25-يونيو-2019

مهند عرابي/ سوريا

الطين المتبقي

أبطلَ مسيره، توقّفَ صاحبي،

أصواتُ الماضينَ، والذين أينعوا

حتى قطفتهم القبور تحثه: قفْ لا تصلْ.

الوصولُ جلّ ما يشغل خطى رأسهِ

وقدميه الحائرتين.

وقف وسط الدربِ منتصبًا

كما لو كان نهدًا مقشعّرًا!

محتسبًا أن الانتهاء عند المنتصف

أسلم إذا ما كان آخر الطريق مكسوة

بالتيه!

حدّقَ في الأرض، قال: كنا صغارًا

وإذا ما سقط أحدنا

كان للأرضِ فضل احتضانه أو صفعه.

الأرض أمٌ؛ في ساعة ما تبسط ذراعيها؛

لينام أبناؤها

حدقَ في الأرض كاد يثقبها، قال:

الطينُ المتبقي إنسانٌ لم يدهش الله!

في بيوتنا القديمة: إثمٌ أن تسألَ

كيف يولد الإنسان، ومن أين يجيء،

وكنا لا نخشى أن نسأل؛

فالأطفال فلاسفة بأحجامٍ صغار

مرة لججنا في السؤالِ: كيف يَنتج المرءُ

إنسانًا آخر؟

مذاك تؤلمنا نظراتُ أبي.

 

فرويد رضيعًا

للآن،

ما احدودب الظهر

للآن، لم تعثرْ الأقدامُ بأشياء،

لا تمنحُ السقوط رغبةً كاملةً!

المؤجلون عن الوضوح صاروا

بضاعةً مهملة.

نحن، وأنتم، وهمْ،

فكرةٌ معطلةٌ، أو معنى يخشى البوح.

وجوهنا السمر، أعيننا الواسعة،

أجسامنا الهشة

لا تصلح للحرب.

ربما،

الإنسان مهما كبر يرى نفسه طفلًا.

لا نزال صغارًا، لا نتعاطى الجدية

إلا في البكاء أو السخرية.

لا نزال صغارًا، نلعب كثيرًا،

يسخرون؛

- أتلعبون؟!

الألعاب لا تليق بقاماتٍ قلّمها الحزن

هكذا يُنظّر فلاسفة المقاهي.

نلعب بأصابعنا، بشعرنا، وأذقاننا

التي صارت بأحجامنا

فنشتم فرويد.

نلهو بأيادينا أو رؤوسنا

فنشتم فرويد؛

لتصنيفه اللعب بأعضاء

الجسم مرض نفسي

ربما، نسي ألا شيء مباحٌ هنا!

لم نكبرْ بعد

فلماذا تسرقنا من الحياة حكمة

النضوج مبكرا؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما يفعل الجنود في آخر الليل

لا ينتظر القطار طويلًا