25-يناير-2018

فوزي ذبيان

بعد مضيّ عامٍ على صدور روايته الرابعة "أورويل في الضاحية الجنوبيّة"، يصدر اللبنانيّ فوزي ذبيان رواية جديدة تحت عنوان "خيبة يوسف" (دار الآداب، 2017).

تأتي الرواية، بحسب حديث فوزي ذبيان لـ "ألترا صوت" لتشكّل في بعض متونها الجزء الثاني من روايته السابقة، وذلك بطريقةٍ حرص على جعلها مواربة وغير واضحة للقارئ، ولا سيما قارئ "أورويل في الضاحية الجنوبيّة".

تقدم رواية "خيبة يوسف" صورة عن لبنانيّ مهمّش تقوده ظروفه إلى العمل المسلح

تقوم رواية فوزي ذبيان الواقعة في 150 صفحة من القطع المتوسط على حكاية يوسف التي يسردها صديق طفولته المُلقّب بـ"أفلاطون" نظرًا لدراسته الفلسفة، وذلك من خلال حديثه إلى امرأة تظلّ مجهولةً في الرواية، حيث نتعرّف، من خلال حديثه، على حكايات يوسف المتعدّدة ومغامراته التي تنهي حياته في نهاية الرواية.

اقرأ/ي أيضًا: فوزي ذبيان.. ديستوبيا الضاحية الجنوبية

يقدّم المؤلّف فوزي ذبيان في روايته صورة عن الأحزاب التي يدعو – بطريقةٍ غير مباشرة – إلى إعادة النظر بها وبشعاراتها. فضلًا عن تقديمه، من خلال شخصيّة يوسف، نموذجًا للإنسان اللبناني المُهمّش، إذ إنّ يوسف في الرواية يتحدّر من بيئة فقيرة ومُهمّشة، تقوده في نهاية المطاف، بحثًا عن المال والقوّة، إلى الانخراط في العمل الحزبيّ المسلّح في صفوف أحد الأحزاب اللبنانيّة، قبل أن يُساق من قبل مجموعة من رفاقه، مدفوعين من أحد مسؤوليّ الحزب، إلى العمل في تجارة الأسلحة والممنوعات. 

خيبة يوسف

تتوتّر العلاقة فجأة بين يوسف والمسؤول بفعل خلافاتٍ حادّة بينهما حول فتاة، الأمر الذي يدفع المسؤول في النهاية إلى قتل يوسف ورميه على الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة في محاولةً لإخفاء الجريمة التي ارتكبت، وإعلان يوسف بعد عدّة أيام شهيدًا قضى بعملية فدائيّة نفّذها في الجنوب اللبنانيّ ضدّ القوات الصهيونيّة، بيد أنّ السارد، صديقه، كان يعرف أنّ يوسف ليس شهيدًا، وإنّما ضحية لما يسميه في الرواية "المُتحزّب".

يُذكر أنّ فوزي ذبيان كاتب وروائي لبنانيّ، صدر لهُ، بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه: "الإرهابيّ الأخير" و "مراتب الموتى" و "إكميل".


من الرواية

كنّا على سطح الميرادور نراقب الجزء الأعلى من الشمس الحمراء بعد أن غطس جزؤها الأسفل في البحر. كان صيفًا وثمّة نسمات هادئة تداعب وجهينا الصغيرين. سألني يومها إذا كنت أعرف من يأتي بالشمس صباحًا ليعود ويأخذها عند المساء. لا أدري كم كان لنا من العمر، لكن وقتها لم يكن أبو إيلي يتكل علينا بشيء في أوتيل الليبانون بيتش. لم ينتظر يوسف جوابي عن ذلك الذي يأخذ الشمس مساءً ويعيدها إلينا عند الصباح. أردف، قبل أن أجيبه، بأن أمه أخبرته البارحة بأنّ للرحمن كفًّا أكبر بكثير من السماء.

نزع نفسه عن حافة السطح فجأة وشرع يركض نزولًا عبر سلالم الميرادور. كنت أعدو خلفه واصرخ سائلًا إياه: إلى أين؟ " عالبحر ... البحر" كان يردد وهو يقفز عدّة درجات دفعة واحدة. كانت الشمس قد توارت خلف الأفق الأخير للبحر لمّا داست أقدامنا الرمل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

منصورة عز الدين.. مؤامرة على الصمت

مينيكه شيبر.. سيناريوهات نهاية العالم