24-يناير-2022

من المعرض

ألترا صوت – فريق التحرير

في أواخر أربعينيات القرن الفائت، افتتح المصور المصري ذو الأصول الأرمينية ليفون ألكسندر بويادجيان (1921 – 2002)، المعروف بـ "فان ليو"، استديو التصوير الخاص به. ومنذ ذلك الوقت، وحتى أواخر تسعينيات القرن الفائت، تحول الاستديو الصغير الواقع في شارع 26 يوليو في منطقة وسط البلد في القاهرة، إلى وجهة رئيسية لسكان المدينة وزوارها الراغبين في الحصول على صور فوتوغرافية مميزة.

تقدّم صور فان ليو نوعًا من التوثيق البصري لتحولات المجتمع المصري خلال الفترة الممتدة بين أواخر أربعينيات القرن الفائت وحتى مطلع تسعينياته

اكتسب فان ليو خلال سنوات عمله التي تجاوزت 50 عامًا، شهرة واسعة في مجال التصوير الفوتوغرافي داخل القاهرة وخارجها بفعل مهارته العالية، التي جعلت منه أحد أشهر المصورين المصريين في النصف الثاني من القرن الماضي، والمصور المفضل لأبرز الشخصيات السياسية والثقافية والفنية في تلك الحقبة.

اقرأ/ي أيضًا: عن مجموعة صور جيلبير الحاج "إنها حياة رائعة".. وجوه تشبه عري أصحابها

احتفاءً بمكانته هذه، وبمناسبة الذكرى المئوية لولادته، يستضيف "مركز التحرير الثقافي"، بالتعاون مع "مكتبة الكتب النادرة" في "الجامعة الأمريكية في القاهرة"، حتى 20 شباط/ فبراير القادم، معرضًا استعاديًا للمصور المصري الراحل بعنوان "إبداعات فان ليو".

يضم المعرض الذي افتُتح في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت، محتويات استديو فان ليو التي أهداها إلى "مكتبة الكتب النادرة" بعد اعتزاله التصوير عام 1998، مثل مكتبه الشخصي، والأدوات التي كان يستخدمها في التصوير، والحامل الخشبي الذي كان يعرض عليه صوره، إلى جانب أكثر من 150 صورة من تصويره، بعضها يُعرض للمرة الأولى.

تتوزع الصور المعروضة على قسمين، يضم الأول الصور التي التقطها ليو خلال سنوات عمله، ومعظمها بورتريهات لسياسيين وفنانين ومثقفين مصريين مثل طه حسين، ويوسف السباعي، وبرلنتي عبد الحميد، وأنور وجدي، وسامية جمال، ورشدي أباظة، وشيريهان، وداليدا، بالإضافة إلى شادي عبد السلام، وزبيدة ثروت، ومحمد عبد المطلب، وفاتن حمامة، وعمر الشريف، ولبلبة، ومحمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد ثورة 23 تموز/ يوليو 1952، وذلك إلى جانب مجموعة متنوعة من البورتريهات الذاتية.

أما القسم الثاني، فيتضمن مجموعة من الصور للفوتوغرافي المصري الراحل، بعضها التقطها بنفسه، وبعضها الآخر التقطها له أصدقائه، وجميعها تُعرض للمرة الأولى. كما يضم صورًا لفئاتٍ مختلفة من المجتمع المصري، ومقتنيات من أرشيفه الشخصي تشمل مجلات وكتب وأوراق مكتوبة بخط يده، ناهيك عن مجموعة متنوعة من الصور لشخصيات وأماكن مختلفة.

يضم المعرض محتويات استديو فان ليو إلى جانب أكثر من 150 صورة من تصويره، بعضها يُعرض للمرة الأولى

تقدّم صور فان ليو، لا سيما تلك التي يظهر فيها مصريون من مختلف فئات المجتمع، أو بعض المعالم العمرانية الشهيرة في القاهرة، نوعًا من التوثيق البصري لتحولات المجتمع المصري خلال الفترة الممتدة بين أواخر أربعينيات القرن الفائت وحتى مطلع تسعينياته.

اقرأ/ي أيضًا: معرض "شانت.. أغنية مصرية".. سيرة بصرية لهوية المجتمع المصري وتحولاته

وتشكل هذه الصور، على اختلاف مضمونها، مرجعًا يتيح لزوّار المعرض الذي صُمم على شكل استديو تصوير، كما للباحثين والمهتمين بهذا المجال، الاطلاع على تاريخ تطور فن التصوير الفوتوغرافي في مصر، خاصةً وأن المعرض يتضمن أيضًا مجموعة من الفعاليات المحاضرات والندوات التي تبحث في تطوره، وتضيء على أثر فان ليو فيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نحّات العواء الإنسانيّ

حوار| بيار سولاج: يرشدني ما يحدث على اللوحة إلى ما أريد رسمه