13-سبتمبر-2020

سفينة التنقيب التركية يافوز، المقرر أن تبدأ التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير 

أعلنت اليونان عن إبرامها صفقات شراء أسلحة مع فرنسا، وذلك في ظل ترجيحات بأن الأزمة اليونانية – التركية في شرق البحر المتوسط تتجه للمزيد من التصعيد، على خلفية إرسال أنقرة سفينة أبحاث يرافقها أسطول صغير لإجراء عمليات استكشاف في مياه تعتبرها أثينا تابعة لها، وسط مخاوف من نشوب نزاع بين الدولتين المشاركتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

أعلنت اليونان عن إبرامها صفقات شراء أسلحة مع فرنسا، وذلك في ظل ترجيحات بأن الأزمة اليونانية – التركية في شرق البحر المتوسط تتجه للمزيد من التصعيد

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في كلمة في مدينة سالونيك الشمالية، إنه قد "آن أوان تعزيز قدرات القوات المسلحة"، مشددًا على أن هذه "المبادرات تشكل برنامجًا قويًا سوف يتحول إلى درع وطني"، وأضاف بأن من بين الأسلحة التي ستحصل عليها أثينا 18 مقاتلة فرنسية من طراز رافال، وأربع فرقاطات متعددة المهام وأربع طائرات مروحية.

اقرأ/ي أيضًا: ملف شرق المتوسط.. تعقيدات تزيد من احتمالات التصعيد

وأوضح ميتسوتاكيس في حديثه مشيرًا إلى أن بلاده ستعمل على جعل 15 ألف جندي يتطوعون، وضخ المزيد من التمويل في قطاع صناعة الاسلحة الوطنية والدفاع ضد الهجمات السيبيرية، فضلًا عن تأمين أسلحة جديدة مضادة للدبابات و"طوربيدات" بحرية وصواريخ جوية، لافتًا إلى أن برنامج التسلح الذي وضعته الحكومة، ويتضمن تحديث أربع فرقاطات أخرى موجودة، مصمم أيضًا لخلق آلاف الوظائف.

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني بعد أقل من يومين على انتهاء قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي المتوسطية، والتي حذر خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من فرض عقوبات أوروبية على أنقرة إذا لم توقف سياسة "المواجهة" في شرق المتوسط، قبل أن يستدرك بأن الدول المجتمعة ترغب بـ"الحوار بنية حسنة" مع أنقرة، لكنه أضاف معتبرًا أن أنقرة "لم تعد شريكًا في المنطقة".

وفيما شدد البيان الختامي للقمة على دعوته "كافة الأطراف لحل المشاكل عبر الحوار والنقاش"، فقد أشار كذلك إلى أنه "في حال عدم إحراز تركيا أي تقدم في مسار الحوار، وعدم إنهائها أنشطتها أحادية الأجانب، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لإعداد قائمة إجراءات تقييدية إضافية، وعرضها على جدول أعمال القمة الأوروبية المزمعة يومي 24-25 أيلول/سبتمبر الجاري".

ووصفت وزارة الخارجية التركية العبارات التحذيرية الواردة في البيان بأنها "منحازة ومنفصمة عن الواقع، وتفتقر للسند القانوني"، وأضافت على لسان المتحدث باسمها حامي أقصوي مطالبة بضرورة تخلي الاتحاد الأوروبي عن مواقفه المنحازة والداعمة لليونان وقبرص اليونانية"بشكل أعمى بذريعة التضامن مع أعضاء الاتحاد، بما يتنافى مع معاييره والقانون الدولي".

إلى ذلك، كانت أنقرة قد أعلنت عن إجرائها مناورات عسكرية بالذخيرة الحية قبالة سواحل قبرص يوم السبت، فيما يبدو أنها جاءت ردًا على البيان الختامي لدول الأورومتوسطي، وأعلنت أنقرة عن المناورات في رسالة أرسلت عبر نظام التلكس الملاحي البحري الدولي (نافتكس)، يفيد مضمونها بأنه سيكون هناك تدريبات ما بين يومي السبت – الاثنين على إطلاق النار قبالة ساحل صدر أعظم كوي في قبرص التركية.

بينما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مطلع الشهر الجاري رفعها جزئيًا حظر شراء معدات عسكرية على قبرص اليونانية خلال العام 2021، وتضمن القرار"رفع القيود على تصدير وإعادة تصدير وإعادة نقل مواد دفاعية غير قاتلة وخدمات دفاعية"، وذلك بعد حصول القرار على موافقة غالبية نواب الكونغرس الذين صوتوا في هذا الاتجاه نهاية العام الماضي.

وردت الخارجية التركية على قرار واشنطن محذرةً من أنه في حال لم تتراجع عن قرارها فإنها ستقوم باتخاذ خطوات مماثلة، في إشارة لتقديم العتاد العسكري لقبرص التركية، مشددةً على أنه "في حال عدم قيامها بذلك، ستقوم تركيا بصفتها دولة ضامنة، وبشكل يتوافق مع مسؤولياتها القانونية والتاريخية، باتخاذ الخطوات اللازمة المماثلة من أجل ضمان أمن شعب (شمال جزيرة) قبرص التركية".

اقرأ/ي أيضًا: أزمة شرق المتوسط تدفع الاتحاد الأوروبي للتهديد بفرض عقوبات على أنقرة

في غضون ذلك جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تأكيد أنقرة على رغبتها الدخول في مفاوضات غير مشروطة مع أثينا، مشيرًا إلى أنه "إذا كانت اليونان محقة في أطروحاتها وتعتقد أنها تتماشى مع القانون الدولي، فلتتفضل إلى طاولة المفاوضات وتشرح بالاعتماد على الخرائط والأمثلة، وسنضع أيضا أطروحتنا على الطاولة"، لافتًا إلى أنه "في حال أصرت اليونان على وضع شروط مسبقة، فإن تركيا ستضع شروطها أيضًا، ويجب على الجميع الالتزام بها، لنتمكن من التفاوض في النقاط المختلف عليها".

جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تأكيد أنقرة على رغبتها الدخول في مفاوضات غير مشروطة مع أثينا

وقد يؤدي تصاعد الخلاف بين أثينا وأنقرة في نهاية الأمر إلى مواجهة عسكرية بين الطرفين، حسب ما تتخوف تقارير، بعدما أعلنت أنقرة قرار تنفيذ عمليات التنقيب عن النفط والغاز داخل المياه الإقليمية لقبرص اليونانية وفقًا لما تقول أثنيا، وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في تقرير نشر عام 2010 احتمال وجود ما يقارب 122 تريليون متر مكعب من مصادر الغاز غير المكتشفة في حوض شرق المتوسط قبالة سواحل سوريا ولبنان وإسرائيل وغزة وقبرص، بالإضافة إلى ما يقارب 107 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج.