12-يناير-2022

(Getty) من افتتاح كأس أمم أفريقيا

تحدّت الكاميرون الجميع، ودافعت عن حقّها في استضافة كأس أمم أفريقيا 2022 في موعدها المحدّد، وقف بجانبها كل من في القارّة السمراء، من اتحادات محلّية ونجوم يلعبون في أوروبا، مؤكدين على رغبتهم في احترام قارّتهم ومواعيد بطولاتها، مهما ازدحمت أجندة الكرة الأوروبية.

حاربت الكاميرون من أجل استضافة كأس أمم أفريقيا في موعدها ونجحت في ذلك، لكنّها خيّبت الآمال بتنظيمها المريع للمسابقة

كسبت الكاميرون التحدّي وأطلقت البطولة في موعدها، كان أمامها تحدّيًا جديدًا يتمثّل بالنجاح في التنظيم، وهو أمر ليس بالهيّن على دول كبرى، حدث قارّي ضخم يستضيف 24 منتخبًا، على المنظّمين احتواء المنتخبات المشاركة بوفودها ومرافقيها وإعلامييها، إضافة إلى الوفود الجماهيرية التي قد تحضر.

كلّ ذلك سيكون كفيلًا بإثبات قدرة القارّة السمراء على استضافة وتنظيم البطولات الكبرى، وقد يسكت بعض الأصوات الأوروبية التي نادت بتأجيل البطولة في وقت سابق، لكنّ ما حدث في بطولة كأس أمم أفريقيا الكاميرون 2022 كان مخزيًا بحقّ الرياضة الأفريقيّة.

قبل بداية البطولة نشر اللاعب التونسي غيلان الشعلالي صورة لزواحف تسرح وتمرح في فندق بمقر بعثة نسور قرطاج بالكاميرون، صوّر بهاتفه الجوال أفعى في حمام الفندق، كذلك سحليّة تمشي في أرضيّته، بعد ذلك بأيام قليلة، تعرّض ثلاثة صحافيين جزائريين لسطو بالسلاح الأبيض في مدينة دوالا الكاميرونيّة، أسفر عن إصابة اثنين منهم بجروح، إثر اعتراضهم من المسلّحين فور خروجهم من الفندق، بغية السيطرة على ممتلكاتهم.

الكوارث التنظيميّة والأمنية التي يتحمّل مسؤوليتها منظّمو المسابقة لم تنحصر خارج نطاق أرضيّة الملعب، فبدا واضحًا سوء أرضيّة بعض الملاعب، وعدم صلاحيّتها لاستضافة أحداث كبرى، ثمّة لاعبون يخوضون غمار الدوريات الكبرى، وأرضيّة كهذه لا تتيح لهم إيصال كرة أرضيّة إلى زملائهم دون أن ارتداد أو ارتفاع بسبب انحناءاتها، كذلك باتوا يخشون السقوط في الأرضيّة بسبب احتماليّة تعرّضهم للإصابة، ما قلّل من احتدام المنافسات الثنائيّة بين اللاعبين في بعض الملاعب.

كذلك حصلت في لقاء الجزائر وسيراليون واقعة غريبة، تمثّلت بعدم صلاحية الكرات للعب كرة القدم، أمور كهذه قد تحدث في أفضل الدوريات الكبرى، حيث يتمّ تبديل كرة ما بسبب كثرة الركل او الاحتكاك وعدم صلاحيتها، لكن أن يحدث ذلك ثلاث مرّات في نصف ساعة فقط، يثبت أن مسألة التنظيم بحد ذاتها بعيدة كلّ البعد عن الحد الأدنى من الواقع الاحترافي.

أكثر الأحداث غرابة في كأس أمم أفريقيا 2022 حدثت في لقاء مالي وتونس مساء الأربعاء، في لقاء شهد شوطه الثاني ثمان حالات تبديل في سبعة أوقات، إضافة إلى ركلتي جزاء وبطاقة حمراء، لم يحتسب حكم اللقاء  الزامبي جاني سيكازوي أي دقيقة إضافيّة، بل أنهى اللقاء قبل نهاية وقته الأصلي بأربعين ثانية تقريبًا، زد على ذلك أنّ الحكم نفسه أنهى المباراة بالدقيقة 85، لكنّه عاد عن قراره، ما يعني أن هنالك مشكلة تقنيّة واضحة، تتعلّق بالتواصل مع مساعديه من جهة، ومسألة تحديد الوقت الحقيقي للمباراة، وقد يكون أحد أسبابها عطل في ساعة يده.

الحكم الزامبي أنهى المباراة بفوز مالي 1-0، وكي يتجنّب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم هذه الفضيحة الكبرى، ودّ لو يُطوى هذا الملف، من خلال استكمال ما تبقّى اللقاء، فبعد أكثر من نصف ساعة على النهاية، اكتشفت اللجنة المنظّمة هذه الفضيحة، وأرادوا لملمتها بإخطار الفريقين ضرورة العودة لاستكمال المباراة، لكنّ ذلك كان متأخّرًا جدًّا.

العديد من لاعبي الفريقين عادوا لغرف الملابس، وبعضهم ذهب للاستحمام، كذلك غادر أكثر الجماهير، واستعدّ الجميع من صحافيين ومدرّبين لمؤتمر صحفي عقب اللقاء، بعد كلّ ذلك أراد المنظّمون حفظ ماء الوجه، فعاد لاعبو منتخب مالي لأرضيّة الملعب، لكنّ التوانسة رفضوا ذلك لأسباب عديدة، أبرزها الحالة البدنيّة للاعبين عقب تمارين التبريد والاسترخاء كالاستحمام بالماء البارد، دخولهم اللقاء بعد ذلك سيؤدي لكوارث عضليّة.

بعثة منتخب مالي عملت ما عليها من وجهة نظرها، دخل لاعبوها أرضيّة الميدان، وتونس هي من رفضت استكمال المباراة، ستعوّل تونس على الخلل الفنّي والتنظيمي الذي أدى لفضيحة كهذه، وسندخل سجالًا طويلًا تطالب فيه تونس إعادة المباراة، وسواء أُعيد اللقاء أم لم يعاد فالنتيجة واحدة، أفريقيا بعيدة كلّ البعد عن أساسيات تنظيم المسابقات الكبرى مع بعض الاستثناءات، وما حدث يمثّل عارًا بحقّ القارّة السمراء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السنغال في المركز الأوّل.. ترتيب الفرق الأغلى بكأس أمم أفريقيا 2022

كأس أمم أفريقيا 2022.. هدف قاتل يمنح المغرب انتصارًا مثيرًا على غانا