25-سبتمبر-2018

جانب من الحفل (التراصوت)

ألترا صوت- فريق التحرير

في منزل مصريّ فيه غرفةٌ ملأى بالآلات الموسيقية، الشرقيّة والغربيّة، نشأ العازف والمؤلّف الموسيقيّ بسام عبد الستّار (1980).

تُجسّد تلك الغرفة السحرية سيرة عائلة أسّسها أبٌ كان منشدًا للابتهالات الدينية في "دار الأوبرا المصرية". حاول أن يعوّض عجزه عن العزف باقتناء الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها وجمعها في تلك الغرفة، ليُفتتَن بها أولاده فيما بعد، ويختار كلٌّ منهم الآلة التي شعر بأنّها له. هكذا اختار بسام القانون، لكنه لم يكتف بذلك بل اختار أيضًا أن يدرسه في "معهد الموسيقى العربية" في القاهرة، وحين أتمّ الدراسة رافق بآلته كبار نجوم الغناء في العالم العربي.

أعطى بسام للقانون حياته كلّها، فلطالما هرب من دروسه حين كان طالبًا لأجل العزف عليه. "كأنَّ القانونَ كتابي المفضّل" ويضيف: "يجب أن أمسك به دائمًا، يجب ألا يمرّ يومٌ دون أن أقول له مرحبًا".

[[{"fid":"103044","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"حفل بسام عبد الستار","field_file_image_title_text[und][0][value]":"حفل بسام عبد الستار"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"حفل بسام عبد الستار","field_file_image_title_text[und][0][value]":"حفل بسام عبد الستار"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"حفل بسام عبد الستار","title":"حفل بسام عبد الستار","height":326,"width":288,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

أدرك عبد الستار أنّ القانون أكثر من آلة واحدة لأنها قادرة على إعطاء الأصوات كلها، ولأنها قابلة لاستيعاب أيّ صوت في العالم أيضًا، ومن هذا الاكتشاف راح يقدّم على آلته، في تجواله بين المهرجانات، الجاز والموسيقى الكلاسيكية، والمعزوفات الشرقية بالطبع.

حضر بسّام عبد الستار، في "بيير بوليز سال" في برلين، ضمن فعاليات "أيام الموسيقى العربية"، مع خمسة من طلابه الذين أشرف على تخرجهم من "بيت العود – قسم القانون"، وقد قام بتعليم زملائه في الحفلة منذ كانوا أطفالًا وهم: هناء بوخريص، وليلى ومريم عبد الباقي، وياسمينة منصور، وأحمد الشيخ.

استخرج الأستاذ رفقة طلابه، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 – 16 سنة، من قوانينهم كلَّ شيءٍ، عبر مقطوعات شرقية وغربية، جعلت الأوتار تطلق إيقاعاتٍ، كما قدموا عزفًا بالأصابع العشرة وفق وصفة سلم البيانو، فبسام الذي يرى أن القانون أصل البيانو يقول: "لو فتحنا البيانو سوف نجد في داخله قانونًا".

قدّم كلّ من العازفين إنفرادًا، وفي واحدٍ من الإنفرادات عزفت اليدان شيئين مختلفين، فبينما تعزف اليد اليمنى اللحن ستمدُّه اليد اليسرى بما يحتاج إليه من الإيقاعات. ما أظهر بدوره للمستمعين المساحات التي يمكن للقانون غزوها بألفة سلسة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"فهرس" رنا التونسي.. ترويض شعري على بحر الخوف

رسالة إلى السيد عين: الاسكندرية والخريف