قد يكون موسم الأوسكار الحالي أحد أغرب المواسم في تاريخ الجوائز، بل وأشدها اضطرابًا وفوضى. هذا ما توقعته مجلة "هوليوود ريبورتر" في مقال استبعدت فيه وجود فيلم أوفر حظًا من غيره خلال موسم الجوائز هذا.
أعادت المجلة السبب إلى التقلبات غير المسبوقة التي شهدتها صناعة السينما خلال الأشهر القليلة الأخيرة، حيث تراجعت العديد من الأفلام التي كانت مرشحة بقوة للفوز بجوائز الأوسكار لأسباب غير متوقعة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتغريدات قديمة عادت إلى الواجهة مجددًا. وفي المقابل، تصدرت أفلام أخرى المشهد فجأة، وكأنها خرجت من العدم.
إضافةً إلى ذلك، يربط المقال بين هذه الفوضى والارتباك في موسم الجوائز، والواقع السياسي والاجتماعي المرتبك في الولايات المتحدة الأميركية، خاصةً بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
يتوقع البعض أن يكون فيلم 'Anora' الأوفر حظًا بعد فوزه بالجائزة الكبرى في حفل توزيع جوائز نقابتي المنتجين والمخرجين، ومع ذلك، قد يظهر فيلم ما مغمور ويتصدر المشهد بدلًا منه
ووصفت المجلة هذا الموسم بأنه غريب وبلا تشويق لكنه مليء بالدراما لدرجة أن المهرجات التي كانت تحدد في العادة شكل السباق نحو الأوسكار، وأبرز المرشحين للفوز بها، لم تفعل ذلك في هذا الموسم، حيث لا تزال العبارة السائدة حتى الآن هي: لا يوجد مرشح واضح.
وأشار المقال إلى أفلام كانت حاضرة بقوة في السباق ثم اختفت فجأة، مثل فيلم "September 5" الذي ظهر من العدم ثم اختفى فجأة، و"Wicked" الذي بدا أنه لا يقهر لكنه لم يعد كذلك فجأة، و"Conclave" الذي نافس في كل مكان، قبل أن يتوارى تمامًا وكأنه لم يكن موجودًا من الأساس.
رغم ذلك، يتوقع البعض أن يكون فيلم "Anora"، للمخرج الأميركي شون بيكر، الأوفر حظًا بعد فوزه بالجائزة الكبرى في حفل توزيع جوائز نقابتي المنتجين والمخرجين "PGA"، وذلك
على اعتبار أنه لم يحدث أن لم يفز فيلم بجائزة الأوسكار بعد فوزه بجائزة "PGA" سوى ثلاث مرات خلال الـ17 عامًا الماضية. مع ذلك، قد يظهر فيلم ما مغمور ويتصدر المشهد بدلًا منه.
وقال كاتب المقال ستيفين زيتشيك: "نحن في زمن يتلاشى فيه كل شيء، وسط الضباب الناتج عن الهجوم على القيم الديمقراطية والحكومة الفيدرالية، والهجمات الطبيعية التي سبقتها هجماتنا نحن على الطبيعة".
واختتم زيتشيك المقال بقوله: "في غياب أي يقين، لا يمكننا سوى المضي قدمًا في الموسم. موسم مليء بالدراما، لكنه - بشكل غريب - خالٍ من التشويق. موسم بلا مرشح واضح، لكنه سينتهي بفائز حتمًا". وأضاف: "موسم لم يوفر لنا مهربًا من الفوضى التي تحيط بنا، بل زجّ بنا في وسطها".