24-مايو-2017

لقطة من فيلم Life of Brian

في البداية، وقبل الكلام عن أي شيء يخص فرقة Monty Python، يجب أن تتأكد أن أفلام الكوميديا انتهت منذ زمن بعيد، تقريبًا مع أواخر التسعينات. وأن ما تشاهده اليوم ويُسمى "أفلام كوميديا" ما هي إلا أفلام سخيفة أقصى أمانيها أن تجعلك تبتسم ابتسامة خفيفة عابرة وأن تحقق الكثير من المال.

الكوميديا الجيدة تجعلك تضحك بصوت عالٍ حتى إذا كررت مشاهدة المشهد، هذه الكوميديا قليلة للأسف، وفعالة جدًا مهما مر عليها أعوام

الكوميديا الجيدة، الجيدة فعلًا، التي تجعلك تضحك بصوت عالٍ حتى إذا كررت مشاهدة النكتة أو المشهد، هذه الكوميديا قليلة للأسف، لكنها لحسن الحظ فعالة جدًا مهما مر عليها من أعوام.

شاهد مثلًا أي فيلم لوودي آلن –مع استثناء دراماه البيرغمانية– تأمل مثلًا طريقته في تقديم النكتة أو "الإفيه"، ستجد أن معظم الناس تبروز النكتة بشكل ما، غالبًا تقولها منفردة دون حوار مصاحب بطريقة بلهاء إلى حد ما. بينما وودي آلن يقدم لك النكتة في وسط الكلام، دون أن تشعر أو تنتظر، يقدم لك النكتة في المواقف الكوميدية والجادة، وفي الغالب يقدمها لك بنبرة صوت جادة جدًا.

فرقة "مونتي بايثون" هي فرقة بريطانية، وذلك في حد ذاته نكتة! فكيف استطاع الإنجليز المشهورون بثقل دمهم في تقديم كوميديا عبقرية؟

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Django" وانتصار الموسيقى على التهميش

ظهرت فرقة "مونتي بايثون" أول مرة في عام 1969 ببرنامج "سيرك مونتي بايثون الطائر" وهو برنامج كوميدي هزلي والكثير يعتبره أفضل أعمال الفرقة. بعد البرنامج قدمت الفرقة عدة أفلام، نذكر منها هنا Monty Python and the Holy Grail 1975 وMonty Python's Life of Brian 1979 إحدى أفضل أفلام الكوميديا التي شاهدتها في حياتي. إذن ما الذي يجعل هذه الفرقة حقًا عظيمة؟

بداية مع الأفكار. فالفيلم الأول يحكي عن ملك إنجلترا وأتباعه الذين كلفهم الإله بالبحث عن الكأس المقدسة، فتنطلق الفرقة في مسارات مختلفة، الفيلم الأول ما هو إلا سكتشات متصلة ببعضها دون أن تدرك هذه الخدعة.

فرقة "مونتي بايثون" هي فرقة بريطانية، وذلك في حد ذاته نكتة! فكيف استطاع الإنجليز المشهورون بثقل دمهم في تقديم كوميديا عبقرية؟

بجانب ذلك ستدرك من الوهلة الأولى أن ميزانية الفيلم –وميزانية كل شيء يخص الفرقة عمومًا- تكاد تكون معدومة، فمثلًا لأن المال لم يكف تأجير أحصنة حقيقية، قامت الفرقة باختراع طريقة هزلية لتعويض ذلك أصبحت مشهورة جدًا بعد ذلك، ستجد مثلًا أن المشاهد القتالية هزلية تمامًا، الناس تموت دون أن تُطعن حتى، الدماء مزيفة جدًا وواضحة، بجانب ذلك ستجد أن كل واحد من الفرقة يقوم بعدة شخصيات في الفيلم بمكياج بسيط وكأنهم مجموعة من الحمقى.

فيلموغرافي الفرقة هو أفضل مثال على أن البهرجة والميزانية الضخمة لا تصنع بالضرورة فيلمًا عظيمًا، وأن الكوميديا في حد ذاتها شيء بسيط لا يتطلب مجهودًا كبيرًا.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم الفتاة الدنماركية "The Danish Girl" وسؤال: هل تعيش ذاتك؟

إعادة نظر: Les Petits Chats.. الحنين لماضٍ ليس لنا