20-يوليو-2020

(Getty Images)

الترا صوت- فريق الترجمة 

نتائج مبشّرة وجديدة من التجارب الخاصة باللقاح الخاص بفيروس كورونا الجديد والذي يتم تطويره حاليًا في المملكة المتحدة تثبت أن اللقاح آمن وفعّال، ويحقق النتيجة المرجوّة على جهاز المناعة في مقاومة الفيروس والحماية من مرض كوفيد-19 الناجم عنه.

وكانت التجارب على اللقاح قد أجريت على 1077 متطوعًا، وقد ظهر أن الجرعات التي حصلوا عليها قد نجحت في توليد الأجسام المضادة القادرة على مقاومة الفيروس الجديد، وعدّ العلماء والمراقبون هذه النتائج "واعدة جدًا"، رغم التحذير من أنه ما يزال من المبكر الجزم بنتائج نهائية بشأن اللقاح وفعاليته، إذ ما يزال يلزم إجراء تجارب على عدد أكبر من الناس.

ما هو لقاح أكسفورد؟ 

ويعد هذا اللقاح المعروف باسمه العلمي " ChAdOx1 nCoV-19" أحد أبرز اللقاحات التي يعقد عليها الكثير من الأمل حاليًا، وهو واحد من بين لقاحات عديدة يتسابق الخبراء حول العلماء من أجل حيازة قصب السبق في تطويرها والتأكد من فعاليتها وسلامتها على البشر، ضمن الجهود العالمية الرامية لمكافحة جائحة كوفيد-19 التي انتقلت العدوى بها حتى الآن إلى أكثر من 14.5 مليون إنسان، وراح ضحيتها حوالي 607،000 وفاة حول العالم بحسب مؤشر جامعة جونز هوبكنز الأمريكية. وقد تم تصنيع هذا اللقاح من فيروس معدل جينيًا مسؤول عن نزلات البرد في قرود الشمبانزي، وقد تم تعديله بشكل كبير من أجل ضمان سلامته على البشر، ولكي يكون قريبًا من فيروس كورونا الجديد، وهذا يعني أن اللقاح مفيد في تدريب الجهاز المناعي على كيفية مقاومته.

ما هي الأجسام المضادة والخلايا التائية؟

يستحوذ الحديث عن الأجسام المضادة معظم الانتباه فيما يتعلق باللقاح الخاص بفيروس كورونا الجديد، ولكن الأجسام المضادة هي جزء واحد فقط من الجهاز المناعي في الجسم. فالأجسام المضادة هي عبارة عن بروتينات صغيرة ينتجها الجهاز المناعي وتلتصق على سطح الفيروسات وتقضي عليها.

أما الخلايا التائية، فهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، والتي تؤدي دورًا مهما في مقاومة الفيروس وتحديد الخلايا التي أصيبت بالعدوى وتدميرها. وكافة اللقاحات الفعالة تؤدي إلى تفعيل الأجسام المضادة والخلايا التائية من أجل مقاومة الفيروس والقضاء عليه في الجسم.  

هل اللقاح آمن؟

نعم، باستثناء بعض الآثار الجانبية غير الخطيرة. فقد اشتكى 70% من المشاركين في تجربة اللقاح من الحمى أو الصداع فقط، ويقول الباحثون إنه هذه أعراض طفيفة يمكن معالجتها عبر تناول الباراسيتامول.

وقالت البروفيسورة سارة غيلبرت من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، إنه ما يزال أمام الباحثين قدر كبير من العمل قبل أن يتمكنوا من الجزم بشكل قاطع بأن اللقاح سينجح في السيطرة على الجائحة ووقف تفشيها، ولكن هذه النتائج الأولية التي تم التوصل إليها تمنح الكثير من الأمل.

ما هي الخطوة المقبلة؟

بالرغم من أن النتائج الأولية مبشرة وإيجابية، إلا أنه ما يزال هنالك المزيد من الإجراءات الضرورية للتأكد بشكل أكبر من أن اللقاح آمن على البشر.

وسيشارك أكثر من 10،000 شخص في المرحلة التالية من التجارب الخاصة باللقاح في المملكة المتحدة، كما يجري التوسع في التجارب خارج المملكة المتحدة بسبب التراجع الحاصل في معدل الإصابات هناك، ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان الفيروس فعالًا.

ومن المفترض أن تكون هنالك تجربة يشارك بها 30،000 شخص في المملكة المتحدة، إضافة إلى تجربة أخرى على 2000 شخص في جنوب أفريقيا، وأخرى على 5000 شخص في البرازيل.

كما يأمل الباحثون أن يتمكنوا من إجراء تجارب "حقيقية"، يتم فيها تعريض الأشخاص الحاصلين على اللقاح بشكل متعمّد لفيروس كورونا الجديد، لكن هذه التجارب تصطدم ببعض المحاذير الأخلاقية نظرًا لعدم توفّر علاج فعال ضدّ المرض حتى الآن.

يذكر أن المرحلة المبكرة من اختبار هذا اللقاح على البشر قد بدأت في نيسان/أبريل الماضي، وهو أحد أول اللقاحات التي وصلت إلى هذه المرحلة المهمة من الاختبار من بين عشرات اللقاحات التي يعكف الخبراء على تطويرها حول العالم.

 

المصدر: BBC

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف تساهم في الحدّ من انتشار عدوى فيروس كورونا؟

بدء أول تجربة على البشر للقاح ضد فيروس كورونا

أحد أعراض مرض فيروس كورونا هو ضيق النفس.. ماذا يعني ذلك؟

إنفوغراف: ماذا تفعل لو شككت بالإصابة بعدوى فيروس كورونا؟