09-نوفمبر-2016

كافكا في عمل فني لـ جون دايس

كتب كريستوفر هوتون، المحرر الثقافي لـ"ذي إندبندنت"، هذه المقالة بمناسبة قيام الطبيب الإيطالي أنطونيو بيرسكانتي، بمعاونة أليشيا كاروللي، بنشر دراسة، في مجلة ذي لانست نيورولوجي، حول حياة كافكا وأثر عاداته في النوم على أعماله الأدبية. ولدى بيرسكانتي اهتمام بتاريخ الطب وتحليل الفن من خلال عدسة المرض.


لا أعرف إن كان مرجع ذلك حرجنا أو، ببساطة، كوننا لا نعرف طريقة لشرح الأمر، لكن لم يؤطَّر كثيرًا الشعور بأنك على وشك أن تغفو كإحساس بـ "الانجراف" بقدر ما هو عملية تفكير مجرد. بينما أنت مستلق هناك، ستصبح، فجأةً، على علم بتلك العملية الإدراكية الغريبة التي كانت لديك، التي هي نمط من حلم ما قبل النوم. بالنسبة إلى كثيرين منا، سيكون قُرب اللحظة التي نعانق فيها النوم مبعَث راحة واطمئنان، لكنه بالنسبة إلى فرانز كافكا، كان مصدر إلهام للكتابة.

فرانز كافكا: كانت قوة أحلامي تسطع على سهري حتى قبل أن أغفو

اقرأ/ي أيضًا: الفكرة التي صنعت كافكا

في يومياته، كتب: "... مجددًا، كانت قوة أحلامي تسطع على سهري حتى قبل أن أغفو، بما لم يسمح لي بالنوم".

لقد درس الطبيب الإيطالي أنطونيو بيرسكانتي أرق كافكا وتأثيره على عمله، وشارك بعض النتائج التي توصل إليها مع موقع "ريسيرش غيت" هذا الأسبوع. في تعليقه على مقطع كافكا المذكور، يخلص: "يبدو هذا كوصف واضح لهلوسة تأتي في مقتبل النوم، هلوسة بصرية حية تُختبر فقط قبل بداية النوم".

بالطبع، مثَّل النوم ونقصه موضوعًا مركزيًا في أشهر أعمال كافكا، الانمساخ، حيث لعب بعقل بطل الرواية، غريغور. ويبدو أن هناك جرعة قوية من سيرة المؤلف الذاتية تلعب دورها في الرواية.

"أكد كافكا نفسه أن الكتابة، في حالة الحرمان من النوم، توفر فرصة الوصول إلى أفكار يتعذر الوصول إليها في حالة مغايرة"، أوضح بيرسكانتي، وقال عن التجربة: "... كيف أن كل شيء قابل للقَول بسهولة كما لو أن نارًا عظيمة قد أعدت لكل هذه الأشياء، حيث تظهر أغرب الأفكار وتعاود الاختفاء". 

وبخصوص دوره في العملية، لاحظ: "كل ما في حيازتي قوى معينة، على عمق لا يمكن الوصول إليه تقريبًا في الظروف العادية، تشكِّل نفسها في الأدب".

إن الشعور، على نحو أو آخر، بحالة إبداعية ومقدرة على التفيكر بشكل أكثر نشاطًا، في منتصف الليل، مما هو عليه الأمر في الصباح، من الأشياء التي أنا متأكد أن الكثير منا على وعي بها، بيد أن الفرص الإبداعية للأرق لا تنفي الخسائر العقلية الناجمة عنه. ذات مرة، أشار كافكا إلى النوم على أنه "أكثر المخلوقات براءة، بينما الرجل الأرِق هو الأشد ذنبًا".

اقرأ/ي أيضًا:

ديفيد فوستر والاس.. مريض بما يكفي من الشك

تواطؤ الكاتب مع الموت