12-مارس-2017

شيرين نشأت/ إيران

الفستان الأسود 
في الواجهة الأمامية لـMango 
ملّ تكرار النداء
بالأمس مررتُ من أمامه 
ثلاث مرات
في كل مرة كان لا يستجيب لندائه أحد 
كانت خيوطه تسدل رأسها 
بحركة بطيئة 
مستغرقة بالعتب 
والشعور بالخيانة.

عندما مرت الجنازة أمامه 
ابتسم قليلًا
وكان تصرفه بعدها فظًّا
إذ رقع فتحاته 
بألوان زاهية 
متعللًا بالستر 
ولحق بهم إلى المقبرة 
حيّا الجميع وعلى شاهد ضريح امرأة لم تلبس فستانًا كتب: 
الحقيقة الوحيدة لوجودي كانت أنتِ 
شكرًا لمخيلتك 
وغادر. 

في طريق عودته لغرفة الزجاج 
للواجهة القديمة التي نضج فيها 
للفسحة التي راقبه منها المارة 
وراقبهم
بشكل واضح 
كان الظلام على ما يرام 
وكل شيء في مكانه الصحيح 
عداي كنت أقف آخر الدرجات 
لأشاهد طريقته بالحضور 
والمشية التي لم تعد متوازنة 
والخيوط التي دفعت الباب
وانقطعت؛
لم يعد للواجهة فستانًا
كان أكثر منه قبرًا
ومن مضجعه المعتاد لوّح لي 
بيدين تتأرجحان 
وتسقط منهما عظام وجماجم 
هربت مع حارس الأمن 
الذي راهن على فزعي 
يكسب الرجل 
وأخسر أنا والفستان سويًا.

بعد معركة بكت من وقعها النوافذ
جلس فستاني القرفصاء 
يعيد حياكة نفسه باكيًا 
بعد أن انتهى
طواني في محلّه 
ألصقني في سقف الخزانة 
وغادرني للأبد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ولحبك.. كذبت

زهرة تحت ظل السيف