13-يونيو-2017

المخرج والروائي الفلسطيني فجر يعقوب

"البلاد الأقل انخفاضًا من ضغط الدم"، هكذا بات المخرج والكاتب الفلسطيني فجر يعقوب يرى البلاد التي يعيش فيها اليوم، بعد غوصه في عالم السينما، لا سيما الوثائقية، والرواية والترجمة. عن تلك الجغرافيا الوعرة التي قطعها مضطرًا فصارت أسيرة مخيلته، وترجمت واقعًا ثقيلًا يرفع الضغط على الرغم من برودتها، في عوالم بلد بعيد كالسويد، يرصد فجر يعقوب، صاحب فيلم "وحدن" و"صورة شمسية" رحلة قوارب الموت من خلال أسئلة المسافات الطويلة والمتاهات الضيقة، يقلّبها بين الحنين القديم والمجهول الجديد ويبحث عن أجوبة لتقيه ضغط الدم.

السويد التي وصلها بعد رحلة شاقة قاطعًا البحر من أزمير التركية إلى جزيرة ساموس اليونانية، وخلال عشرة أيام قضاها في تلك الجزيرة كان له موعد مع تأملات جديدة، اكتشف من خلالها نفسه وعلاقته مع الأمكنة والموجودات، حكايته مع رحلة اللجوء تلك، والرواية الجديدة والفيلم وتخيلات أخرى نطالعها في حواره مع "الترا صوت".


  • تغيّرت شروط الحياة والعمل بعد لجوئك إلى السويد، كيف تعمل على فيلمك الجديد، ما هي الإمكانات التي تتوفّر لك؟ ثم كيف تلخص أثر رحلة اللجوء على حياتك وعملك؟

لم أخرج من رحلة اللجوء تلك إلاّ ببعض الصور البائسة، للأسف لم أستطع أن أصور الرحلة بنفسي، أردت التطرق لهذه التجربة من خلال رواية أكتبها، وهذا كان تحديًا بالنسبة لي. لأني وقعت في شرك اللغة، فبدأت أسأل نفسي مرارًا: "هل لديّ القدرة لعكس هذه الرحلة عن طريق رواية؟"، وبنفس الوقت شعرت بأن الأوان قد آن لأصور فيلمًا عن تلك الرحلة، فبعد مرور الوقت  أصبحت هناك مسافة للتأمل، بعد اللحظة التي كنا فيها في الزوارق نعبر البحر لمكان مجهول، اليوم تغيّرت رؤيتنا للأشياء وملامستنا لها بعد تلك اللحظات، بعد عامين وحدت نفسي خارج تلك اللحظة، واستطعت التخطيط للبدء بتصوير الفيلم، وبدأت حقيقةً بالعمل عليه واتكأت على عناصر من أعمال سابقة، أحد أهم تلك العناصر كان فيلم "متاهة" 2004، عندما صورت طفلًا في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينين في لبنان، وقتها مسكته خيطًا كي لا يضيع في ذلك المكان الذي يشبه المتاهة.

فجر يعقوب: إذا اضطررت للكتابة على الموبايل فسأكتب، أو لتصوير فيلم بالموبايل فسأصور

الآن أنا صرت مكانه، أنا هو الطفل الذي أعطيته الخيط في الفيلم، بدأت أشعر بأن المتاهة كبرت، وأنا موجود بنصفها، وصار يتوجب عليّ قراءة الزمن بطريقة ثانية مختلفة عن كل ما سبق من أعمالي. كنت من قبل قادرًا على توجيه الطفل، من خلال الصوت أو إرشادات المخرج، أمّا اليوم فقد كبرت أكثر وأخذت أنا الشريط، ولكي أتوازن يجب أن أعمل وأكتب بقدر ما أستطيع، الفخ الذي نصب لنا جميعًا يجب تجاوزه، كان من الصعب جدًا في الفترة التي قضيتها في أزمير واليونان أن أعمل، ولكن كتبت مئة قصيدة حب على الموبايل، ولاحقًا جمعتها في مجموعة واحدة، لا يمكننا اليوم إلاّ أن نعمل، حتى لو اضطررت للكتابة على الموبايل سأكتب، أو حتى تصوير فيلم بالموبايل كنت سأصور، يجب أن نعمل، لأن المتاهة كبيرة وهي فخ للجميع.

اقرأ/ي أيضًا: بشار إبراهيم.. الأمل معلّق بالسينما المستقلة

  • إلى أيّ حد استطعت نسج علاقة سينمائية مع مكان كالسويد، مكان جديد وغريب، هل كان فضاءً سهلًا للتصوير والعمل؟  

الموضوع ليس سهلًا أبدًا، مضى عامان على وجودي في دولة إسكندنافية باردة، نوع الإضاءة فيها مختلفة تمامًا عن أيّ مكان آخر في العالم، وهذا يخلق مزاجًا للصورة مختلفًا تمامًا، المكان غير سهلة قراءته وإن شاهدناه سابقًا في أفلام انغمار بيرغمان أو بيرنيلا أوغست والكثير من المخرجين الذين عملوا في الدنمارك والسويد، ممن استطاعوا خلق صورة لهذه الدول في مزاج خاص ونوعية فريدة عن معظم الأفلام الأخرى. هذا لا يعني أني صرت ملمًا بهذا المكان، ولكن ما يعينني على قراءة متبصرة له هي الكتابة. روايتي "ساعات الكسل" وإن كنت أنهيتها في الجزيرة اليونانية، وربما أتبعها بجزء آخر له علاقة بإكمال الرحلة، التي كانت هي بمثابة فتح في اللغة وفتح في الصورة، وفهم للمكان الذي أسميه "البلاد الأقل انخفاضًا من ضغط الدم" وهو عنوان الفيلم الجديد.

اكتشفت لاحقًا أنني قد أصبت بمرض ارتفاع الضغط. نتيجة الرحلة والضغط والتوتر، صار هناك خلل في حياتي، ولكن استطعت بعد عامين من المراقبة الشديدة واللصيقة أن أمسك طرف الخيط، الذي بدأ في رحلتي من لبنان إلى تركيا إلى اليونان ثم استوكهولم. الخيط بدأ من هناك، والآن أستطيع أن أمسك بمفاصل أساسية، عمومًا أن أعبّر عن أيّ مكان جديد أزوره على أنه متاهة أدخله ومعي خيط لأتمكن من فهمه. وأفسر علاقتي مع الأمكنة على أنها اكتشاف دائم، أعيش في مدينة صغيرة اسمها ترانوس، كل يوم أكتشف فيها مكان جديد، أنا دائم المشي والاكتشاف، أشعر بأن عليّ اكتشاف المجهول.

  • ماذا يعني لك أن تنتقل بين عدة فنون: شعر، ورواية، وسينما؟

الموضوع ليس قرارًا، أنا ابن كل هذه الفنون مجتمعةً، لا أميز بينها في داخلي، بلزاك لديه مقولة جميلة: "قد تكون الصدفة أعظم رواية في التاريخ"، وأعتقد أن الصدف جمعتني بهذه الفنون وكانت مفيدة لي، وأنا مواطن القرن الواحد والعشرين وبذلك لست ببعيد عن كل تلك الفنون البصرية والسمعية أمام الثورة المعلوماتية، وأمام التدفق الهائل من الصور، قد تصلك آلاف الصور في ثوان، طوفان من الصور والمعلومات، وباعتقادي لا يمكن أن يفصل الفنان نفسه عن كل ذلك. لست موجود في منطقة مقطوعة في صحراء، أو مكان ناءٍ بعيد عن كل ذلك، لكي أقول هذا يصلح ليكون قصيدة أو رواية، أنا موجود أمام كل ذلك التدفق والطوفان الهائل غير المسبوق.

  • في بروموشن الفيلم الجديد الموجود على يوتيوب يوجد راو يحكي جزءًا من روايتك "شامة على رقبة الطائر" الراوي موجود في أغلب أفلامك، من هذا الراوي؟ ولماذا الإصرار على استخدم الراوي في الفيلم الوثائقي؟

لم أعد أفصل بين الروائي والوثائقي، حتى وإن كنت أكتب رواية سأكون كمن يحمل كاميرا على كتفه، هذا الراوي قد يكون صدى لصوتي، أو صدى لشخص اختفى من حياتي وأردت استدعاءه في لحظة من اللحظات ليحكي ماعجزتُ في وقت ما عن قوله.

فجر يعقوب: لا أفصل بين الروائي والوثائقي، وإن كنت أكتب رواية سأكون كمن يحمل كاميرا على كتفه

الراوي في البروموشن كان المصور الذي أعمل معه، صوّرنا في استوكهولم، لأني أردت وقتها تلمس نوع المكان الذي سأعيش فيه بقية حياتي، واستدعيت هذا الراوي من ماضٍ كان بعيدًا نسبيًا عني، وكان حضوره ملزمًا لأنه كان موجودًا في لحظة سابقة وأنا لم أستطع أن أفهمه، والآن يجب عليه أن يظهر.

اقرأ/ي أيضًا: مهند حيال.. في "شارع حيفا" البغداديّ

  • معروف بولعك اللغوي؛ تكتب الشعر وسيناريوهات أفلامك إلى جانبك كتابة الرواية، حتى في أفلامك هناك شعرية في تكوين الصورة، ما حكايتك مع الشعر، وما مدى تأثيره على صناعة السينما؟

بدأت مشروعي بكتابة الشعر، لاأعرف إن اكتمل هذا المشروع أو أصبح مبتورًا في مكانٍ ما، بدأت بداية شاعر، لا أستطيع تقييمها الآن، مع أن لي خمس مجموعات، في شبابي تأثرت بأدونيس، وتأثرت بشعراء آخرين مثل سان جون بيرس الذي ترجمه أدونيس نفسه، وشعراء من منطقتنا ومرجعيات غربية كنا نقرأها مترجمةً، أثرت فينا هذه الترجمات لا شك، لاحقًا بدأت أشعر بأن مشروعي الشعري يمكن ألاّ يكتمل.

لذلك اخترت الوقوف على تخوم الشعر لأن النزول في الأعماق ليس بالأمر السهل، الأعماق مخيفة وتحتاج إلى وقت وإمكانات هائلة وصبر، وأنا لا أملك هذا الصبر للنزول في الأعماق، فبقيت على التخوم. خفت من مشروع الشاعر ولكنه ضل يناوشني، لا أراهن على الشعر وليس مشروعي، ولكنه لوّن لغتي وأفكاري وانتقل بي شغف الشعر إلى الصورة والسينما. حتى أنه يظهر بشكل جليّ في الكتابة للسينما، أظن أنه سيبقى على هذا الحال إلى نهاية حياتي.

  • الاشتغال على الرمز وتلك العلاقة السيميائية بين دال ومدلول هي ملعبك، لماذا الترميز العالي في الكتابة والتصوير؟

الروايات كما السينما هي لغة وتقطيع ومونتاج، وهذا المونتاج اللغوي يخلق هذه الرموز، والإنسان كتلة من الرموز لايمكن عزله عنها. هناك جسر يصل بين الدال والمدلول ناتج عن تحطيم بنية دلالية بغية إنتاج معنى أونتيجة ما. أي شيء نقدم عليه في التوصيف أو التحطيم سينتج رمزًا. وهذه إحدى أشكال التأثر بالشعر، ولو أني كنت أمزح في الموضوع  وارتعبت من فكرة النزول في الأعماق، إلاّ أنه في لحظة اليأس والعبث واللاجدوى اسأل نفسي هذه الأسئلة، وإن لم أجب على الأقل أتمكن من إنتاج رموزي بطريقتي. أمّا الصورة فهي ملجأ التوازن في هذا العالم، أصوّر ليس فقط ما يجب، أو لأنه أعجبني، أصوّر الأشياء لتبقى مثل لصاقة في ذاكرتي ضد الغياب.

فجر يعقوب: اخترت الوقوف على تخوم الشعر لأن النزول في الأعماق ليس بالأمر السهل

اقرأ/ي أيضًا: "إريك رومير" الذي عرف السينما الفرنسية

  • أتخاف ألاّ يصل ما تريد قوله إلى المتلقي؟

لا تعالي على المشاهد، ولا تعالي على القارئ. ربما هو تعالٍ على الذات، كنت دائمًا أعتقد بتعبير الشاعر الرومنطيقي الإنكليزي وليم بتلر ييتس الذي يقول "صراعك مع الآخرين يخلق نثرًا، وصراعك مع نفسك يخلق شعرًا" وهذا صراعي مع نفسي.

المتلقي موضوعة قابلة للنقاش وقابلة للجدل، من هو هذا المتلقي؟ هل هو الذي يتلقف دراما رمضان؟ أو ممن يستسيغ نوعًا محددًا من الغناء؟ أم هو الذي يحب موسيقى لباخ بمقطع من فيلم يكرهه أو لا يتذوقه، في هذا خليط هجين من وسائط التواصل وثقافة مبسطة وغير مكتملة؟ الحقيقة لا أخاف، لأن المتلقي موضوعة متشعبة ومتعبة، قد لا ننتج إذا فكرنا فيها.

  • كيف ترى السينما الوثائقية السورية اليوم؟ خصوصًا في ظل طوفان الصور والمعلومات الذي تحدثت عنه؟

تداخلت وسائط التواصل الاجتماعي بحياة الإنسان، وشكلت جزءًا من أكبر انقلاب تعيشه البشرية اليوم. تحول الإنسان إلى معلومة وأخذ يسبح في فضاء معلوماتي هائل، وربما ضاع فيه أو تماهى معه.

بالنسبة للأفلام الوثائقية هناك جزء كبير منها حرضت عليه الفضائيات وخلقت له مساحة كبيرة، هذا ما عبّر عنه المخرج الأمريكي جون بورمان، بأنه أكبر انقلاب ديمقراطي يجبر المخرج الدكتاتور على النزول عن الكاميرا الثقيلة، أمام وجود كاميرات خفيفة تمكن الجميع من المشاركة والتصوير والعرض على فيسبوك وتويتر ويوتيوب، هي ثورة والكل مشارك فيها بحسب ثقافته وذائقته، متى تنتهي هذه الثورة لا أعرف ولكن العالم يشهد أكبر انقلاب عرفته البشرية. هناك الكثير من الأفلام بدون قيمة فنية، وجدت لأنها صورت بكاميرا موبايل أو كاميرا خفيفة في لحظات معينة قصف وهروب.. إلخ، فصارت الصورة تحمل قيمة بسبب وصول المصور إلى تلك اللحظة، ولكنها بقيت خارج المعايير والقيم التي تفرض نفسها عند تقييم الأفلام.

برأيي الشخصي والذي قد يزعج البعض، الكثير من هذه الأفلام يجب أن تترك لعلماء الاجتماع ليقولوا رأيهم فيها، أو المتخصصين بوسائط الاتصالات السمعية والبصرية، لأنها وجدت في مكان ما فصارت حالة فريدة. وهذا يجب قراءته من زاوية أخرى، بعيدًا عن صناعة الأفلام، فهي ليست لنقاد الفن لأنها لا تحمل قيمة فنية، بغض النظر عن الظرف الذي صورت فيه.

  • في روايتك الجديدة توثيق لفترة وجودك على الجزيرة اليونانية، التي كانت محطة شاقة من محطات رحلة اللجوء، لكنها دفعتك للكتابة عنها، ماذا تقول عن تلك الرحلة وأثرها في الرواية؟

الرواية بعنوان "ساعات الكسل" فيها تأملات من وحي الجزيرة اليونانية ساموس، والتي نزلنا فيها بالمصادفة بعد أزمير، هناك لا أحد يقول لنا أين سننزل، وقتها كان همي أن يعبر الزورق بأمان، قديمًا كانت سمعة الجزيرة سيئة، حيث يتعامل أهلها مع الغرباء بقسوة، وقد أغرقت الزوارق اليونانية في السابق قوارب لركاب. هي جزيرة عسكرية فلا وزن للإنسان فيها، لاحقًا تغيرت الظروف ولكن بقيت المعاملة سيئة في المعسكر أو مركز استقبال اللاجئين.

فجر يعقوب: تداخلت وسائط التواصل الاجتماعي بحياة الإنسان، وشكلت جزءًا من أكبر انقلاب تعيشه البشرية

اكتشفت بالصدفة أنها مسقط رأس الفيلسوف وعالم الرياضيات الشهير فيثاغورس، وأنها كانت منفى الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس. بالرغم من كرهي للرياضيات، وكرهي لفيثاغورس ونظرياته، فبعد وصولي للجزيرة رحت أتأمل الموضوع بطريقة ثانية مختلفة، خصوصًا بعد معرفتي بأنه اصطدم مع حاكم الجزيرة الدكتاتور بوليكراتس، وكان صراعًا بين عالم مثقف وحاكم مستبد، أدى إلى هروب فيثاغورس منها. أثرت حكايته برؤيتي للرياضيات عمومًا، ونظرياته على نحو خاص. هناك تمثال في الجزيرة لفيثاغورس، ولا شيء فيها يذكر بالدكتاتور. يمكن أن أعود إلى الجزيرة للتصوير فيها، ربما عن فيثاغورس تحديدًا. ومن هذه التجربة كتبت رواية "ساعات الكسل"، التي ستصدر قريبًا عن "منشورات المتوسط".

اقرأ/ي أيضًا: ترجمة أن تكون فلسطينيًا

  • ترجمت أكثر من كتاب سينمائي: "محاورات بيدرو ألمودوفار" و"عرق الضفدع" لكيروساوا، كما كتبت كتابًا يستلهم كياروستمي.. لا شك أن هذه الكتب جاءت من انشغالك بهؤلاء وسينماتهم، لكن ألم تكن هناك رغبات خفية في جعلهم أبطالًا شخصيين، إلى حدّ ما، بالنسبة لك؟

ترجمت أيضًا لمخرجين أخرين كفاسبندر وسكورسيزي، في الحقيقة أكثر شخصية أثرت بداخلي، ومن الممكن أن أخلق علاقة معه ويكون بطل للمسامرات، هو المخرج الإيراني عباس كيارستمي بحكم أننا التقينا وبقينا أربعة أيام في دمشق، للأسف ليس بيننا الكثير من الصور.

يستحق كيارستمي أن نراه بعين أخرى يومًا ما، كرجل خدم سيرته ورحل عن هذه الدنيا تاركًا أكبر أثر في عوالمي، ربما سيكون في فيلم من أفلامي، ومن الممكن أن أقتفي أثره في مكان ما، ربما أعيد تصوير الكتاب الذي ألفته عنه بطريقة ما، لا أعرف بعد ولكن يمكن أن يظهر في عالمي يومًا ما.

فجر يعقوب: يستحق كيارستمي أن نراه بعين أخرى يومًا ما، كرجل خدم سيرته ورحل

أمّا بالنسبة لألمودوفار، فهو من أهم المخرجين الذي انحنوا على عالم المرأة. الجانب الأنثوي في شخصيته جعله قريبًا من هذه الأجواء، ليس من المخرجين المفضلين لدي، ولكن أحب طريقة تعبيره عن أفلامه، لديه طرق خاصة ليعبر فيها عن نفسه، لا أشعر بأنه بطلي، حاولت أن أعمل مرة على فيلم سميته "كل شيء عن أبي"، ليس محاكاة عن فيلمه "كل شيء عن أمي" ولكن متأثر به إلى حد ما، ولم يكتمل المشروع.

  • ما ظروف إنتاج الفيلم الجديد؟ هل وجدت صعوبة بإيجاد من يمول الفيلم في السويد؟

مصاعب الإنتاج موجودة دائمًا وهذه من ظروف العمل. كان جان لوك غودار يبحث عن بعض التجار لتمويل فيلمه، وينجح في ذلك ولكن وضع فرنسا سينمائيًا مختلف عنه في أيّ مكان آخر. أعمل اليوم مع مجموعة من الشباب المتحمسين وبإمكاننا القول بأن لديهم شركة إنتاج متواضعة طموحة تتبنى الفيلم، كما وإننا نتواصل مع شركة سويدية ممكن أن تكمل معنا.

اقرأ/ي أيضًا:

أعظم 12 كاتب سيناريو على مرّ العُصور

إنغمار برغمان.. المتشفّي من "تروما" الطفولة