02-سبتمبر-2020

غلاف الكتاب

الترا صوت – فريق التحرير

صدر حديثًا للسينمائي والروائي الفلسطيني المقيم في السويد فجر يعقوب كتاب جديد بعنوان "ساعات الكسل.. يوميات اللجوء" عن دار كنعان للطباعة والنشر والتوزيع.

يحكي كتاب "ساعات الكسل.. يوميات اللجوء" تجربة السينمائي والكاتب فجر يعقوب في ركوب زوارق الموت

تحكي اليوميات، بلغة روائية نضرة بعض ما فيها انتقاء الشعر من واحة الأخطار، تجربة الكاتب في ركوب زوارق الموت، والتنقل بين مدن تركية عدة مثل بودروم وأزمير ومرمريس، والالتقاء بالعديد من مهربي البشر قبيل بلوغ مدينة كوشتاديسي كنقطة "عذراء" للانتقال منها إلى جزيرة ساموس، الجزيرة العسكرية اليونانية التي يتفاداها اللاجئون بالنظر إلى سمعتها السيئة بين الأرخبيلات الكثيرة التي يتوافدون عليها، وهي أيضًا –للمفارقة- مسقط رأس الفيلسوف الإغريقي فيثاغورث الذي يستعيد الكاتب هنا بعض تفاصيل صراعه مع حاكم الجزيرة المستبد بوليكراتس وهروبه منها إلى أصقاع مصر والهند تفاديًا لبطشه، في محاولة لإنشاء توريات خاصة بالكتاب فـ"حتى الأصوات التي تتآلف في الشارع لم تكن أكثر من رمز للنغم والعدد الفيثاغورثي الكامل".

اقرأ/ي أيضًا: فجر يعقوب في رواية "نوتة الظلام".. سرد النجاة

يكتب فجر يعقوب عن مدينة أزمير "لحظة العبور إلى فوهة اللامكان"، وسُتَر النجاة المزيفة التي تباع في أسواقها على مرأى من أعين عناصر الجندرمة التركية المتورطين مع المهربين، وكوشتاديسي المدينة التي تتقلَّب ليلًا على صور اللهب. والأرخبيلات اليونانية المرتبطة بالأقمار الصناعية، و"الشموع التي تنز من الذاكرة الأصلية للاجئين" و"النقاط العذراء التي لم ينتهكها المهربون الأفذاذ".

إنها سيرة حافلة بالأسماء والأمكنة التي لم يكن ممكنًا أن تتشكل في كتاب "ساعات الكسل.. يوميات اللجوء" دون أن تستقر في المقابل على نقائض وذرائع الكتابة في ساحات المدن والأرخبيلات اليونانية، قبيل الوصول إلى رحلة الطائرة الأخيرة المتوجهة إلى ستوكهولم كمحطة نهائية في رحلة استمرت مدة شهرين.

مما جاء في تصدير الناشر: "كتاب وثائقي – روائي عن رحلات قوارب الموت التي انطلقت من شواطئ تركيا الى أرخبيلات اليونان سنة 2015 مما يجعل التعبير الأدبي عنها مثل تميمة مرصودة لا يمكن النفاذ إليها أو التفريط بها إلا بإعادة كتابتها، وهي هنا رحلة المؤلف الشخصية من ضمن رحلات أحد أكثر شعوب المنطقة ميلًا للاستقرار، حتى أنه برحلاته تجاوز تلك الأسطورة التي حيكت من حول إله البحر فوسيدون الذي يغضب على الإنسان الأرضي أوديسيوس، فيحكم عليه بالفناء المائي وبقائه محكومًا بالماء إلى الأبد.

فوسيدون، أو ما بقي منه، لا يبدو معنيًا هنا بالتيه في مياه البحر، بالرغم من أن السلطات اليونانية أطلقت عمليات بحرية ضخمة باسمه لتحدّ من تدفق اللاجئين عليها من مدن وشعاب تركيا المختلفة: مرمريس، بودروم، أزمير، كوشتاديسي، وأسماء مدن كثيرة أخرى ستعلق بذاكرة المؤلف، وذاكرة كل من وطأ هذه البقاع المستحيلة بقدميه.

ركوب القارب المطاطي أو "البلم"، يذكّر بالأسطورة الرومانية التي تقول إن على الموتى أن يعبروا نهر ستايكس بقوارب خاصة بهم، وعليهم أن يتزودوا بالمال من أجل دفع الأجرة للمشرفين على القوارب، وحتى يسمح الكلب المتوحش سريبيروس للموتى، بالوصول إلى قاضي الموت.

أطلقت السلطات اليونانية عمليات بحرية ضخمة باسم إله البحر فوسيدون، لتحدّ من تدفق اللاجئين عليها من مدن وشعاب تركيا المختلفة

إنه كتاب عن رحلة من رحلات الرعب بعيني روائي وسينمائي تخلى في لحظة طيش عن الصورة السينمائية، ليحلّق باللغة كما يريد ويشتهي".

اقرأ/ي أيضًا: مكتبة فجر يعقوب

من عناوين الكتاب الداخلية: "سور بيزنطة المتخيل، سترة نجاة مزيفة، ساعات الكسل، الطريق إلى كوشتاديسي، عين الذئب، رغبات الشمس بالألم والخلود، النجمة لا تنطفئ في الليل، انتحار بكوب زائد من الماء، الخارتيا، ساحة أومونيا، شايلوك الأثيني، شمعتان خرافيتان، انزيم الخوف، المسنجر الأزرق البعيد، السيدة الدمشقية المتأججة، نصل السكين الحاد".

 

اقرأ/ي أيضًا:

فجر يعقوب: أصوّر الأشياء لتبقى مثل لصاقة ضد الغياب

4 سير سينمائية لا بد من قراءتها