18-نوفمبر-2020

هزيمة تاريخية لألمانيا أمام إسبانيا بنصف دزينة من الأهداف (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

مُنيت ألمانيا بفضيحة كرويّة تاريخيّة، حينما سحقتها إسبانيا بستّة أهداف نظيفة، في ختام مرحلة المجموعات من دوري أمم أوروبا، ليبلغ الماتادور نصف نهائي البطولة، وتصبح إقالة مدرّب المانشافت يواخيم لوف مسألة وقت ليس أكثر.

ترقّب الكثيرون ما ستسفر عنه مواجهة ملعب إشبيلية الأولمبي بين إسبانيا وألمانيا، أصحاب الأرض يحتاجون للفوز لا غير، من أجل اقتناص صدارة المجموعة الرابعة، وبالتالي بلوغ نصف نهائي المسابقة، بينما يكفي ألمانيا تحقيق التعادل، كي تحافظ على صدارتها للمجموعة، والتي نالتها الجولة الماضية مستغلّة تعادل إسبانيا مع سويسرا.

لم تُهزم ألمانيا بنتيجة كهذه منذ سنة 1931، وتلقّى مانويل نوير ستّة أهداف لأوّل مرّة في مسيرته الكرويّة دوليًّا ومحلّيًا

كلّ المؤشّرات والظروف كانت تدلّ على مواجهة كرويّة قويّة، تجمع بين فريقين نالا كأس العالم في العقد الأخير، مع أفضليّة للألمان من ناحية توافر النجوم وخبرتهم الكبيرة، كتوني كروس والحارس نوير، زد على ذلك تفوّق ألمانيا في الترتيب واتّساع خياراته فيما يخصّ بلوغ نصف النهائي، بعكس إسبانيا التي تحتاج للفوز فقط، وتمرّ بفترة انتقاليّة مع تشكيلة جلّها من الشباب، وخالية من لاعبين نالوا كأس العالم، باستثناء القائد سيرخيو راموس، والذي خرج من الشوط الأوّل بسبب الإصابة.

دون أيّ مقدّمات، بدأت إسبانيا المباراة مهاجمة، فتصدّى مانويل نوير لتسديدة موراتا الضعيفة، الحارس الألماني احتفل في هذا اللقاء بدخول التاريخ، كونه حطّم رقم الحارس الأسطوري سيب ماير، فيما يخصّ عدد المشاركات مع المانشافت، نوير خاض مباراته رقم 96 مع المنتخب، ليلته الاحتفالية هذه ستكون مليئة بالكوابيس.

أصحاب الأرض واصلوا ضغطهم على الألمان، وحصلوا على ركلة حرّة مباشرة من خطّ منطقة الجزاء، نفّذها راموس، وتصدّى لها ببراعة الحارس الألماني، والذي عجز عن ردّ كرة رأسيّة تلقّاها موراتا من ركلة ركنيّة، وأودعها بارتقاء جميل في شباكه، الإسبان يتقدّمون بهدف في الدقيقة 17، والجميع ينتظر ردّ فعل حقيقي من أبطال مونديال 2014.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أمم أوروبا.. إسبانيا ترفض الهزيمة أمام المانشافت

صدمت ألمانيا المتابعين باستكانتها للهجمات الإسبانية، أصحاب الأرض وجدوا أن فراغات الدفاع ما زالت موجودة، فأرادوا استغلالها بأسرع ما يمكن، فانفرد فيران توريس بالحارس الألماني، لكنّ الأخير أنقذ مرماه ببراعة، ثلاث دقائق بعد ذلك ويستسلم نوير أمام توريس نفسه، حينما ضرب داني أولمو الكرة تجاه المرمى، فردّتها العارضة، لتتهادى الكرة أمام توريس مهاجم مانشستر سيتي، ووضعها قويّة على يمين الحارس.

لاعب آخر من مانشستر سيتي أراد أن يدخل اسمه في سجلّ هدّافي المباراة، رودريغو هيرنانديز ارتقى برأسه لكرة مرفوعة، ووضعها في شباك الحارس المخضرم، لقد تلقّى مرمى نوير ثلاثة أهداف، والشوط الأوّل لم ينته بعد، لكنّ الإسبان تلقّوا ضربة قويّة، تمثّلت بإصابة القائد سيرجيو راموس، فاضطر المدرّب لإخراجه واستبداله بإيريك غارسيا، ربّما يستفيد الألمان من الثغرة التي قد يخلّفها راموس بغيابه في الشوط الثاني، أو هكذا ظنّ البعض، لكنّهم خابوا كثيرًا بعد ذلك.

ردُّ الفعل الذي انتظره الألمان كان معدومًا، وهو ما سيسرّع إقالة المدرّب يواخيم لوف، والذي تسلّم الفريق في عام 2006، حيث غابت الفرص من قبل الفريق الخاسر، وواصلت إسبانيا هجماتها، وأضافت الهدف الرابع عبر فيران توريس، والذي تلقّى كرة عرضيّة من لويس غايا، توريس وضع نفسه نجمًا للمباراة دون منازع، حينما أضاف الهدف الخامس مدوّنًا الهاتريك، شابٌ بعمر الـ20 يسجّل ثلاثة أهداف في مرمى الحارس نوير، لم ينجح أحدٌ في تسجيل هاتريك بمرمى المانشافت منذ عام 2001، حينما فعلها مهاجم إنجلترا سابقًا مايكل أوين.

الفرصة الخطرة الوحيدة لألمانيا أتت قبل نهاية المباراة بـ12 دقيقة، حينما صوّب جنابري كرة قويّة ردّتها العارضة، كان ذلك قبل أن يضيف البديل أوريازابال الهدف السادس لإسبانيا، نصف دزّينة من الأهداف جعلت ألمانيا تتكبّد أقسى خسارة لها منذ 89 عامًا، حينما هُزمت أمام النمسا بستّة أهداف دون رد سنة 1931، كذلك حوّلت احتفال نوير بإنجازه التاريخي كأكثر حارس مثّل المانشافت إلى عزاء، حارس بايرن ميونيخ لم يسبق له أن تلقّى ستّة أهداف في مباراة واحدة، سواء كان ذلك في مسيرته مع المنتخب، أو مشواره مع الأندية، بكلّ الأحوال تأهّلت إسبانيا عن جدارة إلى نصف نهائي دوري أمم أوروبا، وما هي إلا ساعات وستُعلن استقالة أو إقالة المدرّب الألماني يواخيم لوف.

         

اقرأ/ي أيضًا:

فرنسا تطيح بالبرتغال من دوري أمم أوروبا.. وراموس يعطّل مسيرة بلاده في البطولة

دوري أمم أوروبا.. بلجيكا تروّض منتخب الأسود الثلاثة وتطيح به خارج البطولة