25-نوفمبر-2021

فروغ فرخ زاد والمختارات الشعرية

ألترا صوت – فريق التحرير

ماتت بحادث سير في عمر الثانية والثلاثين، ورغم مرور عقود على رحيلها لا تزال فروغ فرخ زاد (1934 - 1967) راسخة في الشعر الفارسي المعاصر.

في بداياتها كانت فرخ زاد رومانسية التوجه، لكنها سرعان ما بدأت في التمرد على الأعراف الاجتماعية، معلنة ولادتها من جديد كامرأة تمتلك ومام نفسها، تقدم معاني لم يألفها الشعر من خلال استلهام صور خاصة من الأشياء الصغيرة.

اخترنا هذه القصيدة من كتاب "عمدني بنبيذ الأمواج" الذي تضمن مختارات من كتابات فرخ زاد، بترجمة وإعداد كل من ناطق عزيز وأحمد عبد الحسين. وجاء في مقدمة الكتاب: "شعر فروغ فرخ زاد بسيط. بساطته أول ما ينكشف منه. لكنها البساطة الموحية الملغزة التي ينبئ حضورها عمّا تتستر عليه من عمق والتباس، كأنما التدوين الشعري يتخذ هنا في هذه القصائد وظيفة الدلالة على ما لم يدوّن بعد.. فما يراد أن يقال على الحقيقة يتأخر دائماً عن الكلام. ولن يتبدّى بعد ذلك سوى الصمت".

تحكي القصيدة عن عزلة كبرى تعيشها الشاعرة في الليل، حيث لا أحد إلى جوارها، حين يتحول المشهد الطبيعي بظلامه وغيومه وريحه إلى مشهد عزاء عملاق.

أصدرت خلال حياتها القصيرة خمس مجموعات شعرية: "الأسيرة" (1952)، "الجدار" (1957)، "تمرّد" (1959)، "ميلاد آخر" (1962) وتوفّيت قبل الانتهاء من مجموعتها الأخيرة "فلنؤمن بحلول الفصل البارد". كما أن لها تجارب في المسرح والسينما.


في ليلي الصغير، يا للحسرة‏

للريح ميعاد مع ورقة الشجر، ‏

في ليلي الصغير، ‏

القلق يتهشم.‏

اسمعْ،‏

هل تسمع هبوب الظلام؟‏

أنا، يا للغرابة، انظر إلى هذه السعادة.‏

أنا مدمنة يأسي.‏

اسمع،‏

هل تسمع هبوب الظلام؟‏

الآن، في الليل، شيء ما يحدث‏

القمر أحمر ومرتبك‏

وعلى هذا السطح الذي كل لحظة فيه‏

هي خوف من التحطم، ‏

الغيوم، كأنها حشود المعزين، ‏

تنتظر لحظة هطول المطر.‏

لحظة‏

وبعدها لا شيء.‏

وراء تلك النافذة يرتجف الليل‏

والأرض تكف عن الدوران.‏

وراء تلك النافذة شيء ما غامض:‏

قلق لي ولك.‏

يا من كله أخضر‏

يداك اللتان مثل ذكرى ملتهبة‏

ضعهما بين يدي العاشقتين، ‏

وشفتاك‏

كأنهما إحساس دافئ بالوجود‏

ضعهما برفق على شفتي العاشقتين.‏

ستأخذنا الريح معها‏

ستأخذنا الريح. ‏

 

اقرأ/ي أيضًا:

غسان زقطان: الخروج من دمشق الشام إلى "أين"

سهراب سبهري: في روضة الورد