تدخل شركة فيسبوك سوق تطبيقات التعارف والعلاقات، بتطبيق جديد عبر موقع فيسبوك، يتضمن بعض خصائص تطبيق التعارف الشهير "Tinder"، ويستهدف بشكل أساسي -كما قال زوكربيرغ- "العلاقات الحقيقية وطويلة الأمد، وليس العلاقات العابرة". في السطور التالية ننقل لكم ترجمة تغطية الغارديان لحدث الإعلان عن هذا التطبيق، وما استتبعه من تعليقات.
أعلن الرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ، إطلاق تطبيق جديد للتعارف على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، في مؤتمر سنوي للمطورين، يوم أمس الثلاثاء. وكشف زوكربيرغ النقاب عن ميزة مصممة للتنافس مع الخدمات المشهورة الأخرى مثل تطبيق "Tinder".
أعلن زوكربيرغ، إطلاق تطبيق للتعارف والعلاقات "الجادة" عبر فيسبوك، أشبه بتطبيق التعارف الشهير "Tinder"
وتحدث زوكربيرغ أمام حشد كبير في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، واصفًا ميزة تطبيق التعارف الجديد، بأنها "أداة لبناء علاقات حقيقية طويلة الأجل، وليس مجرد علاقات عابرة"، مضيفًا: "نريد أن يصبح فيسبوك مكان يمكنك فيه بدء علاقات ذات معنى. وقد قمنا بتصميم هذا مع مراعاة الخصوصية والسلامة من البداية".
اقرأ/ي أيضًا: الشرير الأزرق.. كيف يستخدمنا فيسبوك كسلع للبيع والشراء؟
وأثار هذا الاعلان صيحات حضور المؤتمر، إذ يبدو أنه جذب أكبر قدر من الاهتمام من الجمهور خلال خطاب زوكربيرغ القصير، والذي ركز فيه على فضائح الخصوصية المتزايدة للشركة، والضمانات الجديدة التي تهدف إلى حماية بيانات المستخدمين والمعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة.
من جانبه، أوضح كريس كوكس، كبير مسؤولي المنتجات، أن خاصية التعارف في التطبيق الذي سيدشن عبر فيسبوك، ستكون "اختيارية" و"آمنة"، وأن الشركة "استفادت من الخصائص الفريدة لفيسبوك".
إلا أنه بعد فترة وجيزة من الإعلان، وجهت ماندي جينسبيرغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة ماتش، التي تمتلك تطبيق "Tinder"، الانتقادات لموقع فيسبوك ضمنيًا، وقالت في بيان: "لقد فاجأنا التوقيت، نظرًا لكمية البيانات الشخصية والحساسة التي يتضمنها هذا المجال"، في إشارة مستترة لآخر فضائح تسريب البيانات عبر فيسبوك، المعروفة بفضيحة كامبريدج أناليتيكا.
وأظهر كوكس ملف تعريف افتراضي لأحد مستخدمي تطبيق التعارف، والذي قال إنه سيكون منفصلًا عن الملف الشخصي للفرد، ويمكن الوصول إليه من قسم مختلف بالموقع. ولن يستخدم التطبيق سوى الاسم الأول للشخص، وسيكون مرئيًا فقط لأولئك الذين يستخدمون الخدمة، وليس لجميع الأصدقاء على فيسبوك.
تتشابه بعض خصائص وتصميمات تطبيق فيسبوك الجديد للتعارف والعلاقات، بخصائص تطبيق التعارف الشهير "Tinder"
وتابع كوكس أن مستخدمي هذه الخاصية يمكنهم تصفح و"معرفة" الفعاليات المحلية ومراسلة الآخرين الذين يخططون لحضورها. وإذا استجاب رفيق محتمل، فسيقوم الاثنان بالاتصال عبر ميزة الرسائل النصية غير المتصلة بتطبيق واتساب أو تطبيق فيسبوك ماسنجر.
اقرأ/ي أيضًا: الطلاق في مصر.. فتش عن "واتساب" و"كاندي كراش"
وأوضح كوكس أن "هذه الخاصية أثارت إعجابهم لأنها تشبه الطريقة التي يتعارف بها الناس في الواقع، والتي عادة ما تكون في المناسبات والمؤسسات التي يرتبطون بها. ونأمل أن يساعد هذا المزيد من الأشخاص على التعارف، والعثور على شركاء حياتهم".
ويشار إلى أن نماذج ملفات التعريف بالمستخدمين، المعروضة في المؤتمر لتطبيق فيسبوك الجديد، تشابهت في بعض خصائصها مع ما هو معمول به في تطبيق "Tinder".
هذا وانخفضت أسهم شركة ماتش، التي تمتلك تطبيق "Tinder" وكذلك موقعي "OkCupid" و"Match"، بنسبة 21%، بعد أن أعلن زوكربيرغ عن التطبيق الجديد، وفقًا لوكالة بلومبيرغ.
أما شركة "IAC" الشركة الأم لشركة ماتش، فقد شهدت هبوطًا في أسهمها بنسبة 14% بعد إعلان التطبيق الجديد لفيسبوك. لتوجه انتقادًا لفيسبوك بالخسرية من قضية الاستخدام الروسي لفيسبوك في عملية التدخل بالانتخابات الأمريكية، فقالت: "قد يكون منتجهم رائعًا بالنسبة للعلاقات الأمريكية الروسية".
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم شركة تطبيق "Bumble"، وهو تطبيق آخر للتعارف -توقف مؤخرًا عن مطالبة المستخدمين بالدخول عبر فيسبوك- إنه شعر "بسعادة غامرة" حينما عرف بخبر تطبيق فيسبوك الجديد، مضيفًا: "ربما يستطيع تطبيق Bumble وفيسبوك توحيد الجهود لجعل مساحة التواصل والتعارف أكثر أمانًا وتمكينًا".
انخفضت أسهم شركة ماتش المالكة لتطبيق التعارف الشهير "Tinder" أكثر من 20% بعد إعلان فيسبوك عن إطلاق تطبيق جديد للتعارف والعلاقات
وبحسب زوكربيرغ، فإن واحدة من كل ثلاث حالات زواج بالولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، بدأت بعلاقة من خلال الإنترنت. وقد جاء الإعلان عن تطبيق التعارف الجديد، بعد أن أقر زوكربيرغ بأن العام الأخير كان صعبًا للغاية على فيسبوك، بعد فضائح تسريب بيانات المستخدمين، والاتهامات بالتساهل مع المحتوى العنيف والمسيء.
اقرأ/ي أيضًا:
فضيحة كامبريدج أناليتيكا.. فيسبوك يضحي بخصوصية 57 مليار صداقة