11-يوليو-2018

ساهم نغولو كانتي بشكل كبير في تماسك الدفاع الفرنسي أمام بلجيكا (Getty)

حجزت فرنسا مكاناً لها في المباراة النهائيّة لكأس العالم 2018، والتي ستقام في ملعب لوزنيكي بالعاصمة الروسية موسكو، في الخامس عشر من تموز/يوليو الجاري، بعد فوزها المثير على بلجيكا في الدور نصف النهائي بهدف وحيد، فيما ودّعت البطولة فريقًا أمتع المتابعين ببريق نجومه، والذين عزفوا أجمل ألحان كرة القدم في هذا المونديال، فخرج لاعبو بلجيكا من اللقاء ودموع الخيبة امتزجت مع شعور الفخر بإنجازهم التاريخي الذي حقّقوه، ولم يبق لهم سوى المنافسة على المركز الثالث.

بخروج الفريق البلجيكيّ من المنافسة، تودّع البطولة فريقًا عزف لاعبوه أجمل ألحان كرة القدم في هذا المونديال

أرادت بلجيكا قبل هذا اللقاء أن تكمل مشوارها الرائع في البطولة، وتصل للمباراة النهائيّة للمرّة الأولى في تاريخها، وأكّد على شرعيّة طموحها أنّها أطاحت بالمنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي، علمًا أنّ فريق السامبا بنجومه كان أحد أبرز المرشّحين لنيل اللقب، وقبل ذلك في دور الستة عشر تعذّب البلجيكيّون أمام اليابان، لكنّهم سجّلوا عودة تاريخيّة تجلّت بقلب خسارتهم 0-2، إلى فوز في لحظات المباراة الأخيرة 3-2، وبالتالي كانت بلجيكا قبل مباراة فرنسا الوحيدة التي فازت في كلّ مبارياتها بالمونديال.

اقرأ/ي أيضًا: بلجيكا تغتال حلم البرازيل بالمونديال.. السيلساو ضد نفسه!

كذلك لم تخيّب فرنسا عشّاقها طيلة مراحل المونديال، فهي كانت أبرز المرشّحين لنيل اللقب، كيف لا وهي وصيفة آخر بطولة كبرى، عندما وصلت لنهائي يورو 2016، ورغم توتّر العلاقة بين المدرّب ديشامب والصحافة الفرنسية كثيرة النقد، بسبب خياراته في تشكيلة الديوك النهائية التي ستشارك في روسيا، عندما استبعد كريم بنزيما ووسام بن يدر من مخطّطاته، إلّا أنّه أثبت مع توالي المباريات، أنه لم يختر سوى من يناسب فلسفته، فراهن على الأخيرة وآمن بها، ولم تخيّب ظنّه حتّى الآن.

لم يخسر لاعبو ديشامب أية مباراة في هذا المونديال، ورغم الأداء الذي وصفته الصحافة الفرنسيّة بالباهت، والذي يبتعد عن روح الفريق تاريخيًّا، حسب تعبيرها، إلّا أن الواقعية التي انتهجها ديشامب آتت أُكلها، ففاز الفريق بكلّ مبارياته في البطولة حتّى الآن باستثناء آخر مواجهاته في دور المجموعات عندما تعادل مع الدانمارك، قبل أن يحقّق انتصارًا كرنفاليًّا على الأرجنتين 4-3 في دور الستة عشر، ويقصي الأوروغواي في دور الثمانية بواقع هدفين دون رد.

كلّ ما سبق جعل التنبّؤ بهويّة المنتصر بين البلدين الجارين من ضرب المستحيل، ومع بداية اللقاء استطاعت بلجيكا أن تستحوذ على الميدان، وشكّل لاعبوها ضغطًا هائلًا على دفاعات الفرنسيين، الذين أبدع بحماية مرماهم الحارس هوغو لوريس، أمامه فاران وصامويل أومتيتي، ورغم عزل صاحب الأهداف المونديالية الأربعة روميلو لوكاكو التام عن زملائه، كاد زميله هازارد أن يفتتح النتيجة من تسديدة رائعة، لكنّ المدافع الفرنسي رافائيل فاران أنقذ المرمى وحوّل الكرة القويّة إلى ركنيّة، قبل أن يتألّق الحارس لوريس بإبعاد تسديدة توبي ألدرفيريلد إلى ركنيّة أيضًا، وبعكس مجريات اللقاء سنحت لفرنسا فرصة افتتاح أهداف اللقاء، عندما انفرد بافارد بالحارس كورتوا، لكنّ الأخير أنقذ شباكه عندما حوّل الكرة بقدمه لركلة ركنيّة.

اقرأ/ي أيضًا: فرنسا تطرد الأرجنتين من كأس العالم.. ونجوم التانغو في طريقهم للاعتزال

بدأ الشوط الثاني بذات النسق الذي سارت عليه المباراة في شوطها الأوّل، سيطرة بلجيكيّة نسبية، وتحفّظ فرنسي بانتظار ارتكاب خطأ من زملاء دي بروين، وفي الدقيقة السادسة من عمر الشوط الثاني ارتقى نجم اللقاء أومتيتي لكرة مرفوعة من ركلة ركنيّة نفّذها جريزمان، وسدّد برأسه كرة اخترقت الحارس المتألّق كورتوا، مانحًا فريقه هدف التقدّم، وبعد هذا الهدف بان الديوك على حقيقتهم..

أصبحت فرنسا أكثر فريق يصل للمباراة النهائية في البطولات الست الأخيرة

المدرّب ديديه ديشامب يملك لاعبًا اسمه نغولو كانتي، وهذا اللاعب يستطيع أن يقمع تحرّكات إيدين هازارد وكيفن دي بروين إذا أنه لم يكن في يومه، وهو ما حدث بالفعل، فبمساندة من بول بوغبا ذهبت فاعليّة خط الوسط البلجيكي، ومع اندفاع الفريق الخاسر أصبحت المساحات الخلفية سالكة للفرنسيين، فكيف يحدث ذلك أمام فريق متميّز بالهجمات المرتدّة الخطيرة عبر مثلّث الرعب، والمتكوّن من مبابي وجريزمان وجيرو

مع مرور الوقت أهدرت فرنسا عبر مرتدّاتها الخطيرة أكثر من هدف بسبب تألّق الحارس كورتوا، كذلك بدا على الفرنسيين إيمانهم الشديد أن البلجيكيين لن يعدّلوا النتيجة، فكانت غايتهم الكبرى عدم وصول الكرة إلى منتصف ملعبهم لا أن يضاعفوا النتيجة، وهو ما حدث، فلم تتغيّر نتيجة اللقاء، وأصبحت فرنسا أكثر فريق يصل لنهائي كأس العالم في البطولات الثمان الأخيرة، إذ وصلت للمباراة النهائيّة  3 مرّات في بطولات 1998، و 2006، وأخيرًا 2018، فهل يفعلها الديوك أم سيكون للفريق الفائز من مواجهة كرواتيا وإنجلترا كلام آخر؟

اقرأ/ي أيضًا:

إنجلترا خارج خطوطها الخلفية في المونديال.. وكرواتيا تطيح بأصحاب الأرض

بعد خلاصها من لعنة ركلات الترجيح.. قدم إنجلترا في نهائي كأس العالم