28-أبريل-2022
التضامن

"Getty" حي التضامن، مكان حدوث المجزرة المروعة

في دليل جديد يوثق جزءًا من جرائم أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقطع فيديو صادمًا ومرّوعًا، يظهر فيه جندي  في المخابرات العسكرية الأسدية، وهو يقود مجموعة من المدنيين عددهم 41، نحو حفرة في حي التضامن جنوب دمشق، وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي، حيث يتم إعدامهم بإطلاق النار عليهم بدم بارد، ومن ثم إحراق جثثهم بوحشية وتركهم داخل الحفرة.

مذبحة التضامن التي ارتكبها عناصر أحد فروع شعبة المخابرات العسكرية المعروف باسم فرع 277 تعود للعام 2013، وقد قام مصدر مقرب من هذه المخابرات بتسريب الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها منفذو المجزرة

مذبحة التضامن التي ارتكبها عناصر أحد فروع شعبة المخابرات العسكرية المعروف باسم فرع 277 تعود للعام 2013، وقد قام مصدر مقرب من هذه المخابرات بتسريب الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها منفذو المجزرة، تباعًا منذ العام 2019، والتي هزّت الرأي العام العربي والعالمي، وأُضيفت إلى لائحة طويلة من جرائم النظام الأسدي، والتي نجح عناصر منشقين على مدار السنوات العشر الأخيرة بتسريب صورًا منها، كما هي الحال في "صور قيصر" الشهيرة، فيما بقي القسم الأكبر من قصص الموت المخيفة، طي الكتمان في غياهب الزنازين وأقبية التعذيب.

ووفق تعليقات عشرات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن السوريين الذين تحركوا في عدة مدن سورية ضد نظام الأسد منذ ربيع العام 2013، في ثورة تعرضت للعديد من المجازر والانتهاكات التي ارتكبها الجيش الأسدي وميليشيات تابعة له، يدركون جيدًا أن المجتمع الدولي الذي لم يتحرّك ضدّ هذا النظام لمنعه من ارتكاب المزيد من الجرائم، لن يتحرّك أيضًا على الأرجح أمام هذه المقاطع الجديدة التي وصفت بالمفزعة، إذ إنها وبحسب سوريين كثر تعدّ مجرد جزء بسيط من سلسلة طويلة من معاناة الشعب السوري، عقابًا على تجرؤه على الحاكم والخروج إلى الشوارع والساحات للمطالبة بالحرية والكرامة.

ناشطون من سوريا ومختلف الدول العربية، استخدموا وسم #مجزرة_التضامن للتعبير عن هول وفظاعة مقطع الفيديو المنتشر، وللتأكيد على صوابية الثورة في وجه بشار الأسد، وضرورة إسقاطه كمطلب سياسي، شعبي وأخلاقي.

الناشطة السورية المعارضة "رشا " قالت إن أهوال من فظائع النظام السوري التي يندى لها الجين تتكشف تباعًا، منها ما روي ومنها ما دفن مع أصحابها إلى الأبد، هي جرائم قديمة متجددة منذ عهد المقبور 1971 ( تقصد حافظ الأسد )، ورأت أنها ردّ على كل من يقول " كنا عايشين "، ولكل عبد يُردد ما يقول وليّ نعمتهِ الطاغية للسوريين: أنتم خربتم بلدكم!

وبحسب الناشط فادي عبيد، فإن ما هو كارثي في الوضع السوري، هو أنّ كلّ ما شاهدناه ووثقناه وشاركناه وعشناه.. يبقى مُجرّد جزء من مسلسل إجرامي طويل جداً، ما خفي فيه أعظم بكثير مما شهدناه أو سمعناه أو تمّ تسريبه، اعتذر عمّا سبق، اجرام الأسد وعصاباته ليس مجرّد مسلسل، بل هو نمط حياة كاملة عند هؤلاء الوحوش.

الكاتب والصحفي السوري  المعارض قتيبة ياسين شارك الفيديو الذي نشرته الغارديان وطرح من جهته بعض الأسئلة : " لماذا يخاف السوريون من العودة إلى سوريا؟ لماذا حمل السوريون السلاح بعد أن كانت ثورتهم سلمية؟ لماذا يعتبر السوريون إسقاط الأسد أمرا غير قابل للنقاش؟ الجواب في هذا الفيديو مجزرة ارتكبها جيش الأسد وصورها للتفاخر.

وضمن السياق نفسه، اعتبر المغرد محمد عبد القادر حمود، أن مجزرة التضامن هي غيض من فيض من الإرهاب الأسدي بحق الشعب السوري هذا المجرم الذي يعوم الآن كي يكون جزء من سورية المستقبل بظل غياب الأطروحة الوطنية والبديل.

ونشرت الناشطة شام بيرقدار صورة لأمجد يوسف أحد مرتكبي مجزرة "التضامن"، وطابقتها بصورة له مع إضافة وجه بشّار الأسد عليه، وعلقت قائلة: "احفظوا أسماء وصور هؤلاء المجرمين الذين قتلوا مئات الآلاف من الأبرياء بدم بارد"