بلغت تونس نهائيات كأس العالم قطر 2022، بعد نهاية مواجهتها مع مالي بالتعادل السلبي، مستفيدة من الانتصار ذهابًا بهدف.

نتيجة الذهاب ألقت بظلالها على حسابات البداية، فحاول المنتخب المالي منذ اللحظات الأولى إرباك حسابات النسور عبر الضغط بكل قوة على الدفاعات التونسية، مما كاد أن يثمر هدفًا يعيد الوضع لنقطة الصفر، لكن تصويبة آمادو حيدارا علت عارضة البشير بن سعيد بسنتيمترات قليلة.

مد أشبال ماكاسوبا الهجومي لم ينقطع بل كان فعالاً برأسية آداما تراوري، إلا أن راية التسلل قطعت فرحة الماليين، بعد ذلك تنفس التونسيون الصعداء قليلاً، ودخلوا رويداً رويداً في أجواء اللقاء، فاستطاعوا احتواء الضغط المالي عبر تهدئة اللعب ووتيرة المنافس، عبر تكثيف تناقل الكرات في وسط الملعب، لكن أولوية الدفاع سيطرت على أذهان أبناء جلال القادري، مما كبل قدراتهم الهجومية وأفقدهم الجرأة الكافية بالمناطق الأمامية، ما أفضى لغياب شبه كلي لفرص تذكر في النصف الأول، باستثناء انفراد سيف الدين الجزيري بالمرمى الذي وجد ساق المدافع فوفانا أمامه لتقطع الكرة.

بالنصف الثاني حاول المنتخب التونسي تغيير استراتيجيته، وجرّب خطف هدف مبكر يكون بمثابة التأشيرة للمونديال، ويعقّد وضع المنافس أكثر، فاقترب المهاجم سيف الجزيري من تجسيد ذلك، لكن كرته افتقدت للدقة اللازمة، تلتها عرضية مقوسة من الظهير الأيسر علي معلول، انبرى لها بن رمضان برأسية متقنة غير أن حارس عرين الماليين استبسل في الذود عن شباكه، باعثاً برسالة لرفاقه بأن الفرصة لا تزال قائمة.

رسالة تلقاها بيسوما مباشرة فتوغل على الجهة اليسرى للدفاعات التونسية، وأطلق قذيفة يمينية قوية اهتزت لها قلوب الجماهير التونسية قبل المالية، إلا أن أصابع بن سعيد حرفت مسارها باللحظات الأخيرة، بقية ردهات اللقاء سيطر عليها التلاحم الهوائي واللعب الخشن من الجانبين، إلا أن إصرار نسور قرطاج كان أكبر لإسعاد عشر الألاف من أنصارهم بالملعب والملايين عبر الشاشات، فحسموا الموقف بالتعادل السلبي، والذي أهدى لهم تأشيرة العبور للمونديال للمرة السادسة بتاريخهم.