أعلنت فصائل المعارضة السورية، اليوم الخميس، سيطرتها على مدينة حماة الاستراتيجية، رابع أكبر مدن البلاد، في تقدم نوعي هو الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حسبما أفاد "تلفزيون سوريا". وأقرت قوات النظام السوري في بيان رسمي بخسارة المدينة، مشيرة إلى أنها قامت بـ"إعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة حفاظًا على أرواح المدنيين".
وأعلنت قوات المعارضة سيطرتها على مواقع حساسة داخل المدينة ومحيطها، بما في ذلك سجن حماة المركزي، حيث أطلقت سراح حوالي 3000 معتقل، ومطار حماة العسكري، وجبل زين العابدين، الذي يُعد أحد أهم معاقل النظام في المنطقة. كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية المشرفة على عملية "ردع العدوان" عن السيطرة على عدة أحياء داخل المدينة، أبرزها حي الأربعين وجسر المزارب، إضافة إلى بلدات استراتيجية كأرزة والشيحة.
فصائل المعارضة السورية أعلنت السيطرة على مدينة حماه وجيش النظام السوري أعلن انسحابه منها و"إعادة انتشاره" خارجها
ووفقًا لمصادر عسكرية تحدثت لموقع "العربي الجديد"، انسحبت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من معظم أحياء المدينة والبلدات المحيطة بها، وسط محاولات روسية لوقف تقدم المعارضة عبر غارات جوية استهدفت مواقع في حي الأربعين وأطراف المدينة.
كما أعلنت المعارضة السورية عن إسقاط طائرة مروحية وإعطاب أخرى فوق مطار حماة العسكري، مؤكدةً استهدافها طائرات كانت تنقل ضباطًا لإجلائهم نحو مطار اسطامو بريف اللاذقية.
وفي أول تعليق على هذا التطور، قال قائد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، أبو محمد الجولاني، إن دخول فصائل المعارضة إلى حماة يمثل "فتحًا لا ثأر فيه"، داعيًا إلى التعامل مع السكان برحمة. وأكد في تسجيل مصور نشر على حساب الرسمي لمعركة "ردع العدوان"، أن هذا التقدم يهدف إلى إنهاء معاناة المدينة المستمرة منذ عقود، مشيرًا إلى مجازر النظام السوري في المدينة عام 1982، خلال حقبة حافظ الأسد وشقيقه رفعت الأسد.
وتزامن تقدم فصائل المعارضة مع معارك عنيفة في محيط جبل زين العابدين وبلدة قمحانة، حيث استهدفت المعارضة مواقع النظام والمليشيات الإيرانية بطائرات مسيّرة من نوع "شاهين"، مما أدى إلى محاصرة عدد من القوات في المنطقة.
القيادي في إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية أحمد دالاني للتلفزيون العربي: عملياتنا العسكرية الدقيقة أدت إلى إضعاف قوات النظام والتأخير في الدخول إلى #حماة هدفها كان إبعاد المدنيين عن الاشتباكات والمعارك #ردع_العدوان #سوريا pic.twitter.com/mpsL5stsHR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 5, 2024
وتمثل سيطرة المعارضة على حماة تطورًا كبيرًا في مسار معركة "ردع العدوان"، بالنظر إلى أهمية المدينة كعقدة استراتيجية تربط بين دمشق وحلب. كما تحمل السيطرة رمزية خاصة، حيث دخلها الرئيس السابق حافظ الأسد بالدبابات عام 1982 لسحق انتفاضة شعبية، واليوم تعود إلى أيدي المعارضة بعد معارك طاحنة، ما يجعل الطريق مفتوحًا بشكل كبير لفتح جبهة جديدة تتمثل في محافظة حمص.