23-يناير-2022

فرص محدودة أمام مفاوضات فيينا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة، نبه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أنه لا توجد سوى فرصة محدودة لإنجاح المحادثات التي تستهدف إحياء الاتفاق النووي، وحث روسيا على استخدام نفوذها الذي تتمتع به وعلاقتها مع الإيرانيين في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل إلى اتفاق، قائلًا أمام الصحفيين إن "الاتفاق مثال للتعاون الممكن بين الولايات المتحدة وروسيا في القضايا الأمنية".

خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة، نبه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أنه لا توجد سوى فرصة محدودة لإنجاح المحادثات التي تستهدف إحياء الاتفاق النووي

الوزير الأمريكي حذر من أن التحديثات النووية التي تجريها طهران ستحبط أي عودة إلى الاتفاق، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة، وأشار إلى أن المحادثات مع إيران حول العودة الثنائية إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة وصلت إلى لحظة حاسمة، قائلًا: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن التحديثات النووية الإيرانية المستمرة ستجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، وأضاف "في الوقت الحالي لا تزال هناك فرصة، هي فرصة محدودة للوصول بالمحادثات إلى نهاية ناجحة وإنهاء بواعث القلق الماثلة لدى جميع الأطراف".


شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار


إلى ذلك نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي قوله إن المحادثات "تسير على المسار الصحيح"، مشيرًا إلى تقدم محدود في عدد من القضايا، وأن الجانبين قد يتوصلان إلى اتفاق قبل فوات الأوان، لكن الدبلوماسي الأوروبي الذي لم یتم الكشف عن اسمه عبر عن قلقه من تباطؤ المحادثات قائلًا "إنه خطأ كبير ألا نتمكن من التوصل إلى اتفاق بسبب التوقيت".

هذا واتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك  إيران بتقويض المفاوضات حول برنامجها النووي، وقالت الوزيرة الألمانية خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الأمريكي في برلين إن "الوقت ينفد على نحو خاص لأن إيران تعمل للأسف بالتزامن مع المحادثات على تشغيل دوامة التصعيد النووي". ولفتت بيربوك إلى أن إيران وصلت في تخصيب اليورانيوم إلى 60% وهى نسبة غير مسبوقة لدولة لا تملك أسلحة نووية، لكنها استدركت بالقول إن "الهدف لا يزال يتمثل في الحفاظ على الاتفاق النووي، ووقف تخصيب اليورانيوم، والمفاوضات في فيينا لم تدخل في مرحلة حاسمة، بل دخلت في المرحلة الحاسمة".

من جانبه أعرب بلينكن عن اعتقاده بأن المحادثات في الأسابيع الماضية حققت بعض التقدم المتواضع، لكن لم تصل بعد إلى حيث يجب أن تكون عليه. وحذر الوزير الأمريكي من أن غياب تقدم قريب يحتم علينا سلوك نهج آخر، مشيرًا إلى مناقشة ذلك في اجتماع رباعي لوزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا في برلين، وقال "بحثنا معًا الخطوات التي سنتخذها إذا رفضت إيران الالتزام بالاتفاق النووي مقابل شروط مقبولة منا جميعًا".

في سياق متصل أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أكدا خلالها على تصميم بلديهما على مواصلة المفاوضات، بهدف إحياء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي الأصلي دون أي إضافات أو إقصاءات.

وكانت قد تواردت في الأيام الأخيرة تقارير عن اقتراح روسي حول احتمال إبرام "اتفاق مؤقت" في فيينا. فقد قالت شبكة "أن بي سي" الأمريكية إن روسيا ناقشت اتفاقًا مؤقتًا محتملًا مع إيران خلال الأسابيع الماضية في إطار محاولة إحياء الاتفاق النووي. ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف عن أسمائهم أن الاتفاقية المؤقتة تضمنت تخفيفًا محدودًا للعقوبات مقابل إعادة فرض بعض القيود على برنامج طهران النووي، وأوضحت تلك المصادر بحسب الشبكة أن الولايات المتحدة على علم بالمقترح الروسي لإيران، إلا أنها لم تشارك في الجهود الروسية والتي  تأتي مع تزايد القلق داخل إدارة بايدن من أن الوقت ينفد في المفاوضات بين طهران والقوى العالمية. فقد أشار التقرير إلى أن إيران أقرب من أي وقت مضى لتحقيق القدرة على تصنيع أسلحة نووية.

أعرب بلينكن عن اعتقاده بأن المحادثات في الأسابيع الماضية حققت بعض التقدم المتواضع، لكن لم نصل بعد إلى حيث يجب أن تكون عليه

وبحسب "إن بي سي" فقد رفضت ايران الاقتراح الذي قدمته روسيا، وقالت إن البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة أكدت أن إيران لا تريد اتفاقًا مؤقتًا، وامتنعت عن مناقشة تفاصيل الاقتراح الروسي. وما يؤكد تلك الأنباء ما صرح به رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وحيد جلال زاده لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية حين قال إن "اتفاقًا كهذا ليس اتفاقًا مثاليًا لإيران"، وإن استراتيجية بلاده هي التوصل إلى "اتفاق دائم لإلغاء العقوبات بشكل فعال".