا ما يقارب 167 ألف دولار على إعلانات فيسبوك المدفوعة، ودفعوا معظم المبالغ بالدولار الأمريكي والدرهم الإماراتي. واستضافت صفحاتهم على فيسبوك 4 مناسبات أولها في 4 يونيو/حزيران 2018 وأحدثها في 19 يونيو/حزيران 2019. وأعرب 270 شخصًا عن اهتمامهم بهذه الفعاليات.

أما بالنسبة للحملة السعودية فقد ذكرت الشركة أنها حذفت "217 حسابًا على فيسبوك، و144 صفحة وخمس مجموعات و31 حساب انستغرام شاركت في سلوك زائف منسق، واستهدفت دولاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منها قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن".

وذكرت الشركة أن حسابات هذه الشبكة "انتحلت صفات وكالات أنباء محلية ونشرت محتوى بالعربية عن الأخبار الإقليمية والقضايا السياسية، من بينها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإصلاحاته السياسية والاجتماعية ورؤية 2030، ونجاح القوات المسلحة السعودية خصوصًا في حرب اليمن. ونشرت محتوى معاديًا لبعض دول الجوار منها إيران وقطر وتركيا وشككت في مصداقية الجزيرة ومنظمة العفو الدولية. وقد قادتنا تحقيقاتنا إلى أن الحملة يقف خلفها أشخاص مرتبطون بالحكومة السعودية".

وقال البيان إن الحملة تمكنت من جمع متابعات بلغت "1.4 مليون متابع على صفحاتها و26 ألف مشترك في مجموعاتها على فيسبوك و145 ألف متابع على حساباتها على انستغرام. وأنفقت 108 ألف دولار على الإعلانات المدفوعة في فيسبوك وانستغرام دفعت بالريال السعودي والدولار الأمريكي".

لكن مركز الاتصال الدولي التابع للحكومة السعودية نفى في تصريح له لوكالة رويترز تورط الحكومة السعودية، قائلًا إنه "ليس للحكومة السعودية أي معرفة بالحسابات المذكورة ولا تدري على أي أساس تم ربطها بها".

اقرأ/ي أيضًا: خدعة الحسابات الآلية عبر تويتر.. جندي السعودية غير المجهول ضد قطر

ليست الإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية فقط هي المتورطة في هذه النشاطات، فقد شن فيسبوك في أيار/مايو الماضي حملة على الحسابات الروسية التي تنشر أخبارًا مزيفة وحذف 97 صفحة ومجموعة وحسابًا روسيًا. وفي آب/أغسطس من السنة الماضية حذف فيسبوك ما يقرب من 650 حسابًا وصفحة ومجموعة مرتبطة بروسيا أيضًا.

انتحلت شبكات سعودية في فيسبوك صفات وكالات أنباء محلية ونشرت محتوى بالعربية عن الأخبار الإقليمية والقضايا السياسية، من بينها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإصلاحاته السياسية والاجتماعية المزعومة

جاءت جهود فيسبوك هذه بعد حملة الانتقادات الشديدة التي تعرض لها عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية، لسماحه بالتلاعب بالانتخابات عبر نشر الأخبار الزائفة والمضللة وتوجيه الرأي العام.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الحسابات الآلية عبر تويتر.. سلاح دول الحصار لاختراع رأي عام ضد قطر

حملة تويتر لحذف الحسابات الوهمية.. "الذباب الإلكتروني" في خطر!