01-مارس-2021

تمثال الشاعرة في حديقة مدينة ايفورا البرتغالية (Getty)

فلوربيلا إسبانسا (Florbela Espanca) شاعرة برتغاليّة ولدت في العام 1894. بدأت كتابة الشعر في سن صغيرة، فواحدة من قصائدها الشهيرة "الحياة والموت" (A Vide e a Morte)، كانت قد كتبتها حين كانت في الثامنة من عمرها. وأكثر قصائدها هي سونيتات قصيرة، معتدلة الحجم، تخص مواضيع شخصية وحميمة، لتفاصيل حياة عاشتها بإرادة خاصّة وطريق رسمتها بنفسها.

نشرت مجموعتها الشعرية الأولى "الكتاب خاصّته" (O livre D'el) في العام 1917، وقد أهدتها لأخيها. بعد تخرجها من الثانوية العامة، انتقلت إلى لشبونة، حيث درست الحقوق، وكانت واحدة من نساء قلائل يدخلن الجامعة في تلك الحقبة.

مرّت بفترات عصيبة من حياتها، ولم تؤمن بالزواج الأحادي، ومثل الحب الأعلى، الكاثوليكي، وهو ما كتبت عنه كثيرًا، وأسرّت بأنه معادٍ لطبيعتها البشرية، ما يعدّ تصريحًا راديكاليًا في ذاك العصر. فعاشت الكثير من المغامرات العاطفية وكتبت عنها وحولها.

من مجموعاتها الشعرية: "كتابُ الأحزان" (Livro de soror)، "أقنعة القدر" (As máscaras do destino)، و"السونيتات" (Sonetos).

رحلت فلوربيلا عن عالمنا في العام 1930، تاركة وراءها أثرًا أدبيًا عظيمًا.


أن تحبّ

 

أرغب في أن أحبّ

أن أكون تائهة في الحبّ

أن أحبّ من أجل الحب نفسه وحسب

هنا، هناك

هذا، ذلك، ذاك الآخر

الجميع

أن أحبّ الكلّ، وألا أحبّ أحدًا على الإطلاق

 

أتذكّر؟ أنسى؟

كله ينطوي على الشيء عينه

أتمسّك أو أتخلّى؟

الخطأ أو الصواب؟

أولئك الذين يقولون إنهم قادرون على أن يحبّوا أحدهم

طويلًا

في حيواتهم الكاملة، لا ينطقون سوى بكذبة.

 

في كل حياة ثمّة ربيع

عندما يزهر، يجبّ أن يغنّى.

الصوت الذي حبانا اللّه إياه هو لكي نغنّي.

إذا كان عليّ أن أمسي رمادًا، غبارًا، أو حتى لا شيء

فلتكن ليلتي فجرًا إذًا

ودعني أكن ضائعة

كي أعثر على نفسي.

 

أفسح طريقًا أمام الموت

 

أفسح طريقًا أمام الموت،

المتنوّر الذي يأتي لينتشلني من هذا العالم

شرّع الأبواب على مصراعيها

مثل أجنحة العصافير المرفرفة أثناءَ الطّيران.

 

من أنا هنا؟

المعدمةُ الني بيديها، استولت على القمر، الحلم،

الأرض، البحر، الحياة بأكملها

ثم فتحت يديها

ولم تعثر على شيء

 

آه أمّي، أمي العزيزة، لماذا ولدتِ؟

لماذا، أسرّي إليّ

وسط هذه الآلام الرهيبة

حملتني في جوفك؟

أكي يتسنى لي أن أكون الثمرة المرّة

التي في ساعةِ الشرّ

ولدت من رحمِ الزنبق؟

 

انْسجام

 

أن نحيا!

أن نتجرع الريح والشمس

أن نرفع قلوبنا الخافقة نحو السماء.

الرب صنع أذرعنا لنتمكن من الإمساك بالأشياء

وحبانا ثغورًا من الدّم

كي يتسنى لنا التقبيل.

 

اللهب المتوهّج بالأحمرِ في الأعلى

الأجنحةُ الشاردة التي لا تنفكّ تحلق عاليًا

مستعدّة كي تستلَّ النجوم.

المجد! الشهرة!

فخرُ الإبداع.

 

عسل الحياة ومرارتها

يجثمان في بحيرة عينيّ مثلَ البنفسج

وقبلات وثنية في نشوتي هذه!

قلب من القرنفل يملأ فمي

 

أيها البوهيميون، المشردون والشعراء

كم صحيحٌ حقًّا

أيها الأشقاء، أنني أختُكم!

 

اقرأ/ي أيضًا:

ديان دي بريما: يوم مارسنا الحب عادَ إلهُ الخبز

ماري أوليفر: الذي حوّل نفسهُ إلى ثلج