19-سبتمبر-2019

جويدو باجيتا/ إيطاليا

 

ألهثُ لأشرب السراب

أنا أنتم أيها الحمقى

وحده السراب يقذفني نحوكم

من لهاثٍ ورغبةٍ رعناء تكون جسدي خاويًا

كبرت وقرأت داروين

فشعرت إني نمرٌ يحرس غزالةً

داهمتها الولادة

وأخي أسد ترك كل فرائسه

وصار يلوك شجاعته أمام صور لشهداء يافعين

أنا هشاشةُ هذا العالم

أنظر لكم

وأبكي عليّ

أتقيّأ وجوهًا ممسوخةً

بسرقةِ دار أيتام وأراملَ

ومعوقين تشفق عليهم العكازاتُ

ومشردين تلعنُهم المدنُ.

 

أنا فصيلة غريبةٌ

جسدي مستنقعٌ

لأسرار لصوص وقتلة

لأشجارٍ تركت الأعشاش فريسة للريح.

 

أنا مثلكم أيها المسنون العجزة

أرسم دوائرَ على الأخطاء

لتبدوَ مثل بقع حمراء

في جسدِ الأيام

أنتم المنكوبون

المقترفون لمسرات موحشة

المتضورون ألمًا من أقصى العافية

لأترف طاولةٍ في منزل اللهو.

 

المتألقون في العزاء، أنا مثلكم

فشلت مرارًا في تلحين أغنية السعادة،

الشاحبون في الشفاء

الواضحون في أوردة السقم

أشارك أحزانكم الآن

بكل هذا العطش

واتركني وحيدًا ألهث لأشرب السراب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نسخةٌ مصغّرةٌ منكِ في جيبي

الوصول عبر الموت والأسئلة