15-أكتوبر-2019

شجرة ويافطة - صورة أشرف مطاوع

معرض صور فوتوغرافية للمصورين: أشرف مطاوع، حسام حوا، زياد الحاج، عبد الرحمن مرزوق، زارين كاهلو، وزياد نايت عدي ضمن برنامج سمارت (فنون الجبال المستدامة) وتحت عنوان "جبال لبنان/جبال أطلس 2017 - 2019" بالشراكة مع دار المصور في بيروت والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش في المغرب. تتمحور المشاريع حول التحديات التي تواجهها جبال الأطلس في المغرب وجبل لبنان من تغيرات مناخية، نزوح، موارد مائية، تغير في أنماط الإنتاج وغيرها من المسائل. كذلك يهدف المشروع إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني، وإلى خلق فضاء تبادل الأفكار والخبرات، والتعاون فيما بينهم، وخلق مشاريع موازية حول مواضيع تتعلق بالجبال اللبنانية وجبال أطلس.

ليست الإنسانية جمعاء مسؤولة خراب الطبيعة، بل هناك مؤسسات رأسمالية تراكم ثروات بفعل ذلك

يضم المشروع 30 صورة لست فنانين لبنانيين ومغاربة. كل فنان يعرض خمس صور في المعرض كجزء من مهرجان بيروت للصورة الذي بدأ في حزيران/يونيو 2019 ومن ثم انتقل إلى دار المصور في بيروت ويستمر حتى 19 أتشرين الأول/كتوبر. ويتزامن المعرض في بيروت مع المعرض نفسه في مراكش في المغرب ويستمر حتى منتصف نوفمبر.

أشرف مطاوع: نسخ/لصق

أول مشروع فوتوغرافي يقوم به الفنان والمخرج السينمائي أشرف مطاوع بعنوان "CTRL C- CTRL V" أي نسخ/لصق. وفي حديث معه قال لـ"ألتراصوت": "في الأساس أعمل في مجال الفيديو والأفلام المصورة ولذلك فإنني أتعامل مع الصورة الثابتة الجامدة لأول مرة، حيث إن الصورة توثق لحظة واحدة، بينما مجال عملي في الفيديو هو مجال حركي متحرك ويوثق لأبعاد زمنية مختلفة، لذلك حاولت إيجاد تزاوج بين هذين النموذجين يسمى الصورة المتعددة الطبقات، أي صورة مكونة من عدة طبقات".

اقرأ/ي أيضًا: فوتوغرافيا جوزيف كوديلكا.. خراب بيروت المضيء

وقال مطاوع: "أحببت طرح مشروع حول تدخل الإنسان في الطبيعة وتأثيره عليها، والمطروح عالميًا الآن فكرة أن الإنسان هو المخرب للطبيعة والتراث البشري الثقافي، لكن ذلك غير صحيح بشكل عام فليست الإنسانية جمعاء مسؤولة عن ذلك، بل هناك مؤسسات رأسمالية تراكم ثروات بفعل استغلال الطبيعة".

وأضاف: "نظرت إلى الأماكن الطبيعية التي لم تمسها يد ولم تصلها التجارة، ومن ثم توقعت ما سيكون شكلها في المستقبل، وبذلك عرضت صورة مؤلفة من طبقتين بحيث تشير الصورة إلى حقبتين زمنيتين: ما قبل/ما بعد".

يشرح مطاوع أنه التقط صورة لطائر جميل في السماء الصافية وقام بقصها، ومن ثم إلصاق صورة أخرى لورشة بناء ضخمة بحيث إن الطير سيصطدم بالبناء الباطوني، وذلك للقول بأن هناك من يقوم باحتلال السماء والقضاء على حرية الطير، وبالتالي اندثار كل ما هو طبيعي. كذلك تتحول الجبال الطبيعية إلى كسارات، والأنهر الجميلة إلى مكب للنفايات، والأبنية الأثرية إلى "مول تجاري" ضخم، والأشجار

إلى يافطات تجارية.

الدلالة الأساسية في مشروع مطاوع تشير إلى كيف يحول رأس المال كل من الطبيعة والتراث إلى مصدر لجمع الثروة ونشر ثقافة الاستهلاك غير المخطط، وإلى أن هذا الرأسمال لن يترك مكانًا طبيعيًا وتراثيًا إلا وسيجتاحه ويستغله في ظل السياسة القائمة في لبنان والعالم ككل.

أشرف مطاوع: طير وباطون

نجد في لبنان أشكال مشوهة وفجة من الرأسمالية فالكسّارات مثلًا لا تعمل بذات الطريقة التي تعمل بها في الدول المتقدمة، لكن ذلك لا يعني بأن استغلال الطبيعة غير موجود في تلك الدول، بل هناك استغلال للطبيعة في كل مكان. ونجد أن 60 % من شركات المناجم في العالم مكاتبها الأساسية في كندا وهي دولة نصفها بالمتطورة، وهذا دليل على أن النظام الرأسمالي لن يترك بقعة إلا وسيحولها إلى ثروة.

يرى مطاوع أنه لا تمكن المواجهة بالفن، لكن يمكن أن يعكس الفن حياتنا وأزماتنا وتشكيل توعية ما أو حث الناس على التفكير وتعتبر قضية التغير المناخي من أخطر القضايا في الحياة البشرية. "في مجال عملي أحاول تخصيص جزء للموضوع البيئي أو علاقة الإنسان العاطفية مع البيئة خاصة وأنني متحدر من طفولة ريفية على تماس مع الفلاحة والزرع والأرض" يقول.

حسام حوا: القطرة الأخيرة

يعرف الفنان مشروعه كالآتي: "حظي اللبنانيون بموارد وفيرة لم يتمكنوا من إدارتها بشكل صحيح، وعلى سبيل المثال أنظمة القنوات. فقد جفت العديد من الأنهار والينابيع وتعطلت النظم الإيكولوجية بأكملها من خلال المقالع والرعي الجائر والصيد غير المقنن والإفراط في ضخ المياه الجوفية والتلوث الناجم عن الصرف الصحي وحرق النفايات".

حظي اللبنانيون بموارد وفيرة لم يتمكنوا من إدارتها بشكل صحيح

يضيف: "تترجم هذه التأثيرات على الصحة الطبيعية وعلى صحة الإنسان حيث تعد الإصابة بالسرطان من بين أعلى المعدلات في البلدان العربية". ويتساءل: "هل يمكن أن تنجح جل الطموحات المنطقية في سباقها مع الزمن والوعي قبل أن يفوت الأوان في استعادة التوازن الجبلي الطبيعي؟".

اقرأ/ي أيضًا: معرض "لا مكترث".. فوتوغرافيا تتقلّب مع المزاج

زياد الحاج: غزو

يعرف مشروعه بالقول "نظرًا لوقوع المشهد الطبيعي ضمن مجال علم الجمال، فقد اهتممت بدراسة الأقليم الذي يقع في عالم السياسة، وبالتالي غاب كل جمال ورومانسية، مفسحًا المجال بذلك أمام وحشية قلقة وعبثية".

يعرض الحاج في صوره القرى الجبلية إبان عزلتها القسرية والأشكال المعمارية الغريبة التي تضم فراغات المساحات والأماكن التي يتم التلاعب بها على أيدي الرجال وترويضها وتشويهها، وكلها تغييرات تكسر الفضاء والمساحات الطبيعية وتتنبأ بنهايتها الوشيكة.

عبد الرحمن مرزوق: شرايين الجبل

الموارد المائية تشابه أهميتها دور الدم في الكائنات الحية، فهي ضمان الحياة حيثما تدفقت. وفي مشروعه يلتقط الجمال وهشاشة الموارد المائية في مواقع مختلفة داخل لبنان والتحديات التي تواجهها هذه الموارد.

عبد الرحمن مرزوق: اللقلوق- جبل لبنان.

زاهرين كاهلو: التكافل

التعريف العلمي "للترابط" مشتق من اليونانية ويعني "العيش معًا". رؤية الفنانة للترابط هي استكشاف العلاقة بين الشعوب والأماكن حيث أنها مجالات حيوية تتفاعل بشكل وثيق مع أولئك العمال الذين يعيشون فيها، وتمثل حياة وشخصية العمال الذي يقضون جزءًا كبيرًا من أوقاتهم داخلها، ويأخذ مصطلح "التعايش" معنى تصوريًا للإنصهار والتفاعل بين الغنسان ومكان عمله.

زياد نايت عدي: وجه البلاد

الهجرة مواجهة مأساوية مع الآخر: المكان والأشخاص والثقافة. فالإنسان يرتبط بالجغرافيا وبأصوله. عمل الفنان على التقاط قصص من خلال ملامح الوجه للأشخاص الذين يعيشون في الجبال من مختلف الأجيال، بعيدًا عن الحياة الحضرية، محاولًا بذلك إلقاء الضوء على تصوراتهم المختلفة للهوية ومسالة الهجرة المرتبطة بالظروف الاجتماعية والريفية.

زياد نايت عدي: سمير- مزارع لبناني.

اقرأ/ي أيضًا:

مهرجان بيروت للصورة.. مدينة مفتوحة على مزاج العدسات

معرض "الوطن العائم".. صور تروي الخروج الفلسطيني من بيروت