02-مارس-2021

لوحة لـ جيزيلبرت هوك/ التشيك

قرفًا يتمخّضُ

 

ها وحيدًا

في مُوحشٍ من الصحراء

وسْط مدينةٍ،

لا ماء

لا ماء في الماء حتّى

لا أزرق في السّماء

لا غبطة في الثُّريّا،

ها مُستوحشًا:

فدُقّ خصى الليل

في إسْت الصّباح

لعلّ القصائد يأتين مُجنّحاتٍ

بالفراشة صوب رُكْنك في الهشاشة

من لهبٍ - تقتلهُ نفْخةٌ -

يرْفعنهُ

أو يُدْنينهُ

ويُزخْرفن بقية أمْس على جُدُر

الذّكريات الباهتات الآن/

لا فم للكلام

لا نُطْق للأناشيد إلا الصّمْت لو تمّ

لا صمْت غير الموت،

ها صدىً تعلُو:

فارْتفعْ عنقاء من صخبٍ،

دوّمْ حتّى تدُوخ الجبالُ

في وردة الدّهان؛

الأمْرُ خطْوُك

والكسيحُ لا يخْطُو

إنما يعدُو داخل المرآة

خارج الواقعيّ/

ها أنت وهمًا:

فاجْمُدْ، مرّةً، عن السّيولة، في الحقيقيّ

اخْرُجْ إلى صفيحة الماديّ

نُشْ أناك في اليوميّ

وخُضْ وحْل المُحاولة البلاجدوى؛

السُّرى لا إلى هدفٍ

السُّرى لقياس ودْيان العتيم

وحيدًا

في مُوحشٍ من الصحراء؛

والدّائرةُ، أبدًا، دائرةٌ

لا عودًا على بدءٍ

بل بدءٌ

منقطعُ

الصّلةْ -

يا كثير الأمْثلةْ!

 

الصّارخُ في الصّحْراء

 

غارقُون

في حمْض

نحْنُ

من كآبة

المنْظر

والبصرْ/

فقّاعاتُ

آخر الأنفاس

تومئُ صوب

لا أحدٍ

فلا أحدٌ يجيءُ،

إذًا!/

يسيرُ علينا نبيٌّ

ويبهرُ أمّةً

ليغرق مثلنا، أيضًا

لكنْ في سماءٍ

من ثدي عذراءٍ

وخُرافاتٍ خُلّبٍ

تُودي بالمُصدّق،

آخر الأمر، إلينا

في حمْض الكآبة/

نحْنُ المآلُ النّهائيُّ

وأوّلُ الغائيّ،

لدينا من الحيتان جمٌّ،

وأغنيةٌ ثنائيّةُ المطْلع

من قصيدٍ لانهائيّ الختام/

هلُمُّوا إلينا، جميعًا

بسائر الأجناس؛

الأصيل البارد،

والمُتكلّف البارع،

واللامُنتمي الجامع

الإثنين في آنٍ معًا،

كجمْعنا، في الحمْض هذا،

الحتْمُ الجليديُّ/

هلُمّوا، ثمّ مُتّسعٌ

أنا هـٰهُناك منتظرٌ

ولن تضلُّوا معي؛

قلبي رؤوفٌ

ويعزفُ الخفقات

بكافّة الرّغبات،

يدي بيضاءُ

دُون وضُوءٍ،

وُخُطوتي ثبْتٌ راسخٌ

في تصانيف الدُّروب؛

هلمُّوا: أنا ربُّكمُ الأدنى،

لا حوريّةٌ عندي

وما لي حواريُّون

لكنّي أدُلُّكُمُو على أمّ المصائر كلّها

بفمٍ أشْعويٍّ قاطعٍ: تعالوا باكرًا،

بعد غدٍ، لرُبتما، سيمتلئُ المكانُ

برُمّته ولنْ تجدُوا سمّ الخياط، يومئذٍ،

لتدخلُوهُ إلينا هُنا

في الأزْرق الكُحليّ الكظيم

هُنا: في فراديس الكآبةْ!

 

موجز الحالات

 

مللتُ الجميع

لم يعُدْ أحدٌ يثيرُ فيّ ولو فقّاعةً، حتّى

أين الألى فجّروا فيّ البراكين؟

والرّاكزو رايات العواصف وسْط روحي متى رحلُوا؟

أم جديرٌ بي سؤالُ الذّات: أين أنا ؟

متى رحلتُ مع الموتى، دون جنازةٍ ولا قبْرٍ؟

منذُ متى استُبْدل الخفقانُ بهجْع الهزيع الأخير؟

كيف أتْقنتُ لغة الثّلْج

وترْجمْتُ إليها قصائد النّيران؟

كيف ما عدتُ قادرًا على استرسالي في الكلام، قائلًا:

السؤالاتُ جميعُها صارتْ لديّ مملّةٌ،

مللتُ الجميع

الكُلّ،

الشّحيح والفائض،

المُلوّن والرّماديّ،

الخرائيّ وضدّهُ المائيّ،

مللتُ نفسي،

بل..

ومن مللي مللتُ!

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أدرك أن في صوته ما يؤكدُ النهاية

أنا ومالك والكأس الألف

دلالات: